العلة في الدائرة المحيطة بالرئيس البرهان
شبابيكـ…بقلم: يعقوب محمود يعقوب
العلة في الدائرة المحيطة بالرئيس البرهان
# نعود اليوم للكتابة عبر( شبابيكنا) بعد فترة توقف دامت أكثر من أربعين يوما، لم نكن فيها بعيدين عن ما يدور في بلادنا الحبيبة من أحداث جثمت علي صدرها ، وهي تعيش حرب مفروضه علينا كدولة وكشعب ، تتقاتل فيها الأطراف ( بالوكالة ) ، مما جعلنا ندفع ثمن صمتنا علي ساستنا ، قتلا وتشريدا ونهبا وإغتصابا ، يتهم بذلك الكل دون تمييز، فالإنتهاكات تبذل من قبل الجيش المنوط به حماية الارض والعرض ، ومليشيا ال دقلو الإجرامية بالإضافة للإتهامات التى توجه لقوات درع السودان وما ترتكبه من فظائع والإتهامات ايضا توجه للحركات المسلحة وقواتها المشتركة وما أحداث ( بارا ) ببعيد عن ذلك ، ونحن نطالع الأخبار التى تؤكد الفوضي التى عمت مدينة ( بارا ) ، بعد تحريرها من قبضة متمردى ال دقلو والاتهامات التى يوجهها مواطن المدينة ويتهم فيها الجيش والمشتركة بنهب ممتلكاته وهذا عيب كبير ان تآتي مثل تلك الافعال لمن نرفع لهم شعار ( جيش واحد شعب واحد ) ، لكننا نلقي باللوم الكبير علي قيادات الجيش ( التى لم تحرك ساكن ) هي و قيادات الحركات المسلحة ( لمنع تلك التصرفات ) ، والتى لا نشك فى أنها تصلها تلك الشكاوى من المواطنين وتضررهم من الانتهاكات والسرقات التى تصدر من الجيش والحركات المسلحة ، فعيب كبير أن تغض الطرف عن كل تلك الإنتهاكات دون أن يكون هنالك رادع لإيقاف تلك التصرفات المشينه والتى لا ينبغي أن تصدر من مؤسسة نعول عليها في حماية الارض والعرض.. ( يجب محاسبة كل من تشير اصابع الإتهام إليه فلا كبير على القانون ) ، يجب ان تسود العدالة في مؤسسة من المفترض ان تكون أحرص علي الضبط والربط ، والإستقامة لتكون مثالا يحتذي به وليس مضرب مثل للفوضي وفرض شريعة الغاب( ما يحدث هو مسؤلية قيادة الجيش ) فعليكم بتحمل المسؤلية التى أولاكم لها الشعب الذي ساندكم ووقف معكم في حربكم هذه ..
# كان لابد لي من مقدمة في ذلك لأن الكيل طفح ونحن كل مرة نسمع فيها عن الإنتهاكات والتى يجب ان يوضع لها حد من قبل قيادات الدولة حتى لا تصير (عادة) مستقبلا فالردع واجب( وطني ) لكي تستقيم الأمور ..
# إنعقدت القمة العربية الطارئة بالعاصمة القطرية الدوحة والتى شارك فيها السودان برأس الدولة السيد / الرئيس البرهان ، حيث ألقي كلمة السودان والتى عبر فيها عن موقف السودان تجاه ما تعرضت له العاصمة القطرية الدوحة من هجوم إسرائيلي إستهدف عناصر من حماس ..
# ما نود أن نتطرق له من خلال ( شبابيك ) لهذه الزيارة والتى تباينة فيها رؤي المؤيدين للبرهان والمعارضين له، فكل منهم ينظر إليها من زاوية الأيدلوجية التى يتكيء عليها وينطلق منها وهو يطلق إتهاماته وفقا للأجندة التى تدفعه لبث سمومه لتخدم مصالحه، ضاربين بمصلحة السودان عرض الحائط دون الإكتراث للصدى الذي تحدثه تصريحاتهم وتعليقاتهم وكتاباتهم التى تخدم أغراضهم حتى وإن أدي ذلك لجلب المصائب علي السودان .
# ونحن كمراقبين للشأن السياسي السودانى، نري أنه ليس هنالك داعي لمشاركة السيد / الرئيس البرهان في تلك القمة العربية الطارئة، كان يمكن أن يشارك السودان برئيس الوزراء ، لأن ظرف البلاد والحرب التي تعيشها كان يحتم أن لا يشارك السيد / الرئيس البرهان والبلاد تعيش آتون حرب ضروس يدور رحاها في ولايتي كردفان ودارفور ، ومسيرات العدو تنطلق كل حين والآخر تضرب مدن الخرطوم وكوستى وكنانه ومحطة كهرباء أم دباكر وغيرها من مدن السودان المختلفة، فتواجده داخل البلاد تفرضه ظروف الحرب( لأن السودان في محنة ) تستدعى إيقاف كل المشاركات في جميع المحافل الدولية، برأس الدولة وإن دعت الضرورة لذلك يمكن أن يكون ممثل البلاد السفير الذي يكون ممثلا للبلاد من الموقع الذي يقام فيه المحفل سواء كان دولي او إقليمي ..
