آخر الأخبار
The news is by your side.

الاقتصاد السياسي للسودان

الاقتصاد السياسي للسودان

بقلم: د. سبنا امام

كان استغلال النفط رغم كل ما شابه من عثرات وفساد نقطة مضيئة في تجربة السودان الاقتصادية وقد اثبت ان السودان اذا ما استغل امكانياته سيكون وبلا شك رائدا في الاقليم فقد بدأ انتاج النفط عام 1999وبحلول عام 2000 كان السودان قد امتفى ذاتيا واصبح net exporter. في بضع شنوات تلت وضع النفط السودان في مصاف الا قتصادات الاكثر نموا وقفز النمو للمرة الاولى من 2%الى 6%.

كما حقق السودان فائضا في ميزانه التجاري مما ادى الى تحسن قيمة العملة في مقابل الدولار. وعلى الرغم من الفساد المؤسسي الذي اهدر كثيرا من الايرادات الا ان النفط ساهم في التوسع في البنية التحتية للاقتصاد والسودان كان ترتيبه السادس في افريقيا في انتاج وتصدير النفط بإنتاج قارب ال800 الف برميل عشية الانفصال وكان الاحتياج المحلي فقط 140الف برميل ويصدر الباقي.وكان مخططا ان يصل الانتاج لمليون برميل في اليوم مع التوسع في الاستكشاف .

هذا فضلا عند تدفق رؤوس الاموال الاجنبية للاستثمار في القطاع والقطاعات المرتبطة به والاهم هو تحيقيق امن الطاقة والذي بغيابه الان اصبح السودان رهينا للدول التي تمنحه الوقود الضروري لعجلة الاقتصاد.

اليس من العجب العجاب ان يقدم رئيس دوله على فصل الاقليم الغني بالنفط ثم لا يحاكم على جريمته وهل تقبل السعودية اليوم فصل شرق السعودية الغني بالنفط ام تقبل العراق فصل كردستان او هل تقبل امريكا فصل هويستن الم تكن الاحزاب الحاكمة الان جزءا من نيفاشا وبرلمانها اولم يشارك جزء من الحكومة في التحريض ضد السودان وتشجيع انفصال جنوبه الغني.

اوليست الدول التي تدعي صداقة السودان اليوم عرابة الاتفاق ومن اشرفت على تقسيم البلاد ووعدت بدعم السودان في تخطي صدمة ما بعد النفط ثم تركت الاقتصاد يترنح حتى الموت ومازالت تواصل تجاهلها لدورها الأخلاقي في دعم التحول الديمقراطي.

لن تدعم ببساطة لأن النيل الازرق وجنوب كردفان وابيي مناطق غنية جدا بالنفط وهم يعلمون ذلك ولابد ان من ان يتأكدوا من فصل هذه المناطق حتى لا يتركوا للجغرافيا الاسلامو عروبية اي شيء سوى الصحراء.


وهنا اريد ان اذكر واحدة من اعظم المواقف المشرفة في تاريخنا الاقتصادي وهي ان القائمين على امر النفط في عهد نميري قد اصروا على ان تكون المصفاة في الخرطوم ولولا هذا الاصرار الذي احتوى بعد نظر كبير لما تمكن السودان اليوم من الحصول على ما يعادل ثلثي انتاج نفط الجنوب بعد الانفصال في صورة النقل والتكرير.لا اعرف مت مان وزير النفط ولكنه قدم خدمة جليلة لوطنه.


واليوم شروط البنك والصندوق الهدف الاساسي منها هو ان لا تخطط دولة ما بعد السوفيتي لاقامة امبراطورية اقتصادية وعسكرية كتلك التي مازلات تضع روسيا في مقدمة الدول. في مقابل الحصول على منح واعانات هي في الواقع بقايا فوائض ثروات شعوب اخرى حققتها باقتناص الفرص التي تخلت عنها الدول المغفلة. والسودان ليست لديه ميول امبراطورية ولكن لدية امكانيات امبراطورية ولذلك يجب ان لا يخرج من دوامة الديون والقروض التي ستعصف بتماسكه كدولة وستقسمه الى دويلات.

 لن يتغير واقع السودان الا بالانتاج واي وصفة لا تتضمن دخول البلاد في عملية انتاج وتصنيع مكثفة لن تخرج البلاد من ازمتها . اما القروض والمنح فهي وبال على الاقتصاد وينبغي ان نفر منها فرار السليم من الاجرب.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.