تأملات في نص امرأة لا تشبه إلا نفسها.. دكتوركمال دفع الله
تأملات في نص “امرأة لا تشبه إلا نفسها” – أماني محمد صالح… للكاتب محمود خالد
د. كمال دفع الله بخيت
وجدت في هذا النص المتفرد الجميل عن الأستاذة أماني محمد صالح (وليست لي سابق معرفة بها) مفتاحًا للغوص قليلاً في أغوار جوهرة مكنونة تمثل تجربة فريدة من نوعها كنموذج للسيدة المبدعة، يعكس رؤية عميقة لشخصية متميزة، ليست ككل النساء. أتمنى أن يأخذنا هذا النص إلى عالم يستحق التأمل فيه، عالم يتجاوز الحدود التقليدية ليفتح أفقًا لفهم أفضل لما يعنيه أن تكون إنسانة كاملة الحضور.
النص الذي كتبه الأخ محمود خالد عن أماني محمد صالح هو بمثابة لوحة شعرية تُبرز تعقيد شخصية المرأة، متحديًا بذلك التوصيفات النمطية الجاهزة التي تعمم على النساء. استخدم الكاتب أسلوبًا أدبيًا جميلًا لخلق صورة متكاملة عن امرأة فريدة، ليس فقط من حيث الملامح الخارجية المعتادة لدى معظم الكتاب، بل من حيث ما يمتلكه عقلها وروحها من عمق ونقاء.
كونها كما ورد “هي ليست ككل النساء” تُثّبت فورًا انفرادية الشخصية، مما يضعني كقاريء في حالة من الانتباه والترقب لاستكشاف ما يجعلها مختلفة. هذا الانكسار عن القاعدة يُعد دعوة للتفكير في الأبعاد الأعمق للشخصيات النسائية، بعيدًا عن الصور النمطية المتعارف عليها. وفي هذا السياق، تأتي ملامحها لتكون حكايات غامضة تعكس تجارب وخبرات لا تنتهي، مما يدل على أن شخصية الأستاذة الموصوفة أماني ليست مجرد كيان سطحي، بل هي تجسيد لماضي مليء بالتجارب والأحداث.
يصف الأخ الكاتب خالد في نصه أيضًا نظرة المرأة، مؤكدة أن هذه النظرة تذهب مباشرة إلى العقل قبل القلب، فيشير إلى عمق التفكير والتحليل الذي يميز الشخصية الموصوفة. فهي ليست مجرد سيدة تتعامل بحج عاطفية، بل تتمتع بقدرة استثنائية على الفهم، مما يضيف بُعدًا عمليًا وعقلانيًا للأسلوب الذي تتبعه في حياتها.
كما أن قدرة المرأة على تحليل الأفكار تجعل منها شخصية مؤثرة بعمق، حيث تصفها بأنها “ناقدة محترفة”. وهذا يأخذ النص إلى منحى يعكس القوة والقدرة على التأثير بطريقة إيجابية، مما يجعلني كقاريء أدرك أن الحقيقة لا تتعلق بالتقليل من شأن الآخرين بل بالرفع من مستواهم.
المجازات التي استخدمها الكاتب خالد، مثل “رقيقة كنسمة، قوية كجذر شجرة عتيقة”، تُبرز التوازن الدقيق بين القوة واللطف، مما يجعل شخصية السيدة أماني تبدو أكثر إنسانية وواقعية. هذه التركيبة تعكس أبعادًا متعددة لها، حيث تظهر كمثال للمرأة القوية التي تحمل صفات الأنوثة بشكل يجعلهما تكاملان لا يتعارضان.
اختتم الكاتب خالد النص بفكرة أن “تحبها؟ أمرٌ محتوم” و”تحترمها؟ لا خيار فيه” يُعبر عن قوة جذب الشخصية بشكل مذهل. هذا التركيب الأدبي يثبت لنا أن الشخصية الموصوفة ليست مجرد امرأة بل هي فكرة وشغف يظهران في تأثيرها على من حولها.
إذن، النص الذي جذبني ودفعني لنسطير سطوري حوله يمثل تحية تقدير للأستاذة المعنية، وهي واضحة أنها امرأة فريدة، لا يمكن إدخالها في قالب محدد، بل تظل دائمًا خارج النمط، مما يجعلها تجسيدًا حقيقيًا للكرامة والتمكين. نستفيد من النص كونه رسالة قوية تدعو لتقدير الفروق المتنوعة بين النساء وبحث عمق وجودهن في عالم لا يزال يواجه تحديات الفهم والتقبل.
د. كمال دفع الله بخيت
ظهر الخميس ٢١ مايو ٢٠٢٥
سيئول- كوريا الجنوبي