اليونيسيف تمول دورات تدريبيه عبر مكتب المساءلة المجتمعية لذووي الاحتياجات الخاصة بولاية القضارف
اليونيسف تموّل دورات تدريبية عبر مكتب آلية المساءلة المجتمعية لدعم وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية بولاية القضارف
القضارف: شبكة سوداني بوست الإخبارية
تقرير: سبنا شعبان
في خطوة رائدة نحو الدمج والتمكين، دشّنت جمعية “من أجلهم” للإعاقة الذهنية بالتعاون مع منظمة اليونيسف عبر مكتب آلية المساءلة المجتمعية، ظهر اليوم بقاعة كلية تنمية المجتمع بجامعة القضارف، الدورة التدريبية الخاصة بـ صيانة الهواتف الذكية، بمشاركة (20) متدربًا من فئة الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية من سن (18) فما فوق.
تهدف الدورة إلى إكساب المشاركين مهارات مهنية وتقنية تساعدهم على الاندماج في المجتمع وتعزز اعتمادهم على أنفسهم كمساهمين فاعلين في التنمية.
وخلال حفل التدشين، أكد المدرب عبد العظيم طه أتيم أن تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية لم يعد خيارًا اجتماعيًا فحسب، بل ضرورة إنسانية وتنموية تفرضها تحولات المجتمع. وقال:
“اختيار هذه الفئة لم يأتِ صدفة، بل من قناعة راسخة بأنهم قادرون على التعلم والعمل متى ما توفرت البيئة المناسبة. التدريب على صيانة الهواتف يفتح أمامهم بابًا جديدًا نحو الاستقلال المادي والاعتماد على الذات، وهو نموذج عملي لترجمة مفاهيم الدمج إلى واقع ملموس.”
وأضاف أن التدريب المهني يمثل وسيلة فاعلة لكسر الحواجز النفسية والاجتماعية، مؤكدًا أن هذه الفئة لا تقل عن غيرها في القدرات، وإنما تحتاج إلى فرصة حقيقية لتمكينها.
من جانبها، أوضحت نجوى صالح سيد المولى، مديرة جمعية “من أجلهم”، أن الدورة تأتي ضمن مشروع متكامل للتمكين والدمج المجتمعي بولاية القضارف تحت مسمى “مشروع دعم وتمكين وحماية الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية”، والذي تنفذه الجمعية بتمويل من مكتب آلية المساءلة المجتمعية بمنظمة اليونيسف.
وقالت نجوى إن المشروع يهدف إلى تحويل مفهوم الرعاية إلى تمكين حقيقي عبر تدريب وتأهيل المستفيدين من الفئة المستهدفة لامتلاك مهارات عملية تمكّنهم من الاعتماد على الذات والانخراط في المجتمع بكل مكوناته الحياتية .
وأضافت:
“هذه الدورة التدريبية في صيانة الهواتف الذكية وُجهت خصيصًا لشريحة الشباب من ذوي الإعاقة الذهنية لما تمتاز به من طابع عملي يفتح أمامهم فرصًا واقعية للدمج في المجتمع. لدي ابن من ذات الفئة، وأؤمن بحقهم الكامل في التعليم والتمكين وفقًا للاتفاقية الدولية التي صادق عليها السودان. هذه هي الدورة الثانية ضمن مشروع التمكين، ونسعى لاحقًا لتنفيذ دورة موجهة للمعلمين لتطوير أساليب التعامل التربوي والإنساني مع هذه الفئة.”
وأكدت أن السودان من الدول الموقعة على الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، مما يُلزم المؤسسات التعليمية والمجتمعية بتوفير بيئة دامجة تتيح فرصًا عادلة للجميع.
في السياق ذاته، أوضحت الأستاذة نسرين عثمان العوض، الأمين العام لجمعية “من أجلهم”، أن المشروع يستمر لمدة شهرين، ويستهدف تدريب (20) من الذكور و(30) من الإناث عبر ست دورات تشمل: صيانة الهواتف الذكية، المخبوزات، والأعمال اليدوية.
وقالت:
“المشروع يهدف إلى دعم وتمكين وحماية الأشخاص ذوي الإعاقة، الذهنيه، بولايه القضارف .. جمعيه من اجلهم للاعاقه الذهنيه الجهه المموله مكتب اليه المساءله باليونسيف بتمويل من يونيسيف وسيتوّج ببازارات ومعارض لعرض منتجات المتدربين، تأكيدًا لقدرتهم على الإنتاج والعطاء والمشاركة في التنمية المجتمعية.”
كما عبّرت إحدى الأمهات المشاركات عن سعادتها بهذه الخطوة، قائلة:
“ابني نشِط واجتماعي بطبعه، وأنا متفائلة جدًا بأن هذه الدورة ستطور مهاراته وتزيد من ثقته بنفسه. أشعر أن الفرصة الحقيقية بدأت له اليوم.”
وبهذا تمثل مبادرة جمعية من أجلهم للإعاقة الذهنية بالشراكة مع منظمة اليونيسف، نموذجًا عمليًا لكيفية الانتقال من الرعاية إلى التمكين، وإتاحة الفرص المتكافئة للأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية ليكونوا جزءًا فاعلًا من عملية التنمية في السودان.
![]()