آخر الأخبار
The news is by your side.

بايدن يخاطب مؤتمر ميونيخ للأمن وسودان بوست ينشر كلمته

بايدن يخاطب مؤتمر ميونيخ للأمن وسودان بوست ينشر كلمته

الخرطوم : عبدالرحمن الكيال

خاطب الرئيس الأمريكي ، جو بايدن ، مساء أمس ، فعاليات مؤتمر ميونيخ للأمن .

ودعا الرئيس الأمريكي ، إلي أهمية التصدي لأنشطة إيران ، والتي وصفها بالمزعزعة لإستقرار المنطقة .

وأشار بايدن ، إلى نية بلاده الإنخراط في محادثات مجموعة “5+1” بشأن برنامج طهران النووي .

وشدد الرئيس الأمريكي ، علي عدم السماح لتنظيم الدولة بإعادة ترتيب صفوفه مرة أخرى ، أو أن يهدد الناس في الشرق الأوسط ، وأوروبا ، والولايات المتحدة ، أو أي مكان آخر .

وقال بايدن:” إن الولايات المتحدة ملتزمة تماما بحلف شمال الأطلسي (ناتو) ، ومبدأ أن أي هجوم على عضو واحد في الحلف هو هجوم على الجميع” .

وفي رسالة واضحة إلى العالم ، أكد الرئيس الأمريكي ، أن الولايات المتحدة عادت وأن التحالف عبر الأطلسي سيعود ، وحذر من (ما أسماه) ، العودة إلى تكتلات الحرب الباردة الجامدة .

وشدد بايدن علي الإستعداد لمنافسة إستراتيجية بعيدة الأمد من الصين ، مضيفا:”علينا ضمان أن تتم مشاركة فوائد النمو بشكل واسع وبالتساوي ، وليس من قبل البعض فقط” .

وتابع:”يمكننا مواجهة إنتهاكات الحكومة الصينية الإقتصادية والإكراه وتقويض أسس النظام الإقتصادي العالمي” .

وإتهم الرئيس الأمريكي ، موسكو بمهاجمة الديمقراطية ، لافتا إلي أن الديمقراطية أساسية لمواجهة كل التحديات ، وأن المهمة الرئيسية الآن هي الدفاع عنها .

يشار إلي أن مؤتمر الأمن ، كان قد تأسس قبل 58 عاما ، وإنطلقت أعماله في نسخة إستثنائية لمدة يوم واحد ، وذلك بهدف تجديد العلاقات بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين .

وفيما يلي يورد (سودان بوست) نص كلمة الرئيس بايدن في مؤتمر ميونيخ الإفتراضي للأمن للعام 2021م:-

الرئيس: شكرًا سعادة السفير. ومن الرائع أن أكون مع أنجيلا وإيمانويل. لقد أمضينا للتو سويًا جانبًا – من هذا الصباح – حسب توقيت واشنطن. لكني أود أن أرحب بكم جميعا وأشكركم – في مؤتمر ميونيخ على استضافة هذه الدورة الاستثنائية.

فعلى مدى عقود، كما أشرتم، شاركتُ في مؤتمر ميونخ للأمن – بصفتي عضوًا في مجلس الشيوخ الأميركي، وانضممت إلى زملائي من الحزبين للتأكيد على أهمية الشراكة عبر الأطلسي؛ ثلاث مرات كنائب لرئيس الولايات المتحدة، بما في ذلك إلقاء الخطاب الأول للسياسة الخارجية الدولية لحكومة أوباما وبايدن في الأشهر الأولى التي تولينا فيها المنصب.

وقبل عامين، كما أشرتم، عندما تحدثت آخر مرة في ميونيخ، كنت مواطنا عاديا؛ كنت أستاذا جامعيا، ولم أكن مسؤولا منتخبا. لكنني قلت في ذلك الوقت، “إننا سنعود.” وأنا رجل يفي بوعده. فقد عادت أميركا.