# وبالتطرق لكلمة السيد/ الرئيس البرهان، والتى حوت إشارات لتضامن السودان مع دولة قطر ، فهذا هو حق قطر كدولة وشعب علينا نحن السودانيين أن نقف معها ونساندها في محنتها التى تعرضت لها من قبل إسرائيل وهى تخترق مجالها الجوى وتضرب عمقها في تحدى سافر وهى تنتهك سيادتها كدولة ظلت تلعب دور الوسيط في قضية فلسطين المحتلة وما يشهده قطاع غزة من تشريد وتنكيل بسبب ما يسمي بحركة حماس تلك المنظمة التى جلبت علي شعبها المصائب وهى تخوض أحداث السابع من إكتوبر التى جرت المصائب علي قطاع غزة المنكوب اصلا، في الوقت الذي يتجول فيه قادة حماس في عواصم الدول العربية والاوربية وهم يعيشون في بحبوحه وترف ونعيم تاركين النساء والأطفال والشيوخ يعيشون في غزة وضع مآساوي أليم…
# إن كلمة البرهان آتت (تتبني موقف ) ، نري أنه يعقد المشهد السوداني في نظر المجتمع الدولي الذي يقف موقف المتفرج من ما يحدث في غزة من آحداث تدور بسبب حركة حماس الإسلامية التى تحتجز الرهائن الإسرائيليين …
# إننا في (الشبابيك ) ، نلقي اللوم علي الدائرة المحيطه بالسيد/ الرئيس البرهان ، والجهة التى خطت له خطاب الكلمة التى ألقاها في القمة العربية الطارئة ، والتى نري أن لها ما بعدها و بلادنا تعيش ما تعيش من حرب ودمار، ( مالنا نتبني قضية جماعة كل العالم يصفها بالإرهاب واعني حركة حماس الإسلامية) ، كان من الأجدر أن لا يخرج خطاب البرهان عن ما يدور من أحداث بسبب الحرب السودانية فقط دون التطرق للقضية الفلسطينية وغيرها من القضايا، التى تشغل العالم…إن تطرق السودان في الوقت الراهن لما يدور عالميا ليس له معني ولا يصب في مصلحة الدولة السودانية ..كل الدلائل تشير الي إفتقار الدائرة المقربه من البرهان للحصافه السياسية وأنهم لا يملكون درهم حظ يدل علي النظرة الثاقبه التى تبصر لما يدور من أحداث وتقلبات تعتري العالم علي رأس الساعة .. مشاركة السودان في القمة العربية الطارئة ، كان يجب ان تنحصر كلمة البرهان في ما يعانيه السودان من إشكالات سياسية ظلت متجزرة منذ عقود أعقبت إستقلال البلاد ، بسبب إختلاف الرؤي السياسية والتدخلات الخارجية التى لها أطماع في موارد البلاد والتى من مصلحتها إستمرار التدهور الأمني والإقتصادي والإجتماعي والسياسي ،حتى تتمكن من القيام بعملية النهب الممنهج للثروات الطبيعية التى عجز أهل السودان من الإستفادة منها بسبب تناحرهم علي السلطة التى اثبتوا عدم إتقانهم لإدارتها فهم في حالة تنافر مستمر…
# ختاما ، علي السيد / رئيس مجلس السيادة السودانى الفريق اول عبدالفتاح عبدالرحمن البرهان ، تحسس دائرته المقربه منه والتى نعتقد أنها لا تجيد قراءة المشهد بالصورة المطلوبه وليس لها ( الحصافة ) في إختيار الخطاب ونوعية المفردة التى يجب ان تناسب موقف وتوجه السودان كدولة تعيش في حالة حرب ، يجب ان تعكس كلمتنا حال بلادنا وليس تبني مواقف الآخرين فالسودان ( الفيهو مكفيهو) وليس لنا الوقت الكافي لنتطرق لقضايا نعيش أسواء منها .. وليس من المنطق ان تأتي كلمة سيادته تتحدث عن أشياء نفتقدها داخليا بل لم تطرح من أساسه لأن توجه دولتنا داخليا ( بل بس ) ، وفي نفس الوقت نحدث العالم في خطابنا الخارجي عن السلام والحوار وضرورة إقامة دولة العدل وهذه الأشياء نفتقدها داخليا ولم نسعي لها مما يعكس صورة سلبية عن الدولة السودانية والكل حينها يفسر خطاب السودان بأنه آتى من أجل المراوغه وكسب مزيد من الوقت …
# نأمل أن ينتبه السيد / الرئيس البرهان لدائرته المقربه والتى نعتقد أنها تقود البلاد من أسواء للأسواء ويظهر ذلك في خطابات السودان التى تلقي في المنابر والمحافل الدولية دون أن تحدث تغيير او تقارب في وجهات النظر كذلك ننبه لخطورة بيان الرباعية والذي وضع البلاد في كماشه يصعب الفكاك منها ..
# مع تحياتي للجميع بالصحة والعافية والنصر لجيش السودان بإذن الله