الوقت وقت الصراحة المطلقة وليس المجاملة المرذولة !!!
كلام بفلوس…بقلم: تاج السر محمد حامد
الوقت وقت الصراحة المطلقة وليس المجاملة المرذولة !!!
اليوم اكتب بقلم ملئ بالحزن والألم والمأساة لما آلت إليه حالة المغتربين وهم يعانون مأسى الحرب والبعد عن الأهل والعشيرة والتفكير بهم وبأحوالهم التى لا تسر .. وعبر هذه الغربة المطحونة بالآسى والدموع اخلو لنفسى فى الغربة اسائلها ترى اين ذهب الصديق المخلص الوفى .. هل أصبحت الصداقة مجرد عملة نادرة فى الغربة ام أصبح الكل مشغولا باعبائه ومتطلباته فى الحياة .. نعم لقد أصبحت الغربة عبئا ثقيلا على الإنسان .. ثم أعود اسال نفسى مرة أخرى لماذا والى متى سيظل المغترب متحملا كل هذه الهموم والوساوس التى تسيطر على كيانه ؟ وتكاد تنفجر منها رؤوسنا من التفكير العميق .. احيانا اجد الرد على نفسى سهلا ميسرا واحيانا يتعذر على الرد واعجز عن التعبير عما يصادفه الإنسان عبر غربته ويكون الرد صعبا وان الفعل به اصعب بكثير .
دفعنى لتلك المقدمة اليسيرة أعلاه أحوال الجالية والتى أصبح الحديث عنها (تقليب مواجع) ولعلنى وفى هذه العجالة يمر بخاطرى قادة العمل الشعبى الذين أسهموا فى خدمة المواطنين العاملين بالخارج وعلى رأسهم ذلك الرجل الطيب صاحب الايادى البيضاء الذى يحمل فى جعبته العقل والحنكة والدراية ألا وهو المرحوم (ساتى صالح) رحمه الله كانت داره مفتوحه لكل سودانى فى بلاد المهجر .. ومن بعده الشيخ عبد المحمود المحبوب والعم محمد احمد ممتاز وغيرهم من الرعيل الاول الذين ارسوا قواعد الدبلوماسية الشعبية .
لكن اليوم نتساءل ماذا نحن فاعلون ؟ تغير الحال وأصبح لزاما علينا أن نقول كلمة الحق حتى ولو كانت على أنفسنا .. ولا أظن أن هذا وقت للكتابة الحذره تختار اللفظ بذكاء تكتب الكلمة بدهاء تلون الحرف بالتأنى .. نحن اليوم نبكى حزنا أمام ما وقع على الجالية .. وما ينتظر أن يقع .. ولا يجب أن نتعامل مع غير الأمر الواقع فلم يعد ممكنا أن نجد عذرا لمن نحب أو لمن نخشى .. إذا كان قد اختار أن يقف فى مواجهة الحق والعقل والمنطق لن يقبل منا التاريخ مهما حسنت نوايا بعضنا أن نفصل ما بين من استدعى لتكوين جالية جديدة علنا وبين من أختار أن تستمر الجالية وبصورتها المهزوز .
لذلك فإننى لا ألوم القنصلية بأكثر ما ألوم رؤوساء الولايات .. فأنا لست ممن يعتقدون بحسن نوايا لا يؤكدها فعل واحد لذلك فليسمح لى الأصدقاء الذين احترمهم أن اذكرهم بالشيخ (ساتى صالح) لو كان حيا فهل الوضع سيكون هكذا ؟ كان ساتى سيدعو على الفور لتكوين جالية وسيقدم فيها خطة لحل مشكلات وقضايا المغتربين وكان سيصدر ويمارس الحكمة ويستخدم العقل ويتفهم منطق المغتربين ويواصل تقديم العون لمن يحتاجه .
هكذا كان ساتى صالح يتصرف وفى غيابه فإن العقل ذهب والحكمة توارت والصبر اختفى ولم يعد لدى الجالية ما يكفى من المروءة والأصالة والهمة ليعرفوا أحوال المغترب وما يعانيه بل همهم !! (أخير أسكت) !!
فالوقت اليوم يا سعادة السفير كمال للتفكير وتغيير ما يمكن تغييره وليس بالهروب بالكلمات والحروف حيث الأمان الشخصى .. ولنقل لمن أخطأ أخطأت ولنعلن أن من أصاب يستحق تقدير المغتربين بكل ألوانهم .. ولنحذر من المناورة حبا أو خشية فى وقت نحتاج فيه إلى كل جهدنا وخبراتنا وجساراتنا لكى نقف على أرض خصبة .. إن هذا وقت الصراحة المطلقة سيدى القنصل العام وليس المجاملة المرذولة .. وكفى .