آخر الأخبار
The news is by your side.

العصب السابع … بقلم: شمائل النور .. الجيل “الحالم”..!

العصب السابع … بقلم: شمائل النور .. الجيل “الحالم”..!

كعادته، كلما أصدر بيان أو صرح بحديث يعلن فيه موقفه من قضية ما، يفجر الساحة بالجدل، الإمام الصادق المهدي؛ رئيس حزب الأمة القومي، أعاد الجدل مجددا في أعقاب بيان أصدره بعد التعديل الوزاري، وأبرز ما جاء في البيان وأثار كل هذا الجدل هو تصنيفه لتيارين يتصارعان في إدارة الثورة التي أطاحت بالبشير.

وفي رأيه أن هناك تيار “حالم” وتيار “راشد” مع وضع نفسه ضمن التيار الراشد، والتيار الحالم حسب توصيفه هو التيار الثوري بينما التيار الراشد وحسب توصيفه أيضاً هو ما يُطلق عليه تيار الهبوط الناعم.

مواقف المهدي محفوظة وموثقة ومعلنة وهي منطلقة من حكمته الشهيرة “من فش غبينته، خرب مدينته” وفش الغبينة هنا المقصود به التغيير عبر الثورة.

يتفق مع المهدي تيار سياسي تبنى بشكل معلن سياسة الهبوط الناعم والتي ضربتها ثورة ديسمبر في مقتل، وإن كانت مقاومات هذا التيار لا تزال مستمرة وسط القوى المدنية ووسط القوى العسكرية.

وهذا جدل مستمر لن ينتهي.

لكن التصنيف الذي جاء في بيان المهدي، هو ليس صراع سياسي بين القوى المتحكمة في المشهد، أو الفاعلة في الساحة السياسية. ليس هو مجرد صراع بين قوى تقليدية وقوى تدعي الحداثة.

هو بالضبط صراع بين جيلين، في كل الأحزاب وكل القوى السياسية والمدنية الفاعلة، وفي المجتمع وفي البيت الواحد.

ثورة ديسمبر فجرها جيل في عمر أحفاد دعاة الهبوط الناعم، وقادوا هذه الثورة مواجهين آلة القمع الوحشية لنظام البشير وحدهم، فتيات وفتيان أظهروا جسارة مذهلة وشجاعة لا مثيل لها وإصرار مدهش.

هؤلاء لا يقبلون أنصاف الحلول، ولا تُمرر فيهم التسويات السياسية، لأنهم أرادوا التغيير فعلاً وليس شعاراً.

هذا الجيل الذي وُلد ونشأ وترعرع في عهد الإنقاذ جيل محرر بشكل كامل من ولاءات الأحزاب والتنظيمات وقداسة الشخوص، ولاؤه فقط لثورته وشعاراتها وشهدائها.

هذا الجيل ليس “حالم”، هو جيل ثوري وصادق في ثورته ومخلص لها، ولأنه بلا أطماع سلطة أو حكم فيبدو أن لا كبير له إلا الثورة.

بالتأكيد هذا مهدد حقيقي لجيل حاز على امتيازات على المدى الطويل، وسيطر على الفعل السياسي وقرار البلاد على مدى عقود، والآن هو تحت تهديد حقيقي من هذا المد الثوري.

هو صراع أجيال أكثر من كونه صراع بين تيارين سياسييين.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.