آخر الأخبار
The news is by your side.

الحزب الشيوعي يريد : إسقاط أم إنقلاب

الحزب الشيوعي يريد : إسقاط أم إنقلاب

بقلم: إيمان سيف الدين

تأتي دعوة الحزب الشيوعي لأسقاط حكومة الفترة الانتقالية قبل أسبوعين من تسليم السلطة للمكون المدني حسب ما نصت عليه الوثيقة الدستورية التي وقع عليها الحزب نفسه !!!

ويدعو الحزب لإصطفاف الجماهير حوله من أجل هذا الإسفاط المزمع تنفيذه ، كيف يسقط الحزب الشيوعي حكومة قد دفعت فيها جموع السعب السوداني الغالي والنفيس وتم بذل طاقات مهولة لنصل ما وصلنا إليه.

نعم هنالك مشاكل وتحديات بالغة التعقيد وهذا بالدرجة الأولى لأن أحزاب قحت ام تكون تتحلى بالايتعداد الكافي للحكم الانتقالي وظلت الممارسة السياسية في أضعف صورها حتى بالنسبة للحزب الشيوعي نفسه فقد تدبذبت قرارات الحزب في أكثر من مرة بالمشاركة أو الرفض و اخيراً أختار الحزب لنفسه الخروج من التحالفات السياسية جميعها ، الأمر الذي لم يكن يتناسب مع المرحلة، لأن حتى لو أسقط الحزب السلطة الحالية فهو لم يطرح علينا جماهير الشعب السوداني بدائله . وماذا نحن فاعلون بعد ان نسقط هذه الحكومة .

هنالك احتمالان لا ثالث لهما :

أما أن يكون الحزب قد دبر انقلابه على هذه السلطة وأعد حكومته التي سيفرضها على الشعب مما يضطر الحزب للاستعانة بكوادره المسلحة سواء في القوات المسلحة أو جيش الحزب الذي شارك به في التجمع الوطني الديمقراطي أو بستعين بحلفائه من الحركات المسلحة ممن هم خارج السلطة مثل زعيم تنظيم الصحوة الثوري موسى هلال المطلوب وآخرين يكون الحزب قد تواثق معهم على اقتسام السلطة، لأن اي انقلاب في السودان لن تكون عواقبه سلمية .

أو أن الحزب سيسقط هذه الحكومة ليجري تعديلات في الوثيقة الدستورية تتيح له مساحة أكبر ، لأن مساحة العمل السياسي قد ضاقت بعد دخول الحركات المسلحة ومشاركتها الحكم وينتظر ان ينضم المزيد من غير الموقعين على اتفاق سلام وخاصة الذين يلعبون على وتر شراء الوقت لأحداث مثل هذه الإنقلابات.

والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن من أين يأتي الحزب بشركاء جدد في السلطة سيظل الشركاء هم ذات نفسهم من أحزاب وحركات مسلحة وقوى الثورة.

والسؤال الثاني : هل بطن الحزب وإن بعض الطن إثم ان الجيش سيترك لهم الحبل على الجرار ، بلا شك أن مثل هذه الخطوة ستفتح شهية العسكر للهيمنة على السلطة من جديد ويكلف المواطن السوداني ثلاثين عاماً اخرى من البؤس والدمار.

والسؤال الثالث: هل يعتقد الحزب أن الكيزان وفلولهم واتباعهم وأشياعهم ومللهم سوف تتفرج على المشهد صامتة ، على العكس هذا سيفتح شهيتهم للمغامرة من جديد ومحاولة استرداد نظامهم المقبور.

لماذا يفكر الحزب الشيوعي في المجازفة بمكتسبات الثورة بدل المضي في ترتيب أوضاع الدولة والمشاركة مع الآخرين في الخروج من عنق الزجاجة، وخاصة انها المرة الأولى في تاريخ الشعب السوداني ان يجد الدعم الدولي من أجل أعادة صياغة وطن قوي وارساء قواعد دولة حديثة ترضي المواطن السوداني الذي هو دوماً الخاسر الأول من جراء الحروب والفقر والمرض .

أن خلق أي نزاع داخل السودان سيؤدي إلى تدهور الوضع الأمني في الإقليم بأكمله لأننا في هذا التوقيت بالذات تحيط بنا قضايا الأمن والإستقرار من جميع الجهات فهل درس الحزب خطوته هذه قبل أن يعلنها علينا .

نعم لتصحيح مسار الثورة

نعم لتسليم السلطة للمكون المدني

نعم للتحول الديمقراطي وبناء سلام

نعم لإستتباب الأمن ووقف النزاع المسلح

نعم لإبعاد الإمارات ومن والاها في سرقة مقدرات البلاد

نعم للتحول الديمقراطي وتنفيذ برنامج الحكم الانتقالي

فالأوطان تبنى بالعرق والكدح والتعب والضنى … وطريق الثورة ليس سهلًا …

مرحلة البناء صعبة وخاصة بناء اساس الدولة ولكنها ليست مهمة مستحيلة ولنخرج بالسودان من حالة المغامرات والرهان وتعاقب الدكتاتوريات.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.