آخر الأخبار
The news is by your side.

اليوم العالمي للغات واللغة الأم..ممسكات الهوية والوحدة الوطنية

اليوم العالمي للغات واللغة الأم..ممسكات الهوية والوحدة الوطنية

سودان بوست:هدي حامد

يصادف الحادي والعشرين من فبراير من كل عام، الذكري السنوية للاحتفال باللغات واللغة الام، وهو العام الذي اعتمدته الجمعية العمومية للأمم المتحدة ممثلة في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) للاحتفال السنوي بهذه المناسبة منذ العام 1999م إبان عهد الأمين العام كوفي عنان.

وعلي الرغم من إعتراف العالم باللغة الباكستانية البنغالية كلغة حية للشعوب الأصيلة بعيد انفصالها من الهند منذ العام 1948م. الا أن تخصيص الاحتفال الدولي تم في نهاية تسعينات القرن الماضي.

في السودان قالت الدراسات الانثربولوجية علم اللسانيات أن أكثر من 70% يتحدثون لغات حية غير عربية إلا أنه حصل لهم تحول لغوي كانت محصلته اندثار معظم اللغات الأم، ولدي السودانيين 136 لغة تعبر عن الشعوب الأصيلة بالسودان.

الاتحاد القومي للثرات الشعبي السوداني يحتفل يوم السبت 21 فبراير الجاري ينظم الاحتفال الدولي للغات واللغة الأم اعترافا منها بأن اللغات تعد من ممسكات الوحدة والعلم والمعرفة وماعون للتاريخ والجغرافيا لدي الشعوب.

ويري رئيس مجلس الإدارة بالاتحاد القومي للتراث الشعبي السوداني الدكتور توحيد خميس آنجلو أن الأسرة الدولية تحتفل بهذا اليوم سنويا اعترافا منها بأهمية تعدد الألسن وتنوع الثقافات مذكرا ومستشهدا بالدور الذي لعبه طلاب بنغلاديش ومناداتهم بضرورة اعتماد لسانهم كلغة اصيلة معترف بها للمعرفة والعلم والثقافة منذ العام 1948 تاريخ انفصال باكستان عن الهند، مما جعل باللغة البنغالية هي لغة العلم والمعرفة والثقافة بباكستان .

ثم سرد آنجلو تاريخ الإعتراف بالالسن في العام 1999م،وقال آنجلو أن هناك أكثر من 7 الف لغة في العالم إلا أن أكثرها مهمل وزاد بأن اللغات تتعرض للانقراض كل أسبوعين وأرجع ذلك بسبب أن الخبرات والمعرفة لتلك اللغات تعتبر شفاهية ومحفوظة فقط في صدور الكبار ولم تنقل للأجيال.واوضح آنجلو بأن فقدان اللغات يعني فقدان المعرفة، وذلك لعدم وجود قواميس وكتب يمكن الرجوع إليها.

وقال آنجلو أن الهدف الأساسي من الاحتفال باليوم العالمي للغات واللغة الأم بالسودان هو الإهتمام بالمواطنة وتعزيز ممسكات الهوية القومية وعاب علي الأكاديميين عدم الاهتمام بالتنوع والتباين الثقافي والبغوي في السودان وتفضيل الاهتمام بالقضايا السياسية علي الاهتمام بالجوانب الثقافية، وأشار آنجلو إلي أن 21 فبراير يعد نقطة تحول للدولة السودانية الجديدة للوصول لواقع جديد يناقش ويهتم بالقضايا المصيرية لتوضع ممسكات الهوية في وضعها الطبيعي.

وطالب آنجلو بضرورة التعاطي مع اللغات واللغة الأم بمعايير التعاطي الثقافي،الوطني،اللغوي مع التزام الدولة بجعل اللغة الأم ضمن خططها الاستراتيجية وسياساتها التعليمية كمدخل للتعليم في مرحلة الأساس ليتساوي الجميع في العلم والنجاحات.

وفي ذات السياق ثمن ممثل اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم الدكتور جعفر عثمان دور اللجنة الوطنية في التنسيق مع الجهات ذات العلاقة في حفظ وصون التراث الثقافي المادي المتمثل في الفلكور والمتاحف وغيرها.والتراث غير المادي الموجود في عقول البشر. فاللغات كما يقول ممثل الهيئة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم تعتبر واحدة من أدوات التراث غير المادي.

ودعا د.جعفر الدولة للالتزام والمصادقة علي إتفاقيات حماية وصون التراث التي أقرتها المنظمات الدولية مثل إتفاقية العام 2001م لحماية التراث المغمور بالمياه واتفاقية حماية التراث بمناطق النزاع، مع ضرورة الالتزام بدفع الاشتراكات وحضور المشاركات الدولية في مجال التراث خاصة وأنها صارت تتم one line وذلك لحفظ وحماية التراث بشقيه المادي وغير المادي.

