آخر الأخبار
The news is by your side.

ليلى ومجنونها في ضيافة الشايقية … بقلم: جعفر عباس

ليلى ومجنونها في ضيافة الشايقية … بقلم: جعفر عباس

في مدرسة البرقيق الوسطى كنا كسائر مدارس السودان ننظم الجمعية الأدبية مساء كل يوم اثنين، حيث يتبارى التلاميذ لقراءة الشعر وتقديم اسكتشات مسرحية قصيرة، وفي مدرسة في منطقتنا تمت دعوة الآباء والوجهاء لحضور الليلة الأدبية الختامية وكانت تتضمن اسكتشا مسرحيا وكان احد التلاميذ يقوم بدور السلطان وكل ما ينطق به في المسرحية عندما يقول له الحاجب: بالباب رجل يا مولاي، هو أن يقول: دعه يدخل، وسارت المسرحية على ما يرام الى ان جاءت اللحظة وصاح الحاجب: بالباب رجل يا مولاي، فرد صاحبنا (السلطان) دعه يخش، فما كان من ناظر المدرسة الا ان صاح: دعه يخش يا ابن ال… (كلمة وسخة)، اصبر لي لو خليتك تشتهي تخش بطن امك تاني (وهكذا ارتكب الناظر طبزة أسوأ من “دعه يخش”).
في ذات عام انتجنا مسرحية مجنون ليلى للشاعر احمد شوقي، ونظمت إدارة المدرسة رحلة لنا الى ديار الشايقية، وانحشر فريق المسرحية في لوري بيدفورد وانطلقنا صوب كريمة، وكان السفر بين مناطقنا وكريمة حيث بداية الخط الحديدي إما عن طريق لواري تسمى “المحيلة” او بالبواخر واشهرها الجلاء وكربكان، وأذكر انني سافرت بالباخرة من كريمة الى كرمة ذات عام عائدا من كوستي ولاحظت ان الركاب وفي محطات معينة في مناطق الشايقية يظلون يفاصلون باعة الفواكه حتى يطلق “البابور” صافرة الانطلاق وعندها يحصلون على قفة كاملة من المنقة او البرتقال بخمسة او عشرة قروش.
في رحلة الفريق المسرحي تحت اشراف استاذنا محمد احمد عبد الرحيم (الشهير بتوتي) مد الله في أيامه، وكان بارعا في كرة القدم والسلة والطائرة ويشرف على العديد من الأنشطة، كان الطعام سردين او طحنية معلبة، وكان معظمنا لا يقترب من السردين باعتبار انه غير مطبوخ وكان بعضنا عندما يتوقف اللوري لنتناول وجبة يوقدون نارا ويطبخون السردين وهو في علبه ونأكله كمن يتناول الحنظل (تخيل هذا من أناس يعتبرون التركين تحلية!!!).
تم اسكاننا اول مرة في مدرسة مروي الوسطى بنات وزرنا آثار مملكة نبتة ومقابر الكرو، وكانت الخطة أصلا ان نقيم عرضا مسرحيا في مروي وآخر في كريمة ولكن ما ان ننطلق الى كريمة حتى يقطع علينا بعضهم الطريق ويحلفون بالطلاق ان ننزل ضيوفا عندهم وفي البركل جاءنا شيخ الحلة واحرجنا بان ذبح كبشا امامنا على الطريق العام وقال: يا تجو تاكلوه عندنا يا تشيلوه معاكم.. المهم نسفنا عشرات الخرفان في مناطق الشايقية وقدمنا نحو سبعة عروض (ثم يأتي من يقول ان الشايقية بخلاء).
تذكرت واقعة كتب عنها الشاعر الراحل (من القرير) علي عبد القيوم في جريدة الراي العام عن صاحبه ع. م، من أبناء البركل الذي كان يؤذن لصلاة الصبح عندما وقف قبالته رجل على ظهر حمار كان قادما من خارج الحي وسأله: بتكورك مالك يا جنا؟ فرد عليه: قاع أأذن يا عمي، فصاح العم: الله يقطع ضهرك كان قطعت ضهر القبيلي؛ الآذان كان فيه فايدي النبي كان خلاه لبلال.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.