أما اليوم فإنني أتحدث بصفتي رئيسا للولايات المتحدة في بداية فترة إدارتي، وأرسل رسالة واضحة للعالم: لقد عادت أميركا. وقد عاد التحالف عبر الأطلسي. ونحن لا ننظر إلى الوراء؛ بل نتطلع إلى الأمام، سويا.

والأمر يتعلق بما يلي: إن التحالف عبر الأطلسي هو مؤسسة قوية – مؤسسة قوية – وأمننا الجماعي وازدهارنا المشترك مبنيان على هذا التحالف. وأرى أن الشراكة بين أوروبا والولايات المتحدة هي حجر الزاوية في كل ما نأمل تحقيقه في القرن الحادي والعشرين، كما فعلنا في القرن العشرين، ويجب أن تظل كذلك.

والتحديات التي نواجهها اليوم مختلفة. إننا عند نقطة انعطاف، عما كانت عليه عندما تحدثت إليكم كعضو في مجلس الشيوخ وحتى كنائب للرئيس، فالديناميات العالمية قد تغيرت. والأزمات الجديدة تتطلب اهتمامنا. ولا يمكننا أن نركز فقط على التنافس بين البلدان الذي يهدد بتقسيم العالم، أو على التحديات العالمية التي تهدد بإغراقنا جميعا إذا فشلنا في التعاون. يجب علينا القيام بالأمرين معًا، والعمل في خط واحد مع حلفائنا وشركائنا.

لذا اسمحوا لي أن أمحو أي شك متبق لديكم: إن الولايات المتحدة سوف تعمل عن كثب مع شركائنا في الاتحاد الأوروبي والعواصم في مختلف أنحاء القارة- من روما إلى ريغا- لمواجهة مجموعة التحديات المشتركة التي نواجهها.

وسنستمر في دعم هدف أوروبا الموحدة والحرة التي تعيش في سلام. والولايات المتحدة ملتزمة التزاما كاملا بتحالفنا مع منظمة حلف شمال الأطلسي، وأرحب بالاستثمار المتزايد لأوروبا في القدرات العسكرية التي تعزز الدفاع المشترك بيننا.

كما تعلمون، بالنسبة لي وللولايات المتحدة ولنا، سنتمسك بالبند – سنتمسك بالند الخامس. إنه ضمان. أي هجوم على دولة هو هجوم على الجميع. هذا هو عهدنا الذي لا يتزعزع. والمرة الوحيدة التي تم تفعيل البند الخامس كانت بعد هجوم 11 أيلول/سبتمبر على الولايات المتحدة. لقد انضممتم إلينا، أنتم وحلفاؤنا، لمحاربة القاعدة، والتزمت الولايات المتحدة بالتشاور عن كثب مع حلفائنا في ناتو وشركائنا حول السبيل الأمثل في المضي قدما في أفغانستان.

وحكومتي تدعم بقوة العملية الدبلوماسية الجارية لإنهاء هذه الحرب التي استكملت 20 عاما. وما زلنا ملتزمين بضمان ألا توفر أفغانستان أبدا قاعدة للهجمات الإرهابية ضد الولايات المتحدة وشركائنا ومصالحنا.

كما وقف شركاؤنا الأوروبيون معنا أيضًا لمواجهة داعش. في هذا الأسبوع فقط، صادق وزراء دفاع ناتو على مهمة تدريبية واستشارية موسعة بشكل كبير في العراق، والتي ستكون حيوية للمعركة المستمرة ضد داعش. لا يمكننا السماح لداعش بأن يعيد تنظيم صفوفه من جديد ويهدد الناس في الشرق الأوسط وأوروبا والولايات المتحدة وأماكن أخرى.

وبينما تجري الولايات المتحدة مراجعة شاملة لتموضع قوتنا حول العالم، فقد أمرت بوقف انسحاب القوات الأميركية من ألمانيا. وأيضا رفعت السقف الذي فرضته الحكومة السابقة على عديد القوات الأميركية التي يمكن أن تتموضع في ألمانيا.

