آخر الأخبار
The news is by your side.

الهيبيك HIPC …… ما الذى ينتظره السودان ؟؟

الهيبيك HIPC …… ما الذى ينتظره السودان ؟؟

بقلم: هشام عباس

الجدل الذى يدور فى الساحة السودانية بخصوص تطبيق سياسات صندوق النقد والبنك الدولى هو ليس بغريب ولا جديد ولا يختص بالسودان وحده وانما هو جدل تاريخي ومستمر واتهامات ونظريات مؤامرة تاريخية تدعمها الصراعات الفكرية ما بين النظريات الاقتصادية المختلفة وخصوصا الاشتراكية والرأسمالية ولكل طرف دفوعاته ووجهات نظره التى قد تكون محقة مرة هنا ومرة هناك.

لكن هناك حقائق تغيب عمدا من كل طرف .. فانصار هذه السياسة يضربون امثلة متعددة بدول استفادات وانصار المعارضة لهذه السياسات لديهم امثلة مشابهة لفشل هذه السياسة فى بعض الدول.

من وجهة نظر شخصية بحتة هناك امران اقتنعت بهما جدا من خلال متابعتى :

1- الاول : ان سياسات وشروط صندوق النقد والبنك الدولى هى دائما قاسية وصعبة ولا تخضع للعاطفة.

2- الثاني : ان فشل ونجاح هذه السياسات رهين بتعاطى الدولة نفسها فى اداءها الاقتصادي.

فيما يخص السودان الحقيقة الجلية ان السودان دولة بلا اقتصاد حقيقي وفى حاجة لجراحة صعبة وقاسية جدا ومنظومة اصلاح طويلة المدى وان الحلول كانت وصلت الى نقطة الصفر وان الاستمرار على نفس النهج كان مجرد مخدر موضعى نهايته انهيار شامل .. هذه الحقيقة الاولى والواضحة.

الحقيقة الثانية ان قبول السودان لهذه الخطوة كان قرارا كبيرا وخطيرا جدا لا يمكن ان تتخذه دول مستقرة دعك من دولة فى حالة اللا استقرار سياسيا وامنيا لان هذا القرار اثره على المواطن صعب وقاسي وهو من سيدفع الثمن الى حين.

لكن السؤال هل هذا القرار الصعب وهذا الثمن الذى سيدفعه المواطن يستحق كل هذه التضحيات ؟؟

الاجابة من وجهة نظرى نعم ,,,, ولكن لكن هذه تعتمد على مقدرة الحكومة فى القيام باصلاحات حقيقية تواكب هذه الخطوة اهمها سد ابواب الفساد والهدر المالى والتوجه نحو تنمية حقيقية ومشاريع انتاجية حقيقية.

كمثال دخول السودان فى مبادرة الدول المثقلة بالديون التى تعرف بالهيبيك HIPC هذه المبادرة يشكك فيها كثيرون لكن الواقع يقول عكس ذلك .. هناك 38 دولة دخلت ضمن هذه المبادرة والسودان الدولة رقم 39 هناك 37 دولة استفادت فعليا من هذه المبادرة اما بتخفيف جزئي او الغاء كلى لدوييون زيمبابوى الدولة الوحيدة التى لا تزال تعانى فى الاستفادة بسبب اداءها الداخلى.

نجاح السودان يعنى الغاء اكثر من 60 مليار دولار ديون تثقل كاهل الدولة او فى اسوأ تقدير اعفاء جزء كبير من هذه الديون.

بعيدا عن ان ايفاءك بالاشتراطات ادخلتك سلفا ضمن الدول المستحقة للمنح والتمويل من كافة مؤسسات وبيوتات التمويل الدولية ( فعليا هناك 2 مليار دولار كخطوة اولى منحة للسودان تمت بالامس ) ,, الغاء او تخفيف هذا الدين الكبير يمنحك فرصة للدخول فى قروض تنموية تحت رقابة واشراف المؤسستين الدوليتين وهذا امر عظيم.

السؤال الذى يطرحه البعض : ولماذا نقترض مرة اخرى بعد ان نخلص من القروض السابقة ؟؟

هناك مفهوم خاطئ لدى البعض ان القروض كارثة وامر خاطئ وهذا مفهوم مغلوط .. ليست هناك دولة على وجه الكرة الارضية لا تقترض او خالية من القروض ,, وقدرتك على الاقتراض يعنى انك دولة قادرة على الايفاء وفعليا توجه هذه القروض الى موضعها ,, كونك لا تستطيع الاقتراض هى الكارثة وليس العكس .

المهم فى الامر لماذا تقترض وكيف تستفيد واين توجه القرض ؟؟

سابقا بسبب الفساد وانعدام الرقابة وغياب الرؤية كانت القروض كارثة على الدولة اما الان فانت تحت رقابة واشراف دولى والقروض لن تمنح لك دون دراسة ذات جدوى واستفادة حقيقية من هذه القروض .

حرفيا من يفهم ما حدث يفهم جيدا اننا امام انطلاقة حقيقية للدولة السودانية ,, صحيح ان الاعباء ستكون صعبة على المواطن لكن هذا ثمن يجب ان نؤمن بدفعه اذا اردنا وطن حقيقي مستقبلا والحكومة ملزمة بالبحث عن حلول جانبية لتخفيف العبء .

البعض يريدنا ان نستمر فى حياة السبهللية والاستهبال الذى كان يمارس باقتصاد وهمى قائم على الخداع والوهم مثل الاكل والشرب والبعزقة باموال تطبع بلا سند ولا قيمة وهؤلاء لا ينظرون الا تحت اقدامهم ويجهلون الكارثة التى يقودونا اليها .

ختاما : تتفق او تختلف مع سياسات المؤسستين الدوليتين نجاح وفشل هذه السياسات تتوقف على اداءنا وقدرتنا داخليا فى بناء اقتصاد حقيقي.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.