آخر الأخبار
The news is by your side.

العلاقات السودانية الألمانية … ماضى مظلم وحاضر مشرق

العلاقات السودانية الألمانية … ماضى مظلم وحاضر مشرق
الخرطوم :عماد النظيف
تعتبر زيارة الرئيس الألماني “فرانك فالتر شتاينماير” إلى البلاد، نقطة تحول في العلاقات بين البلدين، لاسيما وأن السودان يحتاج إلى دعم ألمانيا في عدد من القضايا الدولية الهامة، الزيارة المهمة للرئيس الألماني تجعلنا نعود بالأذهان إلى تاريخ العلاقات بين البلدين، الحافلة بالأحداث الإيجابية والسلبية، نتناولها من خلال هذه السطور.
قطع العلاقات
تطورت العلاقات السودانية الألمانية في عهدي كل من الرئيس الفريق عبود والمشير نميري، وقد تم قطع هذه العلاقات في الفترة مابين (67 – 69)، في أعقاب حرب67 بين العرب وإسرائيل بسبب موقف ألمانيا الداعم لإسرائيل،. كما أزداد تدهور العلاقات في العام 1970م، عندما ألقت القوات اليوغندية القبض على المرتزق الألماني شتناير عند محاولته عبور الحدود من جنوب السودان إلى يوغندا، حيث قامت يوغندا بتسليمه إلى السودان، وقد كان شتناير على علاقة وطيدة مع حركات التمرد في جنوب السودان، وكان يقاتل داخل السودان ضد الحكم الشرعي فيه، ويؤيد ويقود جماعة مارقة ومتمردة وانفصالية، ومن ثم تم إعادة العلاقات بين البلدين في عام 1971م، حيث تم في العام 1972م توقيع اتفاقاً للتعاون المالي والفني والذي أطلق عليه اسم الاتفاقية الهيكلية، وتم تجديد هذا الاتفاق في عام 1973م، واستمر التعاون بين البلدين، وعقدت اتفاقيات سنوية في إطار العون المالي والفني الألماني للسودان، وتعتقد ألمانيا أن السودان يمثل حلقة الوصل بين العالمين العربي والأفريقي في سعيها للتغلغل داخل أفريقيا.
العلاقات في عهد الإنقاذ
شهدت العلاقات بين السودان وألمانيا تدهوراً في السنوات الأولى من بداية عهد الإنقاذ كبقية الدول الغربية، لاعتقادها بأن الإنقاذ أجهضت الحكومة المنتخبة في الخرطوم، إلا أنه رغم ذلك تم الاحتفاظ بالتمثيل الدبلوماسي بين البلدين، وذلك لأن ألمانيا ترى أن تغير الحكومات لا يؤثر في العلاقة بين الدول، فكانت السياسات الألمانية تنطلق من أن السودان يشكل جزءاً هاماً للدول الأوروبية، ويأتي في نسق السياسة الكلية للدول الأوروبية تجاه الشرق الأوسط وأفريقيا، وقد تغلب الطابع الاقتصادي على العلاقات بين البلدين، باعتبار أن ألمانيا من الدول الصناعية الكبرى، كما تعتبر من إحدى أكبر الدول الصناعية الداعمة للسودان، لذلك كانت تتراوح بين التوتر نسبياً والهدوء والاستقرار في معظم الأوقات، في وقت شكل الدعم والرعاية الألمانية لحركة التمرد في دارفور والمعارضين لحكومة الإنقاذ نقطة خلاف كبيرة أثرت في العلاقات بين البلدين، وكان عقد مؤتمراً للمتمردين والمعارضين في دارفور تحت رعاية ألمانية بمدينة هينتغن في أبريل 2003م، بمثابة تدخل صارخ لألمانيا في الشأن الداخلي للسودان.
تعاون اقتصادي
