آخر الأخبار
The news is by your side.

المؤتمر الأقتصادي .. أنزلوا لقاع المدينة … بقلم: عواطف عبداللطيف

المؤتمر الأقتصادي .. أنزلوا لقاع المدينة

 بقلم: عواطف عبداللطيف

كم كان سيكون ذو أثر طيب ان نصب منظموا المؤتمر الأقتصادي القومي باروقة الفعالية وتزامنا

مع المناقشات أجنحة لتسويق مشروعات إنتاجية زراعية وصناعية قابلة للتنفيذ تملك للشباب

وفق عصف ذهني وبتمويل صغير من البنوك والبيوتات الاقتصادية والاعمال وشركات الاتصالات

وغيرها لتكون نمودج ونقطة انطلاقة فاصلة ما بين التنظير والعمل علي أرض الواقع فقد ملّ

المواطن ” اللت والعجن ” وهو يصارع لحياته اليومية في أسوأ منحنى يلفها و لا نريد استعراض

هذه المعاناة المحبطة و الهالكة للحيوية يكفي ان المداخلات خلال جلسات المؤتمر تحولت

لبكائيات ولمر الشكوي لمن استطاعوا انتزاع سانحة للحديث في اليوم الاول وفي حضور

سعادة البرهان وحمدوك وكوكبة الوزراء .

وللحقيقة فقد تابعت قبل فترة لقاء باحدى القنوات الفضائية مع ثلاث من السيدات من لجان

التحضير للمؤتمر روجن للمؤتمر بصورة طيبة وكيف كان الاعداد له دقيقا وكخلاصة لورش عمل

للقطاعات السياسية والاقتصادية والتجارية المختلفة وهكذا سيظل يحدونا الامل ان تكون

مخرجاته وتوصياته قابلة للتنفيذ وخروجا من عنق الزجاجة وحل معضلة خياطة أثوابنا المهترئة

بايدينا او بأيادي الغرباء ..

الاقتصادي البنغلاديشي الاستاذ الجامعي محمد يونس وحامل جائزة نوبل ومؤسس بنك الفقراء

تقول سيرته انه كان يلقي محاضراته ميدانيا علي طلبته أنتبه لسيدة تنسج وتبيع كراسي الزان

وحينما استوضحها علم انها تبذل جهدا كبير ومرهقا وبرغم ذلك تتلقى الفتات حيث يعود جهدها

والجزء الاكبر من ريع عملها المضني لتاجر البمبو فشكل له ذلك صدمة ان نظرياته الاقتصادية

التي يدرسها لطلابه فاشلة طالما لم تمس حاجة الفقراء وتعالج مواجعهم ووقتها لم يتردد في

بذل ماله القليل لمجموعة من الاسر المنتجة وبدون أرباح وسعى حثيثا حتى استطاع ان يدخل

مجموعة من البنوك لدائرة تسليف اصحاب المهن الصغيرة ورويدا رويدا انطلق مشروع ما يعرف

ببنك الفقراء الذي حقق نجاحا باهرا استحق عليه يونس جائزة نوبل العالمية.

نورد هذه التجربة والتي لا نشك مطلقا ان كثير من المتراصصين في دفة حكومتنا الانتقالية

سمعوا بهذا المحمد اليونس الذي طوع النظريات الاقتصادية لواقع معاش يرفع عن كاهل الغلابة

رهق الحياة وقسوتها .

فيا سادتي اخلعوا عنكم هذه البدل الزاهية والكرفتات الحريرية الملونة وانزلوا لقاع المدينة

المترعة بالحكايات ستحدثكم عن النظريات التي يطبقها سائق الركشة والدرداقة وسيد الخضار

وبائعة الشاي .

اعلامية وناشطة اجتماعية مقيمة بقطر
Awatifderar1@gmail.com

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.