وفي الإطار ذاته قالت ممثلة مركز تطوير وحماية اللغات مزدلفة عبدالله بأن الإحتفال باليوم الدولي للغات واللغة الأم أقيم بالسودان لأول مرة في العام 2008م ، وكان الغرض منه تعزيز السلام وحماية اللغات الأم من الاندثار وأضافت بأن مراكز تطوير اللغات لم تجد اهتمام من الدولة ولم تحظي بدعم الحكومات ومنظمات المجتمع المدني وأشارت مزدلفة بأن اللغات تعبر عن التراث الشعبي ووصفتها بلغة التواصل مع العالم.

يقول الباحث في اللغات السودانية الدكتور عبدالباقي حسن أن أهم شئ للمحافظة على اللغات الحية واللغة الأم هو كيفية التحدث بها، وسرد كلمات وجمل من اللغات السودانية مثل عافية كومي،دبايوا،شوباك،اتينينا وغيرها وقال إنه بسبب عدم حماية وصون اللغات أصبح السودانيون يعيشون في جزر معزولة. وأعتبر الباحث في اللغات السودانية أن التحدث باللغات الأم بمثابة التوثيق للشعوب الأصيلة مضيفا بأن التنوع هبة ربانية لكنه عاد ليؤكد أن هناك من لا يري ذلك وأكد علي أن ثورة ديسمبر المجيدة قررت أن يكون التنوع الثقافي واحدا من ممسكات الوحدة الوطنية وانتزاع الحقوق المدنية كونها نادت بالاعتراف بالثراء والتنوع الثقافي.

الأمين العام للاتحاد الطاهر سليمان تية أكد على أن الاتحاد وضع خطة استراتيجية في خواتيم العام الماضي ونفذ عددا من الفعاليات لدعم الثورة ومن ضمنها وضع منهج مرحلة الأساس بلغة لمنطقة بجبال النوبة كانت مهددة بالاندثار ، وكشف تية عن تدشين 5 كتب باللغات الأم في إحتفالية هذا العام وقال إن أكثر من 70% من السودانيين لغتهم الأم ليست هي اللغة العربية، وزاد بأن الإهتمام باللغة الأم من شأنها معالجة مشاكل الهوية وغيرها من مشاكل الدولة السودانية.
علماء اللسانيات وفق نظرية التحول الغوي أكدوا بحسب تية أن قبائل نوبية كثيرة تعربت كانت تتحدث بلغة الأم، وأن المك نمر كان يتحدث بلغة الأم وليس باللغة العربية.ودعا تية للمحافظة على اللغات جميعها مع الحرص علي اللغة الأم.وقال أن اللغة العبرية كانت قد شهدت اندثارا ولكنها كتبت من جديد فصارت اللغة الأساسية والرسمية لدولة إسرائيل.

ولكي تحدث وحدة وطنية حقيقية ناشد تية الجهات الفاعلة في الدولة بضرورة إدراج اللغات الأم في الخارطة البرامجية في الإذاعات والتلفزيونات الإقليمية وبرعاية الدولة للمراكز التي تهتم باللغات كمجلس ترقية وتقوية اللغات الأم وقطع بان تلك المراكز رغم عدم دورها الفاعل في الحفاظ وتطوير اللغة إلا أنها تسير اعمالها بالجهد الخالص للمجموعات المتهمة وليس الجهات الرسمية ، وطالب تية بإلغاء شرط النجاح في اللغة العربية في الشهادة السودانية كون أن اللغة العربية ليست هي اللغة الأم لكثير من المجموعات السودانية.

مبادئ غير مطبقة بحسب تية يجب إنزالها لتفعيل وترقية اللغات الأم من بينها ضرورة إشراك الجماعات والمؤسسات في القرارات والإجراءات والتفيذ خاصة وأن إتفاقية سلام جوبا الموقعة بين الحكومة وحركات الكفاح المسلح لم تأتي بجديد في مسألة اللغات والهوية، مطالبا بإنشاء مفوضية تعني بالثرات القومي واللغات.

واستعرض الأمين العام في ختام فعاليات المؤتمر الصحفي الذي عقد بمنبر وكالة السودان للانباء “سونا” ظهر أمس فعالية اليوم الدولي للغات واللغة الأم والتي ستقام بقصر الشباب يوم غد السبت بقصر الشباب الأطفال بامدرمان ،وستحتوي علي تدشين كتب ومجموعة من المعارض التراثية ومعارض للكتب وفقرات تكريم.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.