الدعاية السوداء وأثرها في زلزلة السياسة

الدعاية السوداء وأثرها في زلزلة السياسة والاقتصاد ومناحي الحياة

بقلم: عوض يوسف زايد

أولاً ما المقصود بالدعاية ..؟ لغوياً يقصد بالدعاية الحث على قصد شيء معين ، و يعرف بول لانيبارجر الدعاية على أنها استعمال احدى وسائل البث و النشر استعمال مقصود من أجل التأثير على عقول ، و مشاعر فئة معينة من الناس ، و يكون ذلك لتحقيق غرض معين ، و من ناحية أخرى يمكن تعريف الدعاية على أنها القيام بنشر العقائد ، و المواقف ، و الأفكار السياسية على نطاق واسع ، و ذلك من أجل توصيلها إلى أكبر عدد من الجمهور ، و في سبيل ذلك يستخدم القائمون على ذلك الأمر وسائل إتصال ذات تأثير كبير في نفوس الجمهور ، و تعد الدعاية الطريقة التي تستخدم للتأثير على آراء الجماهير ، و معتقداتهم حتى يتجهوا نحو نظام معين ، فهي تعمل على تهيئة الأفراد نفسياً لتقبل ذلك الاتجاه.

لعل أسوء أنواع الإشاعات والدعايات التي تنتشر في هذه الايام داخل أوساطنا السياسية والإجتماعية ، وبخاصة على مواقع التواصل الإجتماعي وعبر الأسافير ، وحتى عبر الصحف اليومية ، والتي حولتها ظروف كورونا إلى الكترونية كما يحدث في كل أنحاء العالم ، هي الدعاية السوداء .. الدعاية من أهم الوسائل الترويجية التي يعتمد عليها في التأثير على قرارات و إتجاهات الجمهورحتى تجعله يتجه ذلك الإتجاه الذي يوافق رأي الجهة القائمة بتلك الدعاية.

والملاحظ أن الوسائط الإعلامية كلها تخص فلول العهد البائد ، وأصابع الدولة العميقة تعبث فيها عند منتصف النهار ، جهاراً عياناً بياناً ، وللأسف فإن المعارضة لهؤلاء الفلول هي معارضة هي معارضة شرسة وفاجرة إلى حد لا يتصوره عقل ، لها فرق إلكترونية مختصة بالحرب النفسية وغرف عمل تصدر أعمالاً ممنهجة وعلمية ومدروسة بعناية فائقة ، وهي لا تألو جهداً في محاربة حكومة الفترة الإنتقالية بلا مداراة ولا استحياء ، هدفها الأسمى الذي تضعه نصب عينيها هو إفشال هذه الفترة الإنتقالية وجر البلاد إلى المربع الأول ، حتى ولو قاد ذلك إلى مستنقع من الدماء فظيع .. وعلمياً تصنف الدعاية من حيث أسلوبها إلى نوعين و هم :

النوع الأول هو الدعاية المباشرة : يسعى هذا النوع إلى تغير آراء و اتجاهات الجمهور بطريقة واضحة ، و مباشرة ، و الأنواع لمستخدمة في ذلك النوع تعرف بالدعاية البيضاء أو الظاهرة

تعريف الدعاية البيضاء : هذا النوع من الدعاية تعرف بالدعاية العلنية أو المكشوفة فهي لا تقوم باخفاء شيء من الحقيقة

خامساً الدعاية الظاهرة : يعد هذا النوع من الدعاية ذات مصدر واضح للجمهور ، و لكنها لا تمنع أن يكون لديها جانب آخر غير معلوم

النوع الثاني هو الدعاية غير المباشرة .. يستخدم أصحابها وسائل وطرق غير واضحة للجمهور ، و بالتالي تجدها تنتشر بطريقة سرية جدا بداخل المجتمعات و تعرف بأنها دعاية مقنعة

تعريف الدعاية السوداء : تعتبر الدعاية السواد عكس الدعاية البيضاء لأن الدعاية السوداء تقوم على اخفاء الحقيقة و تعرف بالدعاية المستورة ، و لا تقوم بتوضيح مصدرها و هذا النوع من الدعاية ينمو بداخل المجتمع الذي تقوم به ، و لكن بصورة سرية حتى تتمكن من تحقيق هدفها هذا النوع من الدعاية خطير جدا ، و ذلك لأنه سبب في اثارة الإشاعات الكاذبة ، و الأكاذيب

و هناك أنواع أخرى من الدعاية من بينها:

الدعاية الرمادية : وهذا النوع من الدعاية يخفي ورائه هدف معين ، و تحاول تحقيقه بطريقة غير مباشرة .

على هذا السياق تنتشر الإشاعات في هذه الأيام بصورة لا يمكن التغاضي عنها لأنها تهدف إلى زعزعة ثقة الناس في حكومة الفترة الإنتقالية ، وزلزلة أركان الأمن السائد في البلاد ، وغالباً ماتواجه الحكومة هذه الإشاعات المخادعة الكاذبة ذات الأهداف الشريرة بالبيانات التوضيحية والتي تعمل على فضحها وكشف مواضع الزيف فيها.

ولعل آخر بيانات هذه الحكومة الإنتقالية التحذيرية كان على لسان ناطقها الرسمي الأستاذ فيصل محمد صالح وزير الثقافة والإعلام الذي دعا فيه الصحف الإلكترونية ووسائل الإعلام الى عدم استقاء الأخبار من وسائل التواصل الاجتماعي والصفحات الشخصية للأفراد والاعتماد على المصادر الحقيقية والرسمية للأخبار.

وأشارفيه فيصل ، في تنوير صحفي مشترك للجنة العليا للطوارئ الصحية بمنبر سونا الى أن الفترة الحالية مليئة بالإشاعات مؤكدا ضرورة توخي الحذر في نقل وأخذ الأخبار داعياً إلى أخذ الأخبار والمعلومات من المصادر الرسمية.