وإنني أعلم – إنني أعلم أن علاقتنا عبر المحيط الأطلسي خلال السنوات القليلة الماضية قد توترت واختُبرت، ولكن الولايات المتحدة عاقدة العزم – عاقدة العزم على الانخراط من جديد مع أوروبا، والتشاور معكم، واستعادة مكانتنا القيادية الموثوقة.

في وقت سابق من هذا اليوم، وكما تمت الإشارة إليه، شاركت في الاجتماع الأول لقادة مجموعة السبع، حيث تحدثت عن الحاجة الماسة إلى تنسيق العمل متعدد الأطراف لمكافحة كوفيد-19 والأزمة الاقتصادية العالمية وأزمة المناخ المتسارعة، وغير ذلك الكثير.

إن تحقيق هذه الأهداف سوف يعتمد على مقترح استراتيجي أساسي، وهو أن الولايات المتحدة يجب أن تجدد المزايا الدائمة التي تتمتع بها أميركا حتى يتسنى لنا مواجهة التحديات الراهنة من موقع القوة. وهذا يعني إعادة بناء أسس اقتصادية أفضل؛ واستعادة مكانتنا في المؤسسات الدولية؛ والنهوض بقيمنا في الداخل، والتحدث للدفاع عنها في جميع أنحاء العالم؛ وتحديث قدراتنا العسكرية بينما نقود في الدبلوماسية؛ وتنشيط شبكة التحالفات والشراكات الأميركية التي جعلت العالم أكثر أمانا لجميع الناس.

كما تعلمون، فإنني آمل أن تنضم إلينا الديمقراطيات في هذه المهمة الحيوية. لقد استمرت وصمدت شراكاتنا ونمت على مر السنين تضرب بجذورها في ثراء قيمنا الديمقراطية المشتركة. إنها ليست مجرد معاملات. وهي ليست مجرد مقتطفات. وإنما هي مبنية على رؤية لمستقبل يكون فيه كل صوت مهمًا، حيث تتم حماية حقوق الجميع ويتم الحفاظ على سيادة القانون.

لم ينجح تمامًا أي من ذلك – لم ينجح أي منا بشكل كامل في هذه الرؤية. لكننا نواصل العمل لتحقيق ذلك. وفي العديد من الأماكن، بما في ذلك أوروبا والولايات المتحدة، يتعرض التقدم الديمقراطي للهجوم.

لقد عرفتُ الكثير منكم لفترة طويلة جدًا، وأنتم تعلمون أنني أتحدث بصراحة عما يكمن في خاطري، لذلك دعوني أكون صريحًا معكم جميعًا: نحن في خضم جدال جوهري حول المستقبل والاتجاه الذي يسير فيه عالمنا. نحن في نقطة انعطاف بين أولئك الذين يجادلون، في ضوء كل التحديات التي نواجهها – من الثورة الصناعية الرابعة إلى الوباء العالمي – بأن الاستبداد هو أفضل طريقة للمضي قدمًا، كما يقولون، وأولئك الذين يفهمون أن الديمقراطية ضرورية – ضرورية لمواجهة تلك التحديات.

سوف يقوم المؤرخون بدراسة هذه اللحظة والكتابة عنها كنقطة انعطاف، كما قلتُ. وإنني أعتقد- بكل ذرة في كياني- أن الديمقراطية سوف تسود، بل ويجب أن تسود. يجب أن نثبت أن الديمقراطيات ما زالت قادرة على تقديم المساعدة لشعوبنا في هذا العالم المتغير. هذه، في رأيي، هي مهمتنا التي تحفّزنا.

إن الديمقراطية لا تحدث بالصدفة. علينا أن ندافع عنها ونقاتل من أجلها ونعززها ونجددها. علينا أن نثبت أن نموذجنا ليس من بقايا تاريخنا؛ وإنما هو أفضل طريقة لإحياء الوعد المبشّر بمستقبلنا. وإذا عملنا مع شركائنا الديمقراطيين، بقوة وثقة، فإنني أعلم أننا سنتصدى لكل تحدٍ ونتفوق على كل منافس.

