السيادي (يتعنت)
شبابيكـ….بقلم: يعقوب محمود يعقوب
السيادي (يتعنت)
# عندما كنا نكتب مطالبين مجلس السيادة عدم التفاوض مع ما يسمي بمليشيا ال دقلو الإرهابية ، لم يكن ذلك من باب (ركوب الرأس ) ، بل كان ذلك نتيجة لأفعال مليشيا أل دقلو الأرهابية الغير إنسانية والتى ليس لها علاقة بالأخلاق او المروءة او الشهامة التى غابت عن بلادنا بفعل التغييرات التى طرأت علي تركيبة المجتمع السودانى والذي شهد تدفقات لإثنيات عرقية نزحت بصورة كبيرة ومخيفة خلال فترة حكم الإنقاذ التى فتحت البلاد علي مصراعيها لدخول الأجانب بل عززت وجودهم بمنحهم للأوراق الثبوتية التى لا يجدون فيها كبير عناء في إستخراجها وذلك لتفشي ( الرشوة ) في مؤسسات الدولة السودانية التى صارت ( هشه ) في ظل حكم الإسلاميين الذين أدمنوا إسلوب اللعب ( بالبيضه والحجر ) ، وليس ببعيد عن الشواهد ما عايشناه أثناء تسجيلات اللأعبين الأجانب يمنحونهم ( الجنسية ) وهم علي سلم الطائرة ، في ظاهرة لم تحدث في كل الكرة الأرضية ، إلا في السودان أرض العجائب والغرائب الذي يشهد كل فترة زمنية أشياء غير مآلوفة للبشر ، تحدث فيه بصورة تحير ( إبليس ذات نفسه ) ، وليس ببعيد عن الأذهان فتح البلاد للإخوة السوريين ومنحهم الرقم الوطنى والجواز وبعدها شهدت بلادنا دخول موجة من ( المخدرات ) لم نكن علي علم بها إلا من خلال السمع بها عبر الوسائط والقنوات الفضائية فكان الآيس والكبتاجون وغيره من المسميات الغريبه والعجيبه ، خلاف تفشي ( الجريمه ) وطرقها الغير مألوفة لدى السودانيين .
# أيضا عندما كنا نكتب رافضين تفاوض الدعم الصريع لم يكن ذلك من باب أن يعود النظام البائد للحكم مرة أخرى كما يتوهم الذين ينتمون لما يسمي بتنسيقية القوى المدنية الديمقراطية (تقدم ) ، أو المعارضين من الأحزاب الغير منتمية لتقدم أو خلافه من منظمات مجتمع مدنى ( مشبوهة ) نبتت كالنبت الشيطانى تروج لأفكار ضد الدين الإسلامى في محاولة منها لربطه ( بالكيزان ) مع تجاهل تام لبقية مكونات الشعب السودانى الذين يدينون بالإسلام قبل ظهور تنظيم الإخوان ( المتأسلمين ) ..
