آخر الأخبار
The news is by your side.

الاقتصاد السياسي للسودان .. عصى موسى الاقتصاد

الاقتصاد السياسي للسودان .. عصى موسى الاقتصاد

بقلم: د. سبنا امام 

كثير من القادة السياسيين والاقتصاديين بل وحتى العسكريين ومؤخرا القوات دعميين باتوا يرددون انهم لا يملكون عصى موسى التي يضربون بها التضخم وسعر الصرف والبطالة والانكماش الاقتصادي ضربة لازب فتهبط الاسعار وترتفع قيمة العملة وتهبط معدلات البطالة ويرتفع معدل النمو وينتعش الاقتصاد وتدب الحياة في شرايينه التي سدتها ديون الصندوق ووظائفه الحيوية التي اهلكتها سنون العقوبات والمنع من ابسط الاحتياجات.

والحقيقة هي انا عصى موسى التي صنعت ما يعرف بدول معجزة النمو مثل فيتنام وكوريا والصين وغيرها حقيقة وليست خارقة من الخوارق التي لا تتأتى الا لنبي.

ان عصى موسى هي سياسة اقتصادية بسيطة كبساطة روشتة الصندوق ويمكن تلخيصها في سبعة نقاط فقط لا غير:

١- من ناحية السياسات الاقتصادية افعل عكس ما يطلبه الصندوق والبنك الدولي ليس فقط للسبب التقليدي وهو اعتقاد شريحة كبيرة ومرموقة من الاقتصاديين بعدم جدوى هذة السياسات وانما لأن الصندوق نفسه ينتمي لحقبة اقتصادية وسياسية انتهت واصبحت من الماضي فالعالم يتغير ونحن مقبلون على فترة ستتحكم فيها الحكومات في كل شيء بصورة تفوق ما كان حادثا في الاتحاد السوفيتي فالنظام الرأسمالي في نسخته العاشرة التي بدأت ابكر بكثير مما كنا نتوقع بفعل التقدم التكنولوجي الذي سيخلق ما يعرف (بالحكومة الاله) التي سوف تحصي عليك انفاسك بالمعنى الحرفي للكلمة وستمتلم كل شيء حتى ابناءك الذين هم في صلبك. وستشهد عليك الاشياء في بيتك ثم الملابس التي تلبسها واخيرا اعضاء جسدك .

وعليه فبدلا من البنك والصندوق يستخدم النظام الجديد الشركات الكبرى وعلى رأسها شركات التأمين وشركات الاتصالات والشركات الزراعية وشركات المليشيات التي ستحل محل الجيوش النظامية بشكلها الحالي فيما يعرف بعصر حكم الشركات وامن المليشيات.

كنت شخصيا اعتقد ان ذلك سيحدث في العام 2050ولكن ازمه كورونا مهدت الطريق لإجراء بروفا ولن يعود العالم الى ما كان عليه قبلها ابدا واي انسان يعتقد غير ذلك عليه ان يرجع البصر كرتين. فيسبوك وتويتر وسبيس اكس مثال لبدائل الصندوق والبنك الدولي وقريبا سيكون بمقدور هذه الشركات التحكم في مصير الدول لا بل رفع قضايا ضد دول وعديل حيدخلوا دول السجن (وهو ما استنكره نميري من قبل).

٢- فكك دولة المصالح المتجذرة واقم دولة المصالح التجميعية .

٣- اختر دولة قوية اقتصاديا وقلد نموذجها الاقتصادي شبرا بشبر وذراعا بذراع.

٤- تفوق عليها في نموذجها الذي ابتكرته.

٥- اعتبر كل شبر خارج حدود دولتك سوقا لمنتجاتك وافعل كل مايتطلبه الامر لجعلهم لا يستغنون عما تنتج (كل يتطلبه الامر حرفيا :دبلوماسيا عسكريا استخبارتيا دينيا لغويا فنيا وابدأ بالدول ذات الكثافة السكانية العالية.)

٦- احرص على ان لاتفقد ولو جزء بسيط من هذا السوق ولو كلفك الامر حربا.

٧- افعل كل ما ذكر اليوم قبل غد فالفرصة تتاح لدولة واحدة كل خمسين سنة لا تسألني كيف حسبتها فذاك حديث اهل الاختصاص ونحن هنا نكتب لغير المختصين فقط. المهم انو الفرصة متاحة الان للسودان.

اذا نجحت في الوصول لهذة المرحلة دون ان يتم سحقك ستبتكر قريبا نموذجك الخاص وسيتطلب ايقافك حربا يخسر فيها الجميع.

انا لا اعرف اي عصى موسى اخرى في الاقتصاد نقلت فعليا دولة من مستوى الاقل نموا الى اقتصاد ناشئ ومن ثمة دولة متقدمة غير النقاط آنفة الذكر.

(والا تفعلوه تكن فتنة في الارض وفساد كبير). الفتنة هي الاضطراب السياسي المفضي لحكم استبدادي والفساد هو الانهيار الاقتصادي والديون التي تنتهي في حسابات النخب ويسدد اصولها وفوائدها الشعب جيلا بعد جيل وهو لازمة من لوازم الاستبداد.

واخيرا لا يمكنك حكم وبناء دولة وانت لا تعلم كيف سيكون شكل العالم على الاقل لمئة عام قادمة وهو الخطأ الذي وقع فيه الرعيل ألاول حين نال السودان استقلاله لم يضعوا سيناريوهات لمئة سنة قادمة ومشوها بالبركة وسياسة رزق اليوم باليوم فكانت النتيجة ما نحن فيه اليوم.

وتذكر دائما في النظام الرأسمالي المقدس هو شيء واحد وواحد فقط؛ “الأقتصاد”.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.