آخر الأخبار
The news is by your side.

النزعة القومية و سرديات التهميش (1_3)… بقلم أمجد هاشم

النزعة القومية و سرديات التهميش (1_3)… بقلم أمجد هاشم

تفاجأ الكثيرون بالصعود المبهر للحزب القومي الإسكتلندي والشين فين الإيرلندي في الإنتخابات البريطانية الأخيرة والإكتساح المستحق لمشروع البريكست الذي تبناه المحافظون والخسارة النكراء لنظرائهم العمال برغم كل الحوافز غير المسبوقة في مانفستو جيرمي كوربين.

و هو ما إعتبره البعض ردة حضارية تتناقض مع توجهات ما بعد الحداثة الرأسمالية والتي ثبت

أنها ليست بمنئى عن التحيزات القومية ذات الطابع الثقافي/ المناطقي التي يظن الكثيرون أنها

خصيصة من خصائص مجتمعات ما قبل البرجوازية الشبيهة بالمجتمعات السودانية، ولكن فات

على الكثيرين أن النزعة القومية في الدولة الحديثة شئنا أم أبينا كانت وما زالت المحرك

الأساسي للإصطفافات السياسية بما يفوق ويتجاوز تأثير الإنحيازات الطبقية خصوصاً عندما

يخضع الفرز السياسي لقواعد الإختيار الحر الديمقراطي وهو ما يعيد إلى الأذهان فشل الرهان

على وحدة البروليتاريا خلال الحرب العالمية الثانية وإنهيار تطلعات و أماني المعسكر الشيوعي

بتحول الحرب العالمية لمواجهة طبقية أممية بين البروليتاريا بمختلف انتماءاتهم القومية وبين

البرجوازيين وحينها إستدعى الماركسيون واحدة من أهم شعاراتهم السياسية (يا عمال العالم

اتحدوا) وهو ما لم يحدث طبعاً بل حدث العكس منه تماماً فقد إتحد العمال والبرجوازيين سوياً

في كل بلد على حدة و إنحازوا إلى انتماءاتهم القومية دفاعاً عن تراب و حدود أوطانهم.

الأسئلة التي تطرح نفسها في السياق السوداني (التاريخي والمعاصر)، ما هي الموانع التي عطلت صعود حركات النضال السياسي المدني المدافعة عن حقوق القوميات السودانية والتي كانت دائماً ما توصف في أدبيات أحزاب المركز بالحركات الجهوية والعنصرية للتقليل من شأنها و تحقيرها وهل ظهورها كان يمكن أن يجنبنا دوامة الحروبات الأهلية والنزاعات المسلحة بإعتبار أن المطالبات المناطقية كانت ستتخذ في حينها طابعاً سلمياً؟؟ وهل هناك حوجة لوجودها الان في ظل الحديث عن الدولة الديمقراطية المدنية المنشودة؟ و ما هي الإشتراطات اللازمة لتجنب الإنجراف بها إلى حالة من الجهوية السياسية المنغلقة ذاتياً والميالة إلى الانغماس في موجة من البكائيات والمناحات التي يغذيها خطاب التهميش والمظلومية؟؟ كل هذه الأسئلة سأحاول البحث عن إجاباتها في سلسلة مقالات تتناول النزعة القومية وسرديات التهميش إستناداً على الموروث الإنساني العالمي و تجربتنا المحلية في التعامل مع قضايا القوميات منذ الإستقلال وحتى الآن. يتبع

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.