# إنما نرفضه بمبدأ ( الوطنية ) وخوفا علي بلادنا من أن تضيع بسبب خلافات سياسية لن تفيد البلاد او العباد في شيء ، بل هي عبارة عن صراعات حول مصالح ومنافع حزبية ضيقه بسببها يمكن أن لا نجد وطن لنسكنه او نعيش فيه ، لهذا السبب صوبنا كل كتاباتنا للدفاع عن ( السودان ) عبر ( نفخ الروح ) في جيشنا الذي شهد ( تهالك ) متعمد من نظام عمر البشير البائد الذي أفلح في صنع مليشيات مع تجاهل تام لجيش البلاد الرسمى خوفا من إنقلاب الجيش عليه وإزاحته من علي الواجهة فكان ( تخريب الجيش ) هو المقابل لبقائه علي سدة الحكم ، كل ذلك وغيره من الأسباب الكثيرة والمتعددة ، هى التى تجعلنا نقف بقوة في صف الجيش بهدف تشجيعه حتى ينتصر علي الرغم من حوجته لعملية ترميم كبيرة تعيد له عافيته التى إهتزت بسبب عوامل التعرية والتجاهل التى إعترته ، مع دفعنا في إتجاه أن يكون للبلاد جيش واحد يضم بداخله كل الحركات المسلحة التى إنضمت لركب الدفاع عن الوطن علي الرغم من أنهم آتوا متآخرين متعللين بحجة ( الوقوف علي الحياد ) هذه الفزاعه التى وضعت القوة المدنية في خانة العملاء والمآجورين فكانت عليهم وبال وأصبحت صفة يوصفون بها نتيجة لهروبهم خارج البلاد وتآليب الراى العالمي ضد البلاد والجيش بدواعي محاربة الفلول والخوف من عودة النظام القديم للحكم ، دون أن يكون لهم موقف واضح من الفترة التى تولوا فيها الحكم بعد سقوط المخلوع عمر البشير والتى أضاعوها بسبب تعنتهم وتشبثهم (بتوافه ) الأمور التى عطلت دولاب الدولة المعطل أصلا خلال فترة حكم الإنقاذ التى لم تترك شيء في السودان لم تخربه وعندما نقول ذلك نعنى الأسس واللوائح المؤسسية التى تقوم عليها مؤسسات الحكم والتى تعتبر ( خط أحمر ) لا يمكن تجاوزه لان في تجاوزه تطغي الفوضي والعشوائية والغوغائية التى سادت وحلت وضربت كل أطناب مؤسسات الدولة وعم الفساد والرشوة والمحسوبية ، وضاعت ( هيبة الدولة ) ليحل مكانها التنظيم والمليشيات وجيوش جرارة لا حصر ولا حد لها حتى غرقت بلادنا كليا ليخلف لنا ذلك المشهد قيادات ( هشه ) لم تحسن التعامل مع الحكم الذي ورثته عقب سقوط المخلوع عمر البشير بدواعى التغيير وفزاعة ثورة ديسمبر المجيدة التى قامت برعاية أيادي مخابرات داخلية وخارجية عبثت بها ، بغية تحقيق أجندتها ( المخفية ) في ظل وضع البلاد المنتهية في كل مؤسساتها ( الهلكانه ) بفعل متعمد إستطاع من خلاله النظام البائد من خلق نظام موازى لمؤسسات الدولة من خلال فتح منافذ (يتنفذ) ، بها العناصر التنظيمية التى كانت تسيطر وتتحكم في كل شيء لينعكس لنا ما نراه الأن ماثلا أمامنا ( التعنت ) الذي يظهره المجلس السيادى الإنتقالي الذي يصر علي ان يحكم السودان بشكل ( إنفرادى ) دون أن يحفل او يضع إهتمام لاي جهة مشاركته الراى او المشورة في الوضع الذي بات فيه السودان ، مما جعلنا نشكك في قدرات من يتولون القيادة فيه ، مستصحبين ما ذكرناه من هشاشه ضربت بأطنابها كل البلاد نتيجة للضرر الذي أحدثه نظام (المتأسلمين) الذي خلف لنا تلك القيادات التى ظلت تقف موقف أكثر من غريب برفضها للأشياء دون أن يكون هنالك سبب وأضح او فعل بديل للذي تم رفضه او عدم قبوله لكى يقنعونا ويقنعوا الجهة التى طرحت عليهم ما تريد طرحه علي الرغم من قناعاتى أنه كان من الأساس عدم فتح المجال لاي جهة لكى تتدخل في شأن بلادنا الداخلي الذي أصبح