آخر الأخبار
The news is by your side.

أشلاء وطن: صراع الأجيال

أشلاء وطن … بقلم: عماد السنهوري

صراع الأجيال
الصراع الاجتماعي والسياسي الذي يحصل الآن في السودان بين الأجيال يوضح بما لا يدع مجال للشك اننا لا نسير في الطريق الصحيح؛ ولابد من وقفة للتفكير في غدا.

ما يحدث الآن من اختلاف في الرؤى بين جيل الشباب والجيل الذي يسبقه يوضح جلياً أن السودان مقبل على صراعات وتناقضات ، وأن الجيل القديم يفترض على الجيل الحديث أن يعيش رؤيته الانهزامية كما يراها ذلك الجيل انها الصحيحة ، وجيل الشباب يسعى الى تغيير مفاهيم وبناء قواعد وتحديث في طريقة الحياة ووضع قوانين تحكم سير الحياة الاجتماعية والسياسية والتي ستحدث طفرة في السودان وتجعل منه وطناً يعيش ويعتمد على نفسه وينمو بسرعة هائلة لما يتمتع به من موارد وخيرات طبيعية كثيرة وأيضاً يتم بزاد بشري مؤهل ومصمم على التغيير والتحديث.

الجيل القديم يتحدث عن تغيير جزئي والجيل الحديث يتحدث عن تغيير جزري وكامل ووضع لذلك أسباب النجاح وهي أولاً العدالة والقوانين والتفاكر والنقاشات والديمقراطية في اتخاذ القرارات ، كما يفترض الجيل القديم ان هؤلاء الشباب لابد ان ينصتوا لصوتهم لانهم يعتبرون انفسهم هم جيل الخبرة وهم الأكبر سناً والأعلم من هؤلاء الشباب الذين يسوقهم الحماس والمغامرة متناسين انهم عندما كانت بداياتهم في سلك طرق الخبرة كانوا شباب وكانت أفكارهم مثل أفكار هؤلاء الشباب ووضعوا ارجلهم في ذلك الطريق بصورة خاطئة ولم يكن متاحاً لهم ممارسة الديمقراطية بصورتها الصحيحة وبذلك لا يمكن ان نصفهم بأنهم أصحاب خبرة.

يكمن حل المشكلة التي تواجه البلاد الآن في تغيير طريقة التفكير والتصدي الى التحديات بعزيمة هؤلاء الشباب والثوار الذين مهروا ثورتهم بدمائهم الذكية وهاهي الأرقام تتحدث عن بسالاتهم وتصميمهم وعزيمتهم وتمسكهم برؤيتهم التي شخصوا فيها المشكلة ووضعوا لها الحلول القابلة للتنفيذ من خلال الميثاق الثوري لتأسيس سلطة الشعب والذي لم يتبنونه ويعتبرونه حل نموذج بالعكس تركوا الأبواب مشرعة للتفاكر وللتغيير والتعديل والحذف والإضافة وطرحوه الى جميع القوى السودانية بجميع اطيافها ولم يستثنوا أحدا منهم، ولكن للأسف الشديد الكبرياء والتعنت منعوهم حتى من الإشارة الى بطولاتهم وتضحياتهم التي انتجت ذلك الميثاق.

الحل الوحيد للخروج من الأزمة الراهنة هي في تبني وجهة نظر الشعب السوداني في الجلوس على مائدة واحدة فيها جميع القوى السياسية والاجتماعية ويستثنى من ذلك العساكر والمؤتمر الوطني وتفريعاته المختلفة، ومناقشة جميع المبادرات السودانية المطروحة في الساحة السياسية والخروج بمبادرة شاملة تجمع بين جميع المبادرات والتركيز على الميثاق الثوري لتأسيس سلطة الشعب المتوافق عليه انه صنيعة سودانية خالصة وتسمية ما يتم التوافق عليه والخروج به من مبادرة شاملة فيها جميع التوضيحات وتلغي جميع الوثائق والقوانين السابقة وتسمى (أمل السودان) ويتم التركيز على محاسبة ومعاقبة الانقلابيين في محاكم عسكرية عاجلة.

وبذلك نسير في الطريق الصحيح مصطحبين جميع الأجيال وجميع الأفكار مع العدالة في التوزيع وأن الأخطاء السابقة لا يتحملها الجيل القادم وانما يتحملها الجميع ويتم توزيع التنمية بتوازن وعدالة على جميع مناطق السودان المختلفة ومراعاة ما تم التوافق عليه في إعلان قوى الحرية والتغيير الصادر في الأول من يناير عام 2019م وجعله أساس للحل والوحدة بين كل أطياف المجتمع السوداني ، ولابد من يصحوا الشارع من غفلته وينضم الى لجان المقاومة هؤلاء الشباب الذين خرجوا مطالبين بالعدالة والحرية والسلام وطرحوا (الميثاق الثوري لتأسيس سلطة الشعب) فهذا الاسم يكفي ما يريده الثوار لبلدهم فأتمنى ان يتوافق الجميع ويتوقفوا قليلاً ليتصفحوا الميثاق الثوري وأنني على ثقة سيجدون فيه ما يسرهم ويسعدهم ففيه هؤلاء الشباب تبنوا قضايا جوهرية فيها حلول لجميع مشاكل الوطن مثل:

“قدرنا أننا الجيل الذي سيدفع تكلفة نهاية الانقلابات العسكرية ولن نؤجل هذه المعركة” ، كما قالوا في ميثاقهم الثوري: “لا شراكة مع القوى المضادة للثورة في السودان، ولا تفاوض على إبعاد المؤسسات العسكرية بالكامل من الحياة السياسية، ولا شرعية للأنظمة الشمولية، ولا مساومة على حق شعبنا في الحياة”؛ واقعاً يتداولها جميع الثوار الأحرار في السودان وجعلوها عادة حياة وتبنوها وتمسكوا بها؛ وستنتصر الثورة الظافرة الممهورة بدماء الشهداء وسيكون الخزي والعار والخذلان للعساكر الانقلابيين والمدنيين والشموليين واتباعهم، وسيسقط الانقلاب وسيعمل الثوار جاهدين لإصلاح مؤسسات الدولة لخدمة جميع افراد الشعب السوداني واستباب الأمن ووضع الكفاءة الصحيحة في المكان الصحيح كما جاء كل ذلك مفصلاً في الميثاق الثوري لتأسيس سلطة الشعب.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.