آخر الأخبار
The news is by your side.

الشيخ خالد بن ناصر آل ثاني لجنات الخلد .. من دفتر ذكرياتي

الشيخ خالد بن ناصر آل ثاني لجنات الخلد .. من دفتر ذكرياتي

بقلم: عواطف عبداللطيف

اللهم أمطره برحمتك وغفرانك وأسكنه الفردوس الأعلى مع الصديقين والشهداء أحد العلامات البارزة في سجلات الأعمال الانسانية الخيرية وأنا أقلب كعادتي في صحف السبت ٢٤ اكتوبر ٢٠٢٠ فاذا بكثير صفحات تنعي طيب الذكر الشيخ خالد بن ناصر بن حمد بن عبدالله آل ثاني والذي غادر الفانية عن عمر السابعة والخمسون رصعه بجلائل الأعمال ودون من ولا أذى وصلى عليه بعد صلاة الجمعة بمسجد محمد عبدالوهاب بالدوحة …

رجعت بي الذكريات لأكثر من عشرون سنة كنت أرابض لمقابلة مسؤول حاولت السكرتيرة إثنائي ووقتها لم يكن لدي ما أخسره مقابل أيجاد نفق لأضاءة شمعة في درب أرتضيناه في وقت لم تكن كثير من المؤسسات تمارس ما تعرف بالمسوؤلية المجتمعية تعاهدنا مجموعة صديقات لتلمس دروب العمل الانساني.. صبي في مقتبل العمر جلس وهو بكامل حيويته ونشاطه لأداء أختبار الرياضيات للشهادة الثانوية وقبل أن ينتصف الوقت نزف بأنفه وفمه تبللت ملابسه وأوراقه بالدماء وبحنكة المراقب وادارة المدرسة تم إجلاءه بسرعة للمشفى .. زرته دون معرفة سابقة و نقلت لزميلاتي قصة الزائر الخفي ” السرطان ” وبحماس تعاهدنا أن نمد أيادينا وهدانا تفكيرنا طلب قرض مشترك ودون فؤائد مساهمة لتسفيره للخارج …

في قمة تداخل المشاعر والضيق انتظاراً لمقابلة المسوؤل وأنا أقلب أوراق التشخيص وتراودني مخاطرة الإلحاح عند مسوؤل نافذ قد يكون عقابه إنهاء خدماتي يرن هاتفي .. و يرن بإصرار … رقم مجهول .. ارد بتوتر يسألني عن أسمي اؤكد .. بتواضع ذكر أسمه وبدون ألقاب وحينما أحس عدم استيعابي ذكر أن مندوب سيلاقيني لأيصال أمانة ..

لم تمر دقائق فاذا عطاء مقدر أختلطت دموعي بالدعاء ولله الحمد تيسر انزال المبلغ بحساب والدته وتسليم المندوب نسخة الإيداع فمريضنا يتيم الأب والتقرير الطبي يقول أن الحالة عاجلة وحرجة .. تجسم لمجموعتنا أن المحسن طيب الذكر هم من عناهم العلي القدير بقضاء حوائج الناس اللهم أدفقها عليه رخاءا سخاءا وأنر قبره وأكرم نسله وصبر زوجه المكلؤمة وأخوته وعشيرته وأجعل البركة والخير في هذا البلد وأهله النبلاء اللذين يتدافعون للبذل والعطاء الأنساني ولكفكفت دموع الموجوعين والأيتام والأرامل والمرضى ..

ووقتها زاد يقيني أن الانسان المجبل علي الخير يسخره العلي القدير ويصنع له ألابواب ويفتحها له وينير نوافذها وأنا أبحر في هذه المحطة الملهمة وأقلب دفتر ذكرياتي سيطرت علي حيرة وقتها من أين لهذا الرجل الشهم أنار الله قبره معرفة هذا الوجع ليسارع بماله فاذا وبعد أسبوع تقريبا يأتيني أتصال من أخت كريمة قدمت لي نفسها بأنها معلمة درست هذا الصبي وهو أبن الأربع سنوات وهكذا ترابطت الخيوط وأحسب أنها جزاها الله خيرا من عناهم الشاعر المبدع احمد شوقي في قصيدة ملهمة للأجيال” قم للمعلم وآفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا ” فالمعلم ما هو قلم وكراسة بل بذر للقيم والأخلاق النبيلة فقد نقلت هذه المعلمة قصة معاناة يافع داهمه السرطان .. لرجل معطاء كريم رحمة الله تغشاه وكل موتانا وموتى المسلمين وتقبل الله عطاء كل الخيرين.. ويزيد أيماننا أن المؤسرين الخيرين ما هم إلا أداة يسخرها الله لدروب الإحسان والبذل لمن في قلبه أيمان .

اعلامية وكاتبة
Awatifderar1@gmail.com

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.