آخر الأخبار
The news is by your side.

الوزارة المندهشة..!

الوزارة المندهشة..!

بقلم: عثمان شبونة
* الناطق باسم الخارجية السودانية حيدر بدوي؛ تمت إقالته ــ بحسب المُعلن ــ إثر تصريح قال فيه: (إن بلاده تتطلع إلى إتفاق سلام مع إسرائيل.. و.. أنه ما من سبب لاستمرار العداء بين السودان واسرائيل.. وأن البلدين سيجنيان فوائد وثمار من عقد اتفاق سلام.. الخ). هذا مختصر من حديثه.

* بينما الخارجية مارست إندهاشاً لا نجد له مبرراً: (قالت وزارة الخارجية السودانية ــ مساء اليوم الثلاثاء ــ إنها تلقت بدهشة تصريحات السفير حيدر بدوي الناطق باسم الوزارة عن سعي السودان لإقامة علاقات مع إسرائيل. وقال وزير الخارجية المكلف عمر قمر الدين في بيان؛ إن وزارة الخارجية تؤكد بأن أمر العلاقات مع اسرائيل لم تتم مناقشته في الوزراة بأي شكل كان، وأكد قمر الدين عدم تكليف السفير حيدر بدوي من قبل الوزارة للإدلاء بأي تصريحات بهذا الشأن؛ مشيراً إلى أن هذه التصريحات أوجدت وضعاً ملتبساً يحتاج لتوضيح). انتهى الخبر؛ نقلاً عن (باكر نيوز).

* في البدء نرجح بأن شكلاً من أشكال الاستهبال مارسته الوزارة المندهشة بلا عجب..! ومع كافة الاحتمالات تثبت أنها وزارة (مفكوكة) لا وزن لها ولا هيبة..! هل كان الناطق الرسمي صاحب (مزاج عالي) فقط حينما أطلق العنان لكلماته؟! بمعنى آخر: هل اندفع من فراغ ليدعم العلاقة السودانية الإسرائيلية (غير المدهشة)؟! إن وجود مقدمات محفزة للتصريح من قبل الوزارة شيء محتمل.. وربما الوزارة تريد قراءة الشارع أكثر على ضوء الفعل وردّه؛ ذلك رغم أن الشارع في سواده الأعظم يرحِّب بإسرائيل.. وأغلب الظن أن (الملعوب) برمته رغبة اعتيادية من سلطة المدعو (البرهان) المنفتح على مصراعيه نحو إسرائيل.. ولا يخالجنا شك بأن الوزارة (المسيَّرة) احتفت بتصريح ناطقها سراً؛ باعتبار موضوع التطبيع (في جوهره) رغبة غير مخفية لدى الحكومة الإنتقالية و(برهانها) وليس لدى الوزارة المعنية سوى المباركة و(الشكل الخارجي) في الموضوع! فالعلاقات الخارجية منذ سلطة الإنقاذ (أ) إلى سلطة الإنقاذ الحالية (ب) لا يتحكم فيها الدبلومسيين (إذا صح توصيفهم!) وإلّا ماذا يفعل عسكر المجلس السيادي المتحكمين في الداخل؛ والمسيَّرين من الخارج؟!

* ليكن كل ما قيل غير دقيق؛ وأن ناطق الخارجية (الخفيف) أخطأ.. فهل نتيجة خطأ كهذا يتم الزج به في موقع آخر بالوزارة أم يتم عقابه بالفصل النهائي؟! لو كانت الوزارة محترمة ومعاييرها دقيقة لما اكتفت بالتبرؤ من تصريحات ناطقها؛ بل لاتبعت الإجراء بعزله ومحاسبته على قدر (خِفته) أو عاطفته.. حتى لو اعتبرنا تصريحاته (شخصية) أي كمواطن وليس مسؤول..!

* على كل حال؛ فإن التطبيع المحتمل بين السودان وإسرائيل في مقبل الأيام أو الشهور؛ لن يكون أكثر سوءاً من التطبيع الذي كان سائداً مع حركة (حماس) في عهد البشير.. ولن تكون العلاقة مع إسرائيل مضرة بقدر الضرر الواقع علينا من دول عربية تضع بعض مرتزقة السودان وعساكره في جيوبها..! وكيفما كانت النتيجة في العلاقات الثنائية فإنها ــ كما أرى ــ ليست ذات أولوية في الجدل الدائر.. لدينا في الداخل السوداني قضايا كبرى ومطلوبات أكبر؛ منها البت في ملفات السلام والعدالة والمليشيات.. إلى آخر القائمة.. فهل تصرفنا (مُلهيات) الفترة الإنتقالية عن قضايانا المهمة إلى إسرائيل؛ أو إلى حيث يشتهي العسكر المجرمين؟!
أعوذ بالله

المواكب

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.