كما تعلمون، يجب أن نستعد معًا لمنافسة استراتيجية طويلة الأمد مع الصين. والطريقة التي ستعمل بها الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا معًا لتأمين السلام والدفاع عن قيمنا المشتركة وتعزيز ازدهارنا عبر المحيط الهادئ ستكون من بين أكثر الجهود التي نبذلها أهمية. ستكون المنافسة مع الصين شديدة. هذا ما أتوقعه، وهذا ما أرحب به، لأنني أؤمن بالنظام العالمي، الذي اجتهدت أوروبا والولايات المتحدة، جنبًا إلى جنب مع حلفائنا في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، لبنائه على مدار السبعين عامًا الماضية.

يمكننا الفوز في السباق نحو المستقبل. ولكن لكي نفعل ذلك، يتعين علينا أن نكون واضحين بشأن الاستثمارات والشراكات التاريخية التي يتطلبها ذلك. علينا أن نحمي- علينا أن نحمي مساحة الابتكار والملكية الفكرية والعبقرية الإبداعية التي تزدهر مع التبادل الحر للأفكار في المجتمعات المنفتحة والديمقراطية. وعلينا أن نضمن أن تتم مشاركة فوائد النمو على نطاق واسع ومُنصِف، وليس فقط من قِبل قلة قليلة.

علينا أن نقاوم القهر والتجاوزات الاقتصادية التي تمارسها الحكومة الصينية والتي تقوّض أسس النظام الاقتصادي الدولي. إذ يجب على الجميع – الجميع – اللعب بالقواعد نفسها.

ويتعين على الشركات الأميركية والأوروبية الكشف علنًا عن طريقة حوكمة الشركات – وتأسيس هياكل الحوكمة، والالتزام بالقواعد لردع الفساد والممارسات الاحتكارية. ويجب أن تخضع الشركات الصينية للمعيار ذاته.

يجب علينا صياغة القواعد التي ستحكم تقدم التكنولوجيا وقواعد السلوك في الفضاء الإلكتروني والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحيوية بحيث يتم استخدامها للارتقاء والنهوض بالناس، وليس استخدامها لتقييدهم. يجب أن ندافع عن القيم الديمقراطية التي تمكننا من تحقيق أي من هذه الأمور، وصدّ أولئك الذين يحتكرون القمع ويجعلونه أمرًا طبيعيًا.

وكما تعلمون، هذه أيضًا- هذه أيضًا هي الطريقة التي سنكون قادرين بها على مواجهة التهديد القادم من روسيا. فالكرملين يهاجم ديمقراطياتنا ويستخدم الفساد كسلاح لمحاولة تقويض نظام الحكم لدينا. القادة الروس يريدون أن يعتقد الناس أن نظامنا أكثر فسادًا من نظامهم أو فاسد مثله. لكن العالم يعرف أن هذا ليس صحيحًا، بمن فيهم الروس- مواطنو روسيا أنفسهم.

إن بوتين يسعى إلى إضعاف المشروع الأوروبي وإضعاف حلف ناتو. إنه يريد تقويض الوحدة القائمة عبر الأطلسي وتقويض عزيمتنا، لأنه من الأسهل جدًا على الكرملين أن يتنمر على كل دولة بمفردها ويهددها من أن يتفاوض مع مجتمع عبر الأطلسي قوي وموحد بشكل وثيق.

وهذا هو السبب- هذا هو السبب في أن الدفاع عن سيادة ووحدة أراضي أوكرانيا يظل مصدر قلق أساسيًا لأوروبا والولايات المتحدة. وهذا هو السبب في أن التصدي للتهور- تهور روسيا واختراقها لشبكات الكمبيوتر، في الولايات المتحدة وعبر أوروبا والعالم، أصبح أمرًا بالغ الأهمية لحماية أمننا الجماعي. قد تكون التحديات مع روسيا مختلفة عن التحديات مع الصين، لكنها في الحالتين حقيقية تمامًا.

