آخر الأخبار
The news is by your side.

ومن يحدث ملح الأرض ويكفف دموع الموجوعين

ومن يحدث ملح الأرض ويكفف دموع الموجوعين

بقلم: عواطف عبداللطيف

ما أن تفتح التلفزيون إلا وتجد رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك متسيدا للشاشة في مقتطفات من خطبه .. وأمسية الجمعة ١٦ اكتوبر ٢٠٢١م اضيف خطاب مدبج بعشر بنود سياسية من الطراز الاول .. وهناك في الفضاءات تحلق مبادرته التي اطلقها منذ شهرين تقريبا ” تحصين المسار الانتقالي الديمقراطي الطريق للامام ” بسبع محاور وسار بها لبلدان العالم وتجمعات الزولات من المهاجرين والمغتربين جمع من المبشرين والشارحين لمضامينها السياسية.

حزمت كل هذه الخطب السياسية المنسابة وكانها تتدفق من مغزل حريري شديد النعومة بيد احترافي بالكاد يؤشر باطراف يديه في بعض العبارات القوية .. ليسمعها شعبا ثائر بفطرته وتراكمات اوجاعه.

وفي الجمعة الاكتوبرية اضيف خطاب لحمدوك و بث وسط لهيب مشتعل هناك بشرقنا الحبيب … وبور لرائحة بارود هنا وهناك بعضه تسعة طويلة واخريات دواعش ومحاولة انقلابية وكثير منه اوجاع اوجاع في مفاصل الحياة المعيشية لملح الارض والغبش الميامين اللذين لا وقت لهم لسماع هذا وذاك.

خطاب د . حمدوك لم يبث مباشرة بدمه وعظمه بل مسجلا وعن بعد .. فجاء باردا لان شباب الثورة وكنداكاتها الكثر لم يلامسوا وجه حبيبهم حمدوك وجها لوجه فقد صنع الخطاب من خلف الكواليس وبايادي كوكبة من المستشارين هم ليسوا ما كان يطلق عليهم ” شلة المزرعة ” … لا … لا …هؤلاء غير.

قطار عطبرة وحده حينما يفج عبر الفضاءات يملاؤها حماسا وحيوية تتناثر في وجدان المشاهدين وتملا جوانحهم بعزيمة واصرار للتغيير ” حرية .. سلام .. عدالