آخر الأخبار
The news is by your side.

بـكائية الموت… السر عبد المتعال

بكائية الموت

السر عبد المتعال
تِلْكَ هِي الوُجْهَة التي سَار إليها آخر الشُهَداء
حَامِلًا رآيَتَهُ الحَمْراء عَلَى قَلْبِهِ الأبْيَضْ
بَيْنَمَا قَاتِلُه يَسِيِرُ إلى الوُجْهَةِ الأُخْرَى
حَامِلًا رَايَتَهُ الْبَيْضَاء عَلَى قَلْبِهِ الأسْوَدْ…
تَتَسَاقَط هَيْبَتَه الكَآذِبَة كَأوْرَآقِ
الشِّتَاء …
هَذِهِ يَدِي أمُدُّهَا بِلَا مَلآمِح إلى كُلِ العَابِرِينْ
فِي طَرِيقِ المَوْتِ سِرًا وَيَخْشَوْنَ الفَنَاء
نَاقِصَةَ الأصَابِعْ تَعُوُدُ إلى سَاعِدِي الأيْسَرْ
بَعْد مَا صَافَحَتْ قَسْرًا آخِر الأنْبِيَاء
هَذا أنا لآ أكاد أعْرِفُ نَفْسِي…
إذَا نَظَرْتُ إلَى المِرآة التِي سَقَطْت سَهْوًا مِن أحَدِ ألقَادَة
أوْ تَجَوَّلْتُ خِلْسًَة أثْنَآء المَعْرَكَةِ ألفَآصِلَة
بَيْنَ حُشُودِ الرِّفَاقِ الجُبَنَاء
هَا أنْتُم هَؤلاِء…
تَكْتُبُونَ قَصَآئد المَدْحِ فِي قآتِلٍ إبن حَنْبَل
فِي خلْوَتِهِ ألبَاسِلَة
وَقَاتِلِ ألحُسَيْنِ فِي كَرْبِلاء
وَتَسُبون بَنِي الأَكْرَمِيِنْ جَهْرًا فِي دُوُرِ العِبَادة القَاحِلة
أقف الآن أمامكم مكتوف العينين
تَرْتَجِفْ أحْلآمِي عَلى صَقِيِعِ خَطِ الإسْتِوَاء…
أعْبُرُ جِسْرِ النَصْرِ ..
الَّذِي شَيَدَتْهُ حَاشِيِة إبْن طُوُلوُنْ…
أرَى مِنْ فَوْقِهِ أجْمَل عَذْرَاء لَدَيْكُم تَتَجْوُّل لَيْلًا
فِي بَلآطِ جِنْكِيزْ …..
ثُمَ عَآدَتْ إليْكُم نَآصِعَة الخِزْي
وَمِنْدِيلَها الأبْيَضْ مُزَرْكَشٌ بالدِمَاء
أرَى نَائِحَاتِ الطَّيْرِ …
تَحْمِل تَحْتَ أجْنِحَتها الكَسِيرَة شَهْقَة مِنْ هَوَاء
وَعَلى مَنَآقِيرِهَا المُدَبَبَة حَبَّةُ خَرْدَلٍ
جَلبَتْهَا مِنْ مَزَارِعِ الغُرَبَاء
اسْقَطَتْهَا مِنْ فَوْقِ الجِسْرِ الصَامِدِ إلى اكْبَآدِها…
تَحْت المَاء …
هُنَاكَ فِي صَحَارَى التِّيه المُقَدَسِ
أرَى قوَآفِلِ النَآدمين تَعُودُ بَعْدَما أكْمَلَتْ طُقُوسَهَا الجَوْفَاء
مُنْهَكًة تَسِيِرُ نَحْوَ النَّهْرِ الأوْلِ
وأرَى جُمُوعَ الفُقَرَاء …
المُتْعَبِين يَجْلِسُون عَلَى حَوَافِ المَجْد الذِى صَنَعُوه…
القُرْفٌصَاء
يَتَسَولوُن الحَقِيِقَة مِنْ إبْن سَلُوُل والفُتَات مِنْ مَوَائِدِ النُبَلاء
هَذِه البِلآد لَمْ تَعُد تَحْتَمل الحُبْ …
وكَرَّسَتْ كُل وَقْتَها تَحْتَفِي بِالبُكَاء ..
لَمْ تَعُد تَحْتَمِل الضَّوء يَنْبَثِق مِنْ شُرَفَات الصَّدقِ المُعْتَمة
أوْ رَائِحَةِ العِطْر فِي حُقُولِ البُرْتُقَآلْ
لَكِنَها ألِفَتْ شَبَح الدَّم وَهْوَ مِنْ سَخَآءَهُ…
يَتَجْوَّلُ بَيْنَنا صُبْحًا وَمَسَاء
هَذِي البِلآد من هول ما فيها…
تَنْشُدُ الفَرَحْ المَوْعُود فِي ثَنَآيَا البَلآء
رُبَما أدْرَكَت أنَّ المَوْت هُوَ ظِلُّكَ النَّهآرِي
هَذِه البِلَآد الَّتِى أنْكَرَتْ إنني إبْنُها البِكْرِي
وادَّعَتْ أنني إبن جَارَةٍ مَآجِنَة مِنْ كَوْكَبً آخَر
اَرْسَلَتْنِي قَائِدًا لِلْجُنْد فِي آخِرِ مَعْرَكَةْ
وأدْرَجَتْ إسْمِي فِي كُشُوُفِ العُمَلآء
هَذَا أنَا….
آخِرُ شُهَدَاء طُرْوَادَة
أُبَرِىءُ قَآتِلِي مِنْ دَمِي وَأنْسُبَهٌ إليْكُمْ
وأعْلِنُ فِيِكُمْ أنَّنِي إِبْنُ جَآرة السُؤِ تِلْك
جِئْنَا سَوِيًا مِنْ كَوْكَبِ الزَّهْرَاء.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.