بين ضغوط المرحلة وبشريات العيد… هيئة الإذاعة والتلفزيون تمضي, بثبات
بين ضغوط المرحلة وبشريات العيد… هيئة الإذاعة والتلفزيون تمضي بثبات
حوار خاص مع الأستاذ عبد الباري كافي كوة – مدير عام هيئة الإذاعة والتلفزيون بولاية القضارف
أجرته: روضة محمد توم
تُعد هيئة الإذاعة والتلفزيون بولاية القضارف من أعرق المؤسسات الإعلامية ، إذ تأسست في العام 1995، وأسهمت بدور رائد في تشكيل وعي المجتمع ونقل نبض الولاية من عمق الأحداث. في هذا التوقيت الصعب الذي تمر به البلاد، كان لا بد من الوقوف على أحوال الهيئة، تحدياتها، وخططها القادمة.
في هذا اللقاء الخاص، تحدث الأستاذ عبد الباري كافي كوة، المدير العام للهيئة، بصراحة وشفافية، مجيبًا عن أبرز الأسئلة التي تدور في أذهان العاملين والمهتمين بشأن هذه المؤسسة الإعلامية.
في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة، كيف تم التعامل مع مرتبات العاملين؟
الحمد لله، تم إيداع المرتبات في حسابات العاملين بمختلف المصارف. صحيح إنها نزلت بالفئات القديمة، لكن ده كان بسبب بعض الإشكالات المرتبطة بالإجراءات العامة. بذلنا مجهود كبير ببورتسودان لتعديل الوضع، لكن للأسف حل الحكومة تسبب في بطء المعاملات. إن شاء الله، الجهود مستمرة بعد العيد لإكمال ما بدأناه.
الهيئة تم استثناؤها بمنح تسيير بنسبة 100%، بخلاف معظم المؤسسات.. كيف تم ذلك؟
دي من الحاجات الإيجابية جدًا، الحمد لله. تم استثناء الهيئة ومنحها تسيير بنسبة 100%، بينما بقية المؤسسات اتحصلت على 50%. بمجرد وصول التسيير، بدأنا الإجراءات، رغم المشاكل الكتيرة زي عدم توفر الشيكات وازدحام البنوك، مما أدى لتأخير في استخراج الشيكات نفسها، وبعدها واجهنا تأخير في بنك السودان. رغم كل ده، تمكنا من إكمال الإجراءات ما عدا بنك الجزيرة اللي اعتذر بسبب عدم السيولة وقلة الموظفين. وهنا لا بد من شكر خاص لوزارة المالية التي أوفت بوعدها، وقدّمت التسيير في وقت غير معتاد.
بالنسبة للشرائح العمالية والمتعاونين، هل تم تخصيص أي دعم لهم بمناسبة العيد؟
أكيد. تم توفير سلة غذائية ليهم عبر حكومة الولاية، ورفعنا أسماؤهم ضمن كشف الأضاحي الذي يُوزع في أول أيام العيد، ودي لفتة طيبة. بجانب ده، تم توفير مبالغ مالية عن طريق ديوان الزكاة، وإن شاء الله حيتم تسليمهم الدعم داك في العيد، لأنهم فعلاً يستحقوا، وهم جزء أصيل من منظومة العمل داخل الهيئة.
الهيئة ظلت محافظة على دورها رغم التحديات… كيف تتمكنون من الاستمرار في أداء الرسالة الإعلامية؟
دي مسؤولية ما بنتهرب منها. الإعلام اليوم بقى مش بس نقل خبر، بل أصبح وسيلة لدعم المجتمعات نفسياً، ومواجهة الشائعات بإيجابية، وبث الأمل وسط المواطنين. إحنا دايرين نكون صوت الناس في الولاية، ونعكس الواقع كما هو، بصدق ومسؤولية. رغم الصعوبات، العاملين في الهيئة قاعدين يقدموا مجهود كبير يستحق التقدير.
هل توجد خطط مستقبلية لتطوير الهيئة، خاصة في جانب البنية التحتية والمحتوى البرامجي؟
نعم، في خطط تطوير واضحة. عقدنا اجتماع مهم مع السيد والي القضارف بحضور مديري البنى التحتية والمالية وبعض الجهات المختصة. ناقشنا عدد من المشروعات الخاصة بالبنية التحتية للهيئة، ووسعنا دائرة النقاش نحو شراكات جديدة، وإن شاء الله في بشريات حتشوف النور بعد العيد. كمان بنشتغل على إعداد برامج جديدة تستهدف الشباب والمرأة، باعتبارهم من أهم الفئات في المجتمع.
كيف تهتم الهيئة بالجانب النفسي والاجتماعي للعاملين، خاصة في هذه المرحلة الصعبة؟
نحن مؤمنين إن التقدير داخل بيئة العمل مهم جدًا، ويمكن يكون له تأثير أكبر من المال أحيانًا. بنشتغل بنهج متوازن: مرة نوجه الدعم للعمال، ومرة للموظفين، ونسعى دايمًا لإيجاد معينات تخفف من الأعباء اليومية. وكمان نحاول نخلق بيئة من التواصل المفتوح والدعم المعنوي. العاملين عندنا هم الأساس، وبنفتخر بيهم.
في ختام اللقاء، ما هي رسالتكم للعاملين ومواطني الولاية بمناسبة عيد الأضحى؟
أحب أقول ليهم: كل سنة وأنتم بخير، وعيدكم مبارك. أسأل الله أن يعيده على السودان بالسلام والاستقرار، وأن نحتفل السنة الجاية ووطننا خالي من التمرد والمليشيات، ويكون أكثر أمنًا وتقدمًا. وبقول: أعفو عنّا إن قصرنا، فالكمال لله وحده. وأشهد الله إني قد عفوت عن الجميع، ولا أحمل في قلبي إلا الخير. تقبل الله منّا ومنكم.