الـمـال ذي ضـل الـضحى.. محمد هارون عمر
درر الأمثال السودانية.
المال زي ضل الضحى
محمد هارون عمر
المال كظل الضحى.( المال ضل الضحى) تشبيه بليغ حذف. طرفيه الأداة. ووجه الشبه. شبه زوال المال من يد الثرى كزوال ظل الضحى بعد انسياب الشمس لكبد السماء، وجه الشبه هو سرعة. الزوال. وهذا يعني بأن المال سيتبدد سيلاشى سيزول بسرعة. شاء المرء أم لم يشأ.المثل يدق ناقوس الخطر بزوال نعمة المال، على المرء أن يبادر بالانفاق والكرم والتصدق والبر والإحسان قبل فوات الأوان وقبل أن يغدو المرء ملومًا محسورًا. ويعض بنان الندم ثم يردد يالتني فعلت هذا أو ذا ك حيث لاينفع الندم. كم. من ثري كنز الذهب والفضة. ثم. تحول لفقير بسبب كساد التجارة أو الزراعة أو الحريق في زمن وجيز قصير. ورغم أن ظروف الحرب هي سطو وسرقة ونهب لأموال الناس لم يكن ابتلاء أو نقصف في الثمرات كما شاء الله. بل بفعل فاعل مجرم نصاب محتال دجال. ورغم ذلك الحدث يصب في تقوية المثل فالمال ذاهب. كل من امتلك ثروة سيفقدها ذات يوم. بالخسائر المتوالية أو السرقة. كما جرى بعد الحرب أو بالجنون والشيخوخة والموت . هي نعمة زائلة ومؤقتة. المطلوب من مالكها-الإسراع في العطاء غير الممنون- للبؤساء ومساعدة. الارامل واليتامى وكل محتاج. قبل أن يفقدها مالكها بالوسائل سالفة الذكر وحقيقة. (المال ضل ضحى) لمن في قلبه ذرة. إيمان.. كل شيء هالك. إلًا وجهه. ما أجمل وأروع وأقيم هذا المثل الذي يحذر من منزلقات ومستنقعات الشح والبخل. وهو يرسخ ويعزز قيم التكافل والتعاضد والتعاون !