الأمر لا يتعلق بتحريض الشرق على الغرب. ولا يتعلق برغبتنا في خلق نزاع. نحن نريد مستقبلًا تكون فيه جميع الدول قادرة على تحديد طريقها بحرية دون تهديد بالعنف أو الإكراه. نحن لا يمكننا أن نعود، بل ويجب ألا نعود، إلى المعارضة الانفعالية القائمة على رد الفعل، وإلى التكتلات الجامدة التي كانت من سمات حقبة الحرب الباردة. فالمنافسة يجب ألا تمنع التعاون في القضايا التي تؤثر علينا جميعًا. على سبيل المثال، يجب أن نتعاون إذا أردنا هزيمة كوفيد19 في كل مكان.

لقد ركزت مذكرة الأمن القومي الرئاسية الأولى لي على زيادة جهود الاستجابة الصحية والإنسانية للقضاء على كوفيد19 والوقاية بشكل أفضل والاستعداد لأي وباء قادم.

واليوم، أعلن أن الولايات المتحدة تتعهد بمبلغ بليوني دولار لمبادرة كوفاكس، مع وعد ببليوني دولار إضافيين، لحثّ الآخرين أيضًا على أن يسارعوا بتقديم شيء.

ومع ذلك، حتى في الوقت الذي نكافح فيه للخروج من براثن هذا الوباء، فإن عودة ظهور إيبولا في أفريقيا تذكير صارخ لنا بأنه يجب علينا العمل في وقت واحد لكي نقوم أخيرًا بتمويل الأمن الصحي؛ وتعزيز النظم الصحية العالمية؛ وإنشاء أنظمة إنذار مبكر لمنع التهديدات البيولوجية المستقبلية والكشف عنها والتصدي لها، لأنها ستستمر في الظهور. علينا أن نعمل معًا لتعزيز وإصلاح منظمة الصحة العالمية. نحن بحاجة إلى نظام تابع للأمم المتحدة يركز على التهديدات البيولوجية يمكنه التحرك بسرعة للعمل واتخاذ إجراءات.

وبالمثل، فإننا لا نستطيع أن نؤجل، أو أن نفعل أقل ما يمكن لكي نواجه تغير المناخ. إنها أزمة عالمية، وكلنا سنعاني – كلنا سنعاني العواقب إذا أخفقنا.

ينبغي علينا أن نعجل بتسريع التزاماتنا للحد بشدة من انبعاثاتنا وأن نحاسب بعضنا البعض على تحقيق أهدافنا وزيادة طموحاتنا.

وهذا هو السبب، في أنني بمجرد أن توليت المنصب، سارعت على الفور بإعادة الانضمام إلى اتفاقية باريس، واعتبارًا من اليوم، أصبحت الولايات المتحدة رسميًا، مرة أخرى طرفًا في اتفاقية باريس، التي ساهمنا في وضعها معًا.

وفي يوم الأرض، سأستضيف قمة الزعماء للمساهمة في الدفع نحو إجراءات أكثر طموحًا بين الأطراف الأكثر إثارة للانبعاثات، بما في ذلك الإجراءات التي تتعلق بالمناخ المحلي هنا في الولايات المتحدة.

وإنني ممتن- إنني ممتن للدور القيادي الذي واصلت أوروبا القيام به بشأن قضايا المناخ خلال السنوات الأربع الماضية. ومعًا، فإننا نحتاج للاستثمار في الابتكارات التكنولوجية التي ستدعم مستقبل طاقتنا النظيفة وتمكننا من وضع حلول للطاقة النظيفة وتوصيلها إلى الأسواق العالمية.

إن خطر الانتشار النووي ما زال أيضًا يتطلب دبلوماسية حذرة وتعاونًا فيما بيننا. إننا بحاجة إلى الشفافية والتواصل لكي نقلل خطر سوء الفهم الاستراتيجي أو الأخطاء. وهذا هو السبب في أن الولايات المتحدة وروسيا، على الرغم من التنافس في مجالات أخرى، قامتا بمد فترة معاهدة ستارت الجديدة أربع (خمس) سنوات أخرى بمجرد أدائي اليمين القانونية.

