آخر الأخبار
The news is by your side.

امبراطورية حميدتي وثرواته.. من أين جمعها وكيف صعد بها؟

امبراطورية حميدتي وثرواته.. من أين جمعها وكيف صعد بها؟

كتب: عثمان قسم السيد

نجح قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف باسم “حميدتي” في الصعود سريعا خلال السنوات الأخيرة ليصبح الوجه الأبرز سياسيا وعسكريا واقتصاديا في أحد أهم مراحل السودان التاريخية بعد سقوط رموز النظام السابق.

فبعد خلع المخلوع عمر البشير قفز حميدتي إلى منصب نائب رئيس المجلس العسكري ثم عضو ونائبا لرئيس مجلس السيادة المؤلف من 11 عضوا ويدير البلاد لفترة انتقالية وحل محل المجلس العسكري.

لقد كانت ثروة حميدتي ومصادر تمويله الهائلة والغامضة داخليا وخارجيا أحد الأسباب الرئيسية التي دعمته ليتحوّل إلى أحد أبرز اللاعبين على الساحة خلال فترة يشهد فيها السودان تغييرا جذريا وسط معاناته من اضطرابات أمنية واقتصادية ومعيشية متواصلة .

إمبراطورية حميدتي الاقتصادية الشاسعة تشكلت في عهد الرئيس المخلوع ، عمر البشير، الذي قدم له تسهيلات كبيرة وامتيازات حصرية في العديد من القطاعات التجارية، كما فُتحت له أبواب أخرى أهمها الحصول على دعم خارجى كبير.

فمصادر ثروات الرجل تمثلت الخمسة في التجارة، والذهب، ومساعدات أوروبا لوقف الهجرة غير الشرعية، وميزانية مباشرة من البشير خارج رقابة الدولة لتمويل حرب دارفور، والتمويل الإماراتي السعودي.

وكان المخلوع البشير قد اعترف فى إحدى محاكمته، بأنه سلم شقيق حميدتي (عبد الرحيم دقلو القيادي البارز في قوات الدعم السريع) مبالغ من الأموال التي حصل عليها من الإمارات والسعودية والبالغة 91 مليون دولار.

حسب وصف تقرير لـ”بي بي سي” في يوليو” كشف عن امتلاكه موارد مالية هائلة، منحه خزينة الدولة السودانية مبلغا يتجاوز مليار دولار، وتسديد رواتب الشرطة السودانية نقداً لمدة ثلاثة أشهر”

فقد أصبح “حميدتي “قائد قوات الدعم السريع أو مليشيا الجنجويد أثرى أثرياء السودان.

في مؤتمر صحافي نقله التلفزيون القومى وعدد من القنوات والصحف المحلية ، يوم 27 إبريل/2020. حديث له : “أول حاجة أمّنا حاجات الناس ودفعنا الديون، واليوم كدعم سريع دافعين مليار و27 مليون دولار للحكومة”.

كل هذه الأموال التي ضخها حميدتي وغيرها كانت من حسابات مصرفية يسيطر عليها عبر أفراد من عائلته أو مقربيه في قوات الدعم السريع، وهذه الحسابات غير مراقبة من الأجهزة المختصة وبعيدة عن عيون الدولة .

فالرجل عقب إطاحة البشير قد منح خزينة الدولة نحو ربع ميزانية السودان الرسمية لعام 2019 والبالغة 4.1 مليارات دولار.

لأول مرة في تاريخ السودان اجد أحد زعماء الحرب والمجموعات المسلحة قد تحول فجأة إلى سياسي ورجل دولة بحكم نفوذه العسكري والمالي، وهذا يمثل حدث جديد في السياسة السودانية غير معتاد، السياسة السودانية ظلت تعتمد على رموز سياسية أو قيادات بمؤسسات عسكرية من الجيش النظامي.

حميدتي لم يكتف بالتجارة، ولكن تصارع عبر قواته، مع المزارعين في مناطق دارفور بسبب موارد “الماء والكلأ والأرض”، ثم تطور في البحث عن المال في ظل الحروب المختلفة إلى البحث عن الغنائم بهدف خدمة أصحاب الأجندات السياسية والحربية.

هناك مصدر آخر لثراء حميدتي وهو التمويل من السعودية والإمارات مقابل مشاركة جزء من قواته ضمن التحالف العربي في اليمن عبر مبالغ بمئات ملايين الدولارات من الرياض وأبوظبي،حسب تقرير صادر ومصادر لجريدة العربي الجديد .

حميدتي لديه حالياً نحو 30 ألف مقاتل في اليمن. تقوم بحماية ميناء الحديدة والحدود السعودية مع اليمن حسب تقرير لـ”بي بي سي”.

فى أوج تصاعد الصراع في دارفور كان حميدتي صاحب السلطة هناك ويتصرف فيها كحاكم منفرد لا يخضع إلا لسلطة المخلوع البشير. فالرجل له ميزانية خاصة من الحكومة السابقة لا تخضع للمراجع العام أو ميزانية الدولة وإنما يجيزها المخلوع البشير عبر أجهزته.

فالبشير. لفرض سيطرته على دارفور عقب التمرد هناك منح””حميدتي”” سلطة مطلقة مماساهم فى صعود نفوذ الرجل ماليا وعسكريا.

أضف إلى ذلك إعتماد المخلوع البشير عليه قمع المعارضين والمتظاهرين.

مصدر آخر يعتبر من أهم مصادر ثروات “حميدتي” وهو الذهب فقد سيطر الرجل وعبر شركته “الجنيد”” على أكبر منجم للذهب في منطقة جبل عامر الغنية .

فسيطرة الرجل على الذهب السودانى اتته عبر الضوء الأخضر من قبل حكومة المخلوع البشير جعل ثروات المعادن متاحة وتحت تصرف حسب مقال نشره موقع “بي بي سي”

لتوسعة نشاطه العسكري وإعطاء الشرعية الدولية لقواته كانت مكافحة الهجرة غير الشرعية المصدر الأخير لتوسعة ثروته

وحسب شبكة عاين، تقدر تقارير أموال المساعدات التي دفعها الاتحاد الأوروبي للسودان بموجب عملية الخرطوم للقيام بمهمة مكافحة الهجرة غير الشرعية بـ200 مليون يورو في الفترة بين 2016 و2018.

“فحميدتي” كانت قد تحدث بنفسه فى مقابلة تلفزيونية له “بتلفزيون سودانية 24 “” طالب فيه بصورة مباشرة الإتحاد الأوربي بدفع المقابل المالي اللازم مقابل الجهود التي تقوم بها قواته في وقف المهاجرين…….

ختاما أن صعود ثروات وسلطنة الرجل يعود إلى طمع الساسة السودانية فى السيطرة على البلاد بالقوة وفرض السلطة المطلقة على الآخرين.

إن حالة” حميدتي”” تعتبر نقطة تحول غير معتادة وغير متوقعة فى حاضر ومستقبل السياسة السودانية.

السؤال الذى يطرح نفسه”” هل سوف يتم فى مستقبل البلاد حل قوات الدعم السريع وادماجها فى الجيش أو الشرطة ام سوف تسيطر هذه القوات بالكامل على الدولة ؟؟؟

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.