آخر الأخبار
The news is by your side.

اختيار المفردة … تحبير .. دكتور/خالد أحمد الحاج

اختيار المفردة … تحبير .. دكتور/خالد أحمد الحاج

إذا اتفقنا جميعاً على أن الأساس في التغني يبدأ بمفردة تلقى استجابة من فنان ما يضع لها لحنا بواسطته كما درج البعض على ذلك، أو باللجوء إلى ملحن، ومن ثم توزع موسيقيا ليؤديها بعد ذلك الفنان.

من كل ذلك من الذي يختار للفنان مفردته ؟ سؤال مفتاحي وجوهري ينبغي أن يسأله أي مغني لنفسه قبل أن يخوض تجربة الغناء، وما هي المعايير التي على غرارها ينبني انتقاء المفردات ؟

ولكن قبل هذا، هل هناك قاعدة متفق عليها لما فيه إسفاف وركاكة واعتباره هبوطا لا يليق بالمجتمع؟ وما فيه نفع ليبقى ؟ أم أن الصدفة هي التي تقود المغني للكلمة ؟

ما راج من أغاني فيها ما فيها من خدش للحياء وابتزال لدرجة أنه يرقى ليكون بمثابة خروج عن المألوف بالحفلات أو بالمركبات العامة والمقاهي والمتنزهات وغيرها هو ما دفعني لأسأل تلك الأسئلة.

وتتمة لما ابتدرت به كيف للفنان أن يكون مثقفا وموسوعيا ؟ وعلى إلمام تام بكل ما يدور حوله، وما يمكن أن يستشعره، علاوة على قدرته على انتقاء كلماته بدقة وتخيل لأبعادها تخيلا حسيا.

تجاوز الأغنية لكثير من الحواجز ووصولها إلى كافة قطاعات المجتمع بسهولة وسرعة حتم أن يراعى فيها الجانب الأخلاقي، والحث على القيم الرفيعة للمجتمع، من إباء وعزة وشرف ونخوة وشجاعة وكرم وتجرد. غير الشعور بالعاطفة والشجن فهذا جزء من تركيبة الإنسان.

كيف تكون الكلمة قد فقدت معناها ؟ وهل هناك اتفاق على هذه النقطة المهمة ؟ أم أن المسألة مبنية على الاجتهاد فقط ؟ وعلى أي نهج يعتمد الشعراء في صياغة أشعارهم الغنائية؟

يحدثونك عن الزمن الجميل، وكيف كانت تتم عملية تشنيف الأذان؟ بين ذلك الزمن وما نعايشه اليوم من تراجع في مستوى الكلمة واللحن دعانا لأن نبدأ في رسم خارطة طريق لتقييم المنتج في المقام الأول، ومن ثم للبحث عن معالجة للخلل الذي شابها.

انتشار الغناء الهابط أصبح في حالة تزايد مضطرد، والأخطر من ذلك كله أن هناك من يدافعون عن هذا الهبوط بشدة، لدرجة أن الشارع اختلط عليه الحابل بالنابل.
هناك جيل كامل بغياب الوعي، وضعف الرقابة على الفن، إصبح في وضع لا يحسد عليه.
ألا يستحق ذلك أن يعاد النظر في المنتج، بوضع الوصفة المناسبة لتلافي الخلل وفقا لموجهات وضوابط معينة.

انتشار الغناء الهابط يعني أن هناك أزمة كلمات، أو الفنان لا يجتهد كثيرا ليجد الكلمة التي تصمد، أو أن هذا الرائج هو ما يحتاجه المتلقي.

إن كان ذلك كذلك فكيف توصلوا لرغبات وطموحات المعجبين وبأي كيفية بنوا رؤيتهم ؟
المسألة بحاجة إلى (غربلة)، من يقلد هرما غنائيا بذات الأسلوب الذي أدى به، ما يمنع من أن تكون هذه منصة انطلاق بالنسبة له من حيث العبارة واللحن !!.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.