وهذا هو السبب في أننا قلنا إننا على استعداد للمشاركة مرة أخرى في المفاوضات مع مجموعة (P5+1) -الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي بالإضافة إلى ألمانيا- حول البرنامج النووي لإيران. ويجب علينا أيضًا أن نواجه الأنشطة الإيرانية المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط، وإننا سنتعاون عن كثب مع شركائنا الأوربيين وغيرهم من الشركاء ونحن نمضي قدمًا.

كما أننا سنعمل معًا من أجل عزل وتأمين المواد الانشطارية والإشعاعية لكي نمنع الجماعات الإرهابية من الحصول عليها أو استخدامها.

انظروا، إن نطاق التحديات والمشاكل التي ينبغي على أوروبا والولايات المتحدة أن تأخذها على عاتقها معًا، نطاق عريض ومعقد. وإنني تواق لأن أستمع- إنني أتوق لأن أسمع- أتوق لأن أستمع فيما يلي من أصدقائي المقربين والقادة البارزين، المستشارة ميركل، عن أفكارها المتعلقة بكيفية المضي قدمًا معًا.

اسمحوا لي بأن أختتم كلمتي بما يلي: إننا لا يمكننا أن نسمح للشك الذاتي بإعاقة قدرتنا على التعامل فيما بيننا أو مع العالم الأكبر. إن السنوات الأربع الماضية كانت صعبة. لكن أوروبا والولايات المتحدة يجب أن تتوليا القيادة بكل ثقة مرة أخرى، بالإيمان في قدراتنا، والالتزام بالتجديد، بالثقة فيما بيننا وفي قدرة أوروبا والولايات المتحدة على مواجهة أي تحديات لكي نؤمّن مستقبلنا معًا.

إنني أعلم أننا نستطيع أن نفعل ذلك. لقد فعلناه من قبل. وبالأمس فقط- بعد مرور 7 أشهر، ورحلة تبلغ 300 مليون ميل- تمكنت ناسا من هبوط المسبار (Perseverance) بنجاح على كوكب المريخ. للقيام بمهمة استكشافية، مع وجود عناصر ساهم بها شركاؤنا الأوروبيون للبحث عن دلائل حول احتمالات وجود حياة فيما وراء كوكبنا وعن أسرار الكون.

وخلال السنوات القليلة القادمة – فإن بيرسي (غير مسموع) – لكن المسبار سيتجول ويجمع عينات من الكوكب الأحمر ويجعلها تتراكم، إلى أن تأتي بعثة أخرى ومسبار آخر، فيما نتصور أنه سيكون مهمة مشتركة بين ناسا والوكالة الأوروبية لأبحاث الفضاء، من أجل استرداد هذا الكنز المدفون من العجائب العلمية والعودة به إلى موطننا على الأرض ليكون لنا جميعًا.

هذا ما نستطيع أن نفعله معًا. فإذا كانت قدرتنا غير المقيدة تستطيع أن تنقلنا إلى المريخ والعودة منه لا تخبرنا بأي شيء آخر، إلا أنها تخبرنا بأننا نستطيع أن نواجه أي تحديات يمكن أن تواجهنا على وجه الأرض. لدينا كل ما نحتاجه. وأريد منكم أن تعلموا أن الولايات المتحدة ستفعل- إننا نقوم بدورنا. سنقف معكم. وسنناضل من أجل قيمنا المشتركة. وسنواجه تحديات هذه اللحظة الجديدة في التاريخ.

إن أميركا قد عادت. فلنتجمع معًا ونبرهن لأحفاد أحفادنا، حينما يقرأون عنا، أن الديمقراطية -الديمقراطية- الديمقراطية تقوم بوظيفتها وتؤدي دورها، ومع بعضنا، لا يوجد أي شيء لا نستطيع أن نفعله. إذًا فلنبدأ العمل.

أشكركم شكرًا جزيلًا. أشكركم يا إخواني.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.