وفي الجانب الاقتصادي قدمت ألمانيا من فترة الستينيات إلى السبعينات القرن الماضي ما يزيد على مليون مارك للتنمية الاقتصادية في السودان، وكانت هذه المساعدات تقدم في شكل قروض سهلة الشروط (10) سنوات مع فترة سماح (40) عاماً كفترة سداد 75% فائدة مئوية ومنذ عام 1978م تحولت هذه المساعدات الألمانية إلى منح، بالإضافة إلى ذلك اتخذت الحكومة الألمانية قراراً بتحويل كل القروض السابقة إلى منح وتم إعفاء السودان من الدفع، وكما قدمت ألمانيا في فترة الستينيات الدعم للتلفزيون السوداني، وقامت بإنشاء مصانع للسكر ومحطات للكهرباء والطرق ومراكز التدريب المهني، وبالإضافة إلى ذلك فقد أنشأت ألمانيا الكثير من المؤسسات الثقافية والتعليمية في الخرطوم، وتميزت العلاقات السودانية الألمانية بالطابع الاقتصادي، وإن كانت العلاقات السياسية يشوبها التوتر في بعض الأحيان، فتتوقف المعونات والمنح إثر ذلك وتضع ألمانيا عدة شروط لاستمرار دعمها وتعاونها مع الدول في المجال الاقتصادي والفني منها حقوق الإنسان والديمقراطية والإصلاح الاقتصادي في الدولة المعنية بتقديم العون لها.
موارد طبيعية
أستاذة العلاقات الدولية بالجامعات السودانية أسمهان إسماعيل تقول إن السودان يعتبر ذو موقع استراتيجي بالنسبة للدول الأوربية ومن بينها ألمانيا باعتبار موقعة الجغرافي المميز كدولة مطلة علي الدول الأفريقية والعربية، إضافة لما يتميز به السودان من موارد طبيعية هائلة ترشحه أن يكون مصدراً للمواد الخام ومحط ومطمع للعديد من الدول، وأضافت في العقود المنصرمة تميزت علاقة السودان بألمانيا بالطابع الاقتصادي، وهو جزء من توجهات المانيا تجاه الدول النامية، حيث أنشأت وزارة للتعاون الاقتصادي لتلك الدول، وكان السودان من الدول المشمولة بالمساعدات فنفذت ألمانيا العديد من المشروعات في كل ربوع البلاد، والتي بلغ مجملها 373 مليون يورو حتي 2010، وامتد التعاون حتي 2018، عندما أعلنت ألمانيا عن تخصيص 82 مليون يورو لدعم مشاريع تنموية أيضاً، هذا بالإضافة إلى وجود العديد من الشركات الألمانية في السودان كشركة لايمار أنترناشيونال، والتي أشرفت على تنفيذ مشروع سد مروي لإنتاج الطاقة الكهربائية، وشركة دورنير الألمانية التي تعمل علي مد خطوط السكك الحديدية من الخرطوم إلى بورتسودان، بالإضافة إلى شركة ألمانية وضعت تصاميم مطار الخرطوم الدولي الجديد .
بناء القدرات
فيما يقول الصحفي سنهوري عيسى، إن التعاون بين دولتي السودان وألمانيا تاريخياً قائمة على التنمية والتدريب لبناء قدرات الكادر البشري، بجانب الاهتمام بالجودة في الصناعات، فضلاً عن التبادل الثقافي في تدريب عدد من السودانيين على اللغة الالمانية في الخرطوم، وقال سنهوري إن ألمانيا ساعدت البلاد كثيراً في تأهيل الكوادر وبناء شراكات مع هيئة المواصفات السودانية خلال السنوات الماضية، بجانب اهتماماتها ودعمها للمتاثرين بمناطق الحروب النزاعات، مؤكداً أنها قامت بتمويل إحدى اتفاقيات السلام التي وقعت بين النظام البائد وحركات الكفاح المسلح سابقاً.

 

آخر لحظة

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.