رؤى ملونة .. بقلم: هدي حامد .. دعوة لنبذ العنف
رؤى ملونة .. بقلم: هدي حامد .. دعوة لنبذ العنف
أتمني أن يكون موضوع خطبة اليوم بمساجد العاصمة والولايات الحديث عن سماحة الدين الإسلامي ودعوته الى التعاضد والتراحم والبعد عن إثارة النعرات القبلية والجهوية وأهمية قبول الآخر ونبذ الكراهية والعصبية والتشرذم كما كان يعيش السلف الصالح وبما جاء به الهدي النبوي الشريف.
فالذي حدث بمنطقة شرق النيل من نزاعات وعصبيات عفا عنها الزمن بانتهاء التكتلات على أسس قبلية في العالم الذي نما وتطور وفاتنا بسنين ضوئية،فضلا عن ما أحدثته ثورة ديسمبر المجيدة عبر هتافات “يا عنصري ومغرور كل البلد درافور”وغيرها من قيم وطنية وانسانية؛ تسمو فوق القبلية والجهوية الضيقة خير مثال لمبادئ إنسانية عظيمة تدعو أول ما تدعو لنبذ الكراهية والعنف وعدم الإعتراف وقبول الآخر والعيش بسلام ومحبة في وطن يسع الجميع غض النظر عن الدين والعرق والنوع.
مشكلتنا التي يجب أن نعترف بها،أننا ومنذ أو قبل تأسيس الدولة السودانية غالبا ما نتمترس حول القبلية أو الطائفة والجهة مما أدي لفشل إدارة الدولة السودانية وفق مبدأ الوطنية واستصحاب الهوية السودانوية كاملة دون الوجهة العربية أو الأفريقية أو القبائل والبطون والبيوت،إلا أن هذه العصبيات لم تأتي للسودانيين بخير إذ أن النزاعات والحروبات سادت وانتشرت بصورة تدعو للشفقة.
معروف أن السودانيون المسلمون يعتبرون الإسلام أسلوب حياة ولسان حالهم يقول: أبي الإسلام لا أب لي سواه.
لذا فإن الأئمة والدعاة لهم وزن وتجلة تجعلهم من ضمن قادة الرأي في التوعية وإصلاح المفاهيم فهل فعلوا من خلال خطبة الجمعة لرأب الصداع ورتق النسيج الاجتماعي وإصلاح ذات البين.
جمعة مباركة علي الجميع