مفتوح علي البحرى يسرح ويمرح فيه كل (السابله ) يعاونهم في ذلك ضعف القيادات وتهافت الساسه المدنيين والكل لا يفكر أبعد من ( أرنبة آنفه ) ، فكان ( تعنت السيادى ) واضح وهو يرسل وفده لمدينة ( جدة ) الساحلية لمقابلة الوفد الأمريكى بوفد من يمثله يتبع للحركات المسلحة، في الوقت الذي كنا نتوقع أن يكون وفد الحكومة بقيادة وزير الخارجية مستصحبا معه وزير الدفاع ومدير جهاز المخابرات العامة ومسؤل مفوضية العون الإنسانى وممثلين للقطاع المدنى والمراءة ومنظمات العمل الإنسانى الوطنية ، لتأكيد جدية الحكومة لسعيها بالفعل للسلام الذي يحفظ كرامة المواطن وتجنيب البلاد شبح ( الفناء الكلي ) ، وتوصيل صوت السودان للمجتمع الدولي بصورة تؤكد جديتنا وسعينا نحو السلام ، بالتالي عكس وجه مشرق نؤكد به للعالم أننا نتصرف كرجال دولة حقيقيين بدلا من إرسال وفد لا ندرى ما قصد الذي أرسله ، هل يريد أن يجس به ( النبض ) ؟ ، أم يرسل من خلاله رسالة رفض للدعوة ، أم أن مجلسنا العسكرى الموقر لا يدرك حجم المسؤلية الملقاة علي عاتقه وهو قيادة الدولة التى بمثل تلك التصرفات تجعلنا نشكك حقيقة في مقدرات راس الدولة ونائبيه ومساعديه والمستشارية التى من حولهم ، إن أبسط أعراف العمل السياسي الدبلوماسي أن تذهب وتستمع وتوصل رسالتك وتكون رأيك ويكون لك قراراك ، حينها الكل كان سيحترمكم ويضع لكم الف حساب ولإيجاد العذر لكم ولموقفكم الذي تقفونه ..
# لكن كان تصرف السيادى أكثر من غريب وهو يترك الأمور عائمه دون أن يحاول أن يوجد لها مرفيء لترسي عليه ، تركها (عايره) عرضه لسياط الكل يصنعون بها ما يشاؤون دون أن يوضح ماهية الخطوة التالية التى تلي ( تعنت السيادى ).
# ختاما ، كنا نأمل أن يضطلع مجلس السيادة بدوره كاملا دون نقصان وأن يتصرف تصرفات رجال الدولة الحقيقيين العارفين والملمين ببواطن أمور الحكم وشئونه وما يتطلبه كل موقف وكل حدث وكل مشهد ، عليكم إستصحاب كل مكونات الدولة معكم في حلكم وفي ترحالكم وفي كل خطوة تخطونها حتى لا تضيع أدق التفاصيل وانتم تديرون البلاد ونلحظ ذلك من خلال السياسة التى تتبعونها وهى سياسة ترك الكل وأخذ الجزء مما يوجد ( تشوهات ) تنعكس سلبا علي سير دولاب الدولة ، يجب عليكم وضع الأمور في نصابها الصحيح بدلا من ( التوهان ) الذي أدمنتموه منذ تولي السيد / رئيس مجلس السيادة السودانى الفريق اول ركن عبدالفتاح عبدالرحمن البرهان دون أن يكون هنالك بارقة أمل لغد مشرق يمكن أن نعول عليه ليخرج بلادنا من ( الحفره ) التى حفرها ( المتأسلمين ) ، وعمقها ( المدنيين والعسكريين ) الذين خلفوا المخلوع البشير ، علي مجلس السيادة تدارك الموقف بإرسال وفده للحاق بمفاوضات جنيف بوفد كبير يقوده ( البرهان ) رئيس مجلس السيادة بمعيته وزير الخارجية ووزير الدفاع وكل من يكون له دور في مسألة التفاوض والتى من خلالها يطالبوا بتنفيذ مخرجات ( جدة ) وإيجاد وسيلة لإدخال المساعدات الإنسانية والبحث عن ممولين لإعادة إعمار ما دمرته الحرب ….مع تأكيد الرفض التام لوجود الدعم السريع بأن يكون له مستقبل في الشأن السياسي السودانى وذلك للرفض الشعبي التام لفرضية وجوده مستقبلا … مع توجيه الدعوة للقوى السياسية المدنية بالعودة للسودان ليقودوا الحوار السودانى السودانى من الداخل ….
# مع تحياتى للجميع بالصحة والعافية والنصر لجيش السودان بإذن الله