آخر الأخبار
The news is by your side.

فى حضرة على المك وسوق العناقريب بالموردة (11)

فى حضرة على المك وسوق العناقريب بالموردة (11)

بقلم: عبدالعزيز عطيه

جاروا أهلك وجورهم أمر بالبعاد والأمِر الأمَر

في ديارهم حجبوا القمر

البديع السحر الفكر بالجمال والحياء أنذكر

حسنو يرمي الزول في وكر شوفتو تسكَر من دون سَكَر

الوقت صباح غائم ممزوج برزاز طل يداعب وجوه العابرين بين منحنيات السوق ولا زال شهيق النيل بين الضفاف يرسل دعاش الطين المعطون برائحة الارض البكر حينما تلامسها أنسياب الأمواج المحملة بالخصب فى موسم الفيضان السنوي فى بواكير الخريف؛ ولا زالت السماء تحتجب حياءً يكسوها السحاب الداكن فى الأفق وقد أطبقت لوحة مياه النيل والدميرة على ظلال من ركام الليل على خصر الصباح ؛ بينما لا يزال على المك يلوذ بمجلس الحاجة الجاز بت عوض الكريم؛ يشاركها زاوية العنقريب تحت شجرة اللبخ التى تتوسط السوق وقد شرح قلبه لصوت البارع بإيقاع الحان الحقيبة فى عصرها الذهبى والمبثوث بين ثنايا الإبداع منذ حقبة الأربعينيات القرن الماضى وحتى الحاضر الأن بمصاحبة الذكريات بصوته العذب الذى يبعث الروح فى “زول فرشو ليه فراش الموت وحيه” المبدع بادي محمد الطيب، وهو يرتل الكلمات والمقاطع والفواصل بين الالحان والطرب؛ والسكر فى حضرة الجمال حلال ومطلوبا؛ طالما كانت بكاسِ بعبق الزمن الماضى على أعتاب الحاضر يحمل سمات الخمر الحلال بعذوبة صوته العارف باسرار الحقيبة وشاعرها الفذ سيد عبدالعزيز(أبوالسيد) كما كان يحلو له كنايته …

للقلوب ياصاحي أحتكر شئ يخلف خالد الذكر

مفخر الأجيال والدهر حسنه اعجز على ماظهر

في خدوده الحياء إزدهر والطبيعة تناجي الزهر

تدي منظر جذاب بهر زي نجوم السما في النهر

نوره للبدرين أحتقر البهيج النضر الأغر

المحتشم من الصغر يزدري البراق بالثغر

توسلت اللحظات حتى نضب الهمس؛ فظمئت الروح الى همس الفؤاد حتى نضب معين الروح الى سهاد الليل معين؛ وأنتصبت على بكارة هذا الصباح الذى يحنو بنسمة تداعب شقاف القلب والروح والفؤاد معا فى حضن سحر الكلمات ….

من عيونه أين المفر جيده جيد الظبي النفر

محيه فيه البدر السفر كم بافئدة واعين ظفر

هو الحاز الحسن الوفر زول ويوزن مليون نفر

لويحجبوا الأمر الصدر ماحجبوا دمعي الأنحدر

وكل شئ إن صفا أو كدر في أيادي القضاء والقدر

إما دهري إن صد أو غدر البعرفوا الوفاء ماندر

حبي هاك القول الأبر العيان يغنيك عن خبر

كم نظرت في دهر العبر نظرة أل للحياة أختبر

الجزع في الناس والصبر شفته طوع القدر أنجبر

كان فريق حى العرب وزريبة العيش مرتع لبعض الشعراء فى ذلك الوقت خاصة فى أوقات الظهيرة؛ فهو المتنفس لحى العرضة شمال فى نشاطه اليومي لاسواق مدينة أمدرمان ؛ حين يتزين ويتبرج السوق بموكب الحسان لشراء الذرة(العيش) للمحراكة؛ وقد صادف كثيرا حضور بعض الحسان اللاتي سحروا عيون الشعراء بالدهشة والجمال وأغوا قلوبهم بالسحر كما تغوي الورود الفراش برحيق عبيرها المتسارب بين جفون الزهرة فنتشى الشعراء شعرا خلد ذكرهن وطاف بهم الزمن عبر عيون الشعر طواف القدوم والإفاضة بحفظ أسرار العشق بين السعى فى محارب الجمال والحقيبة؛ والإحساس بالجمال عبادة؛ وهكذا ما بكيتُ أذ بكيتُ على النوى؛ ولكن الشوق الذى أدمى الفؤاد أبكاني.لقد بذّا الشاعر سيد عبد العزيز فى وصف صبية تحاشى أهلها عيون الشعراء؛ فستسرق الشاعر نظرة خلدها الزمان فنا عبقريا ….

لويحجبوا الأمر الصدر ماحجبوا دمعي الأنحدر

جاروا أهلك وجورهم أمر بالبعاد والأمِر الأمَر

في ديارهم حجبوا القمر

وهطل السماء يعطر مجلس على المك فى السوق وهو لا يزال فى نشوة التطريب والذكريات دون أن تمنعه حبات المطر من حالة المجذوب بحلقة ذكر شعراء الحقيبة تحت مظلة شجرة الحاجة الجاز عوض الكريم ….

  • ونواصل أن شاء الله لو مد الله فى الأعمار فى حضرة على المك وذكريات الحقيبة وسوق العناقريب بالموردة

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.