آخر الأخبار
The news is by your side.

الهجرة النبوية الشريفة دروسٌ وعبر

الهجرة النبوية الشريفة دروسٌ وعبر

بقلم: نوال حامد
وبعد اشتداد الكرب على نبينا محمد، وسومه أشد ألوان العذاب، وفقده زوجه الحنون خديجة بنت خويلد التي كانت له الصدر الحاني، وعمه أبو طالب الذي كان له درعا يحول بينه وكفار قريش، أذن الله له بالهجرة إلى المدينة المنورة.

خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة في عام ستمائة واثنين وعشرين للميلاد، وكانت حدثاً عظيماً، إذ أنها كانت مرحلة فاصلة بين مرحلتين مختلفتين من الدعوة الإسلامية، وهما المرحلة المكية، والمرحلة المدنية.

وترتبت على الهجرة النبوية نتائج غيرت مجرى التاريخ وحملت بين طياتها كثيراً من النعم، وعلمتنا الصبر، وكانت سبباً للنصر والعزة والتمكين، مصداقا لقوله تعالى :(إلا تنصروهُ فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيزٌ حكيمٌ).

وكان برفقة رسولنا الكريم أبوبكر الصديق، والرحلة مليئة بالفوائد والعبر نستخلص بعضها :
العقيدة أغلى من الوطن، خرج رسولنا وصاحبه تاركين أرضهم، التي هي أحب الأماكن إليهما،
لما رُوي عن عبد الله بن عدي أنه قال:(رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفا على الحزورة فقال :والله إنك لخيرُ ارضِ الله، وأحب أرضِ الله الى الله، ولولا أُخرجتُ منكِ ما خرجتُ).
فشل مخططات الظالمين :بعد أن تآمروا على قتله واسكات صوت الحق، فأخذ الله أبصارهم عنه، حتى أنه وضع التراب على رؤوسهم ولم يروه.

الحرص على إختيار الصحبة الصالحة :فكان سيدنا ابو بكر الصديق، خير معين له في طريق الهجرة، وفي كل مراحل حياته صلى الله عليه وسلم،وحب الصديق لرسولنا من أروع وأسمى صور المحبة.

ومن نتائج الهجرة على سبيل المثال لا الحصر :
نصرة الدين واجتناب فتنة الكفار، فأصبحت الهجرة واجبة على كل مسلم لنصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحمايته بالنفس، هاجر الصحابة مقدمين نصرة العقيدة على كل المصالح الدنيوية.

بعد الإستقرار في المدينة صار المناخ مناسباً لقيام المجمتع الإسلامي، فأقيمت الدولة الإسلامية في المدينة المنورة، فكانت أول دولة يقيمها نبي عبر التاريخ، لا سيّما أن الإسلام دين يجمع بين العقيدة والشريعة والحكم.،وهذه حققت العديد من النتائج منها تأصيل مبدأ الأخوة بالله، ووحدة الصف من خلال وقوف المهاجرين والأنصار في صف واحد للجهاد في سبيل الله.

بناء قوة الدولة الاقتصادية والاجتماعية والعسكرية.
هذه شذرات من هجرة نبينا وحبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام، فلعلها تكون لنا نوراً نسير عليه لنعبر من ظلمات القهر إلى نور العزة والكرامة.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.