ارتفاع التضخم يزيد من حدة الأمن الغذائي ويهدد الأطفال بسوء التغذية
ارتفاع التضخم يزيد من حدة الأمن الغذائي ويهدد الأطفال بسوء التغذية
بقلم: د.نجوان عبدالرزاق حمد الترس
من أهم محددات الصحة في البلدان الوضع الاقتصادي وتأثيره على أمن الشعوب وكذلك الصراعات التى تشكل خطر كبير على الوضع الصحي حيث يشهد السودان حروبا ونزاعات في غربه و شرقه مما أثر سلبا على الأمن العام والأمن الغذائي.
و يشهد السودان أزمة اقتصادية حادة تؤثر سلبا على الأمن الغذائي حيث أشار خبراء الاقتصاد الي توقع ارتفاع التضخم الي 500% مع ارتفاع النقد الأجنبي وهبوط الجنيه وارتفاع السلع الغذائية الاستهلاكية من مننتجات حيوانية لحوم والبان وبيض وكذلك المنتجات النباتية الزيوت والفواكهه والخضروات وأصبحت وجبات الشعب السوداني وجبات تزيل الشعور بالجوع دون النظر للقيمة الغذائية للطعام.
وللتدابير الوقائية لجائحة كورونا أثر سلبي كبير على وفرة الطعام والحصول عليه علي الصعيد العالمي والمحلي في تقرير السودان للأمن الغذائي للعام 2020 قدر عدد السكان الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي في السودان في الفترة من يوليو إلى سبتمبر بحوالي 9.6 مليون نسمة حسب التصنيف المرحلي المتكامل لأوضاع الأمن الغذائي.
ويشير هذا الرقم الي وضع استراتيجيات تدخلية من مساعدات غذائية عاجلة وتحسين سبل العيش حيث تم تصنيف 18 ولاية منها 10 ولايات صنفت في المرحلة الثالثة (مرحلةالازمة) وتشمل هذه الولايات جنوب كردفان والنيل الأزرق وشمال دارفور ووسط دارفور وغرب دارفور والبحر الأحمر وكسلا وجنوب دارفور وشمال كردفان وشرق دارفور والجدير بالذكر في تقرير 2019 كانت ولايتين فقط في مرحلة ( الأزمة)،مما يشير إلى تطور انعدام الأمن الغذائي من الأزمة إلى الطوارئ ثم المجاعة.
في تقارير منظمات الأمم المتحدة للعام 2019 والعام 2020 واليونسيف وبعض المنظمات الاخري يعاني مايقدر 2.3 مليون طفل وطفلة من سوء التغذية وتعزي تقريبا نصف حالات وفاة الأطفال دون سن الخامسة الي هذه المعضلة إضافة 694 الف طفل وطفلة يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم ويصارعون من أجل البقاء.
التقارير بينت أيضا أنه من بين الـ18 ولاية تعاني 11 ولاية من انتشار سوء التغذية بنسبة تزيد عن 15% في المائة وهذه النسبة أعلي من عتبة الطوارئ حسب معايير منظمة الصحة العالمية.
ففي السودان يوجد واحد من كل ستة اطفال يعانون من سوء التغذية الحاد أكثر من 38 ℅ من الأطفال دون سن الخامسة مصابون بصغر الحجم وقصر القامة مقارنة باعمارهم ويموت نحو 120 طفلا كل يوم بسبب أمراض سوء التغذية والأسباب ذات الصلة وأيضا 17% من أطفال السودان يعانون من نحول البنية أشد نحولا مقارنة باطوالهم و 2.6 طفل يحتاجون إلى مساعدات إنسانية .
يحتاج نحو 820 الف طفل وطفلة دون سن الخامسة إلى الحصول على الرعاية الصحية والخدمات المنفذة للحياة الأساسية ويعتبر توفير الغذاء والتغذية السليمة هي المكون الثاني في الرعاية الصحية ومن العوامل المهمة التى تؤثر على حياة الأفراد في كل أنحاء العالم.
ان مستوي الصحة والتغذية ماهو الا دليل مباشر علي نوعية الحياة ودليل غير مباشر علي مدي التطور الاجتماعي والاقتصادي وذلك لما للتغذية السليمة من أهمية في النمو الطبيعي والتطور العقلي الأمثل وفي صحة المريض والسليم و الانجاب والحفاظ علي نوعية جيدة من الصحة خلال حياة الانسان وكذلك في فترات النقاهة من الامراض.