آخر الأخبار
The news is by your side.

الحركات المسلحة بشرق السودان.. الخطر القادم

الحركات المسلحة بشرق السودان.. الخطر القادم

بقلم: عثمان قسم السيد

بينما تتجه أنظار العالم إلى ما يجري في وسط وغرب السودان من صراع دموي، يغفل الكثيرون عن برميل البارود الذي يتشكل بهدوء في شرق البلاد، حيث بدأت الحركات والفصائل المسلحة تتمدد بشكل مقلق، وتنذر بخطر قادم لا يقل خطورة عن ما يحدث في دارفور وكردفان.

تمدد خطير تحت غطاء الصمت

خلال الشهور الماضية، رُصد تحرك مكثف للحركات المسلحة القادمة من مناطق النزاع، خاصة من دارفور وجنوب كردفان، إلى ولايات الشرق الثلاث: البحر الأحمر، كسلا، والقضارف.
بعض هذه الحركات تستغل هشاشة الوضع الأمني، وانشغال الجيش السوداني بمعاركه في الخرطوم والأقاليم الأخرى، لتقيم معسكرات صغيرة، وتفتح قنوات تهريب السلاح والبشر عبر الحدود مع إريتريا وإثيوبيا.

الفصائل الأكثر نشاطًا

حركة تحرير السودان (جناح مناوي ) شوهدت عناصرها في مناطق ريفية بولاية القضارف، تسعى لكسب موطئ قدم واستقطاب شباب من القبائل المحلية.
حركة العدل والمساواة ( جناح جبريل) بدأت بالتنسيق مع مجموعات قبلية و زادت مصادر نفوذها المالي بالتغول علي الأراضي والدخول فى مجال التجارة وتسعى لكسب موطئ قدم واستقطاب للشباب

وحركة تحرير السودان ( جناح طيفور) بولاية القضارف التي تتمدد باستقطاب الشباب وتوسعة قواتها وسط صمت مريب من الأجهزة الأمنية و الاستخباراتية بالولاية

الحركة الشعبية (شمال – مالك عقار) بدأت تنسج تحالفات مع مجموعات سكانية شرق البلاد، عبر شعارات ترتكز على “الحقوق والتمييز الإيجابي”.

مليشيات قبلية جديدة بدأت تظهر، بعضها موالٍ لأطراف داخلية، وبعضها الآخر مدفوع بأجندة إقليمية.

لماذا الشرق؟

الشرق يتمتع بموقع استراتيجي بالغ الأهمية:

يطل على البحر الأحمر، الشريان البحري الحيوي للسودان.

يحتضن موانئ السودان الرئيسية (بورتسودان، سواكن).

يجاور دولًا لها أطماع قديمة في المنطقة، مثل إريتريا وإثيوبيا.

السيطرة على الشرق تعني التحكم في التجارة الخارجية، وقطع الإمداد عن وسط السودان. لذلك، تسعى هذه الحركات إلى موطئ قدم مبكر قبل انفجار الصراع الأكبر.

صراع الموارد والهوية

يُضاف إلى ذلك أن الشرق يعاني منذ عقود من تهميش اقتصادي وفقر تنموي، مما يجعل الشباب عرضة للتجنيد السهل من قبل أي جهة توفر السلاح والمال. كما أن الصراعات القبلية، خاصة بين النوبة والبجا، بدأت تجد طريقها إلى التسليح، بدلًا عن الحلول العرفية المعتادة.

تحذيرات مبكرة.. ولكن!

عدة تقارير دولية ومحلية حذرت من خطورة تحوّل شرق السودان إلى مسرح صراع مسلح، ولكن الحكومة المركزية غارقة في أزماتها، والمجتمع الدولي منشغل بمناطق النزاع الأخرى. هذا التراخي يعطي الفصائل وقتًا ذهبياً للتمركز والتحضير.

الخلاصة:

إذا لم يتم الانتباه لما يحدث في شرق السودان الآن، فقد نستيقظ قريبًا على شرق مشتعل، يتحول إلى ساحة صراع إقليمي ودولي، ويضيع آخر معبر آمن للسودان إلى العالم.

الشرق بحاجة إلى:

تحرك أمني عاجل ومدروس.

حلول سياسية واقتصادية تعالج جذور التهميش.

مبادرات مصالحة حقيقية بين مكونات الشرق، بعيدًا عن صفقات النخب.

الزمن لا ينتظر، والشرارة قد اشتعلت تحت الرماد.

[email protected]

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.