آخر الأخبار
The news is by your side.

امكانية الاصلاح بين النخب الفاشلة والمجتمعات المثالية

امكانية الاصلاح بين النخب الفاشلة والمجتمعات المثالية
(13)

بقلم: محمد خير

ان مسالة الديمقراطية كنظام سياسي يختلف كثيرا عن تصورات بعض الساسة في الدول النامية حيث انها في مخيلتهم تلك العملية الميكانيكية التي تتم عبر الاقتراح وحصد الاصوات فقط .

وهنا تتجلى الازمة المفاهيمية للديموقراطية مما جعلتها غير قادرة على الصمود والاستمرار تتمظهر هذا النوع من التفكير القاصر عن مفهوم الديموقراطية في وعي المجتمعات المحلية والفاعلين السياسيين على صوت الاقلبية وابعاد الاقليات عن المشهد السياسي.
وكلها مفاهيم غير فعالة ويتم الترويج لها بشكل خاطي مما يجعل الشعوب يتخوفون عنها وبل بعضهم يذهبون الي تكفير الديموقراطيين.

* ان من اسباب عدم توطين النظم الديموقراطية في الدول النامية:

١_ عدم وجود عقد اجتماعي حقيقي

العقد الاجتماعي دائما يقوم بين المجتمعات فيما بينهم وهي الانتقال من مرحلة الحرية الكاملة الي مرحلة التنازل لسلطة عليا تمثلهم جمعيا وينوب عنهم على ان تكون السلطة للشعب .

علي اساسها يجتمع وجدان الشعوب في بوتقة الدولة الواحدة التي تحترمهم وترعي حقوهم يدينون لها بالواجبات دون تميز علي اي اساس.

٢_ غياب الدستور
الدستور هو القانون الأعلى الذي يحدد القواعد الأساسية لشكل الدولة ونظام الحكم (ملكي أم جمهوري) وشكل الحكومة (رئاسية أم برلمانية) وينظم السلطات العامة فيها من حيث التكوين والاختصاص والعلاقات بين السلطات وحدود كل سلطة والواجبات والحقوق الأساسية للأفراد والجماعات ويضع الضمانات لها تجاه السلطة.

٣_ الحروب الأهلية
الحروب الأهلية هي اكبر الاسباب التي تادي الى عدم وجود انظمة دموقراطية ولان اسباب قيامها ايضا تتعلق بالحقوق السياسية والمدنية لذلك غالبا ما تطول الحروب الاهلية وتاتي مردودا كارثيا على الشعوب

٤_ التدخلات الخارجية
التدلات الخارجية زات المصالح السياسية والاقتصادية هي التي دائما تعقد الوضع بشكل كبير وتساهم في تباعد الهوة بين ابناء الشعب الواحد ودائما تقف علي الجانب التي يصمن له مصالحه في الوقت الراهن او المستقبل بغض النظر عن المصلحة الكلية للشعب.

٥_ غياب الوعي لدى المجتمعات
المجتمعات النامية هي اكثر المجتمعات قلة في الخبرة العملية وكذلك يتفشى الجهل بنسب عالية جدا مما تجعل من الصعوبة بمكان ان يستطيعوا ان يدركوا القيم السياسي مما هدى بهم ان يصبحوا مطية لتنفيذ اجندات لا تعود لهم باي فائدة .

لذا ان استمرارية و فعالية النظم الديموقراطية تستند الي البنية التحتية والتي تتمثل في وجود العقد الاجتماعي والسلام الدائم ووعي الشعوب بأهمية النظام الديموقراطي فضلا عن تهجيم دور التدخلات الاقليمية والدولية التي تتنافى مع المصالح العليا للشعوب .

ان اي حديث عن الديموقراطية في ظل ووجود الحرب الاهلية لايمكن ان تكون فعالة علي الاطلاق ولامحالة سوف تفشل .

ان الدول النامية شهدت العديد من محاولات دمقرطة الاوضاع الا انها بائة بالفشل لأنها لم تستند الى اساس صحيح وحقيقي .

الانتخابات ما هي الا اخر مراحل التحول الديمقراطي وهي عرض المنتخبين للجمهور لاختيار من يمثله وهي عبارة عن عملية ميكانيكية لا يمكن ان تكون معيارا ديموقراطيا مطلقا لأنها قابلة للتزوير والتلاعب في ظل عدم وجود سلطة تؤمن بالديمقراطية والشفافية.

لذلك شهدت الدول النامية سواء كانت افريقية او اسوية او لاتينية عدة عمليات انتخابات ولكنها لم تفضي الي تحولات سياسية حقيقة وكذلك كان النظام البائد يقيم انتخابات على مدار السنوات الاخيرة ولكن نتائجها كانت معلومة لدى الجميع لأنها بلاشك هنالك عمليات تزوير كبيرة يقوم بها انصار النظام البائد من اجل شرعنة حكمهم وان يبرروا للمجتمع الدولي بان هنالك ديموقراطية في السودان ، الى ان اطاح بهم ثورة ديسمبر.

لذا اذا اردنا نظاما ديمقراطيا حقيقيا لابد ان نأسس ارضية متينة من قيم واخلاق ومثل اولا.
وهما يعتبران اولي العتبات نحو نظام عقلاني يؤمن بوجود الاخرين وكذلك يؤمن بأحقية الشعوب في ادارة السلطة بما يضمن وحدة وسلامة ورفاهية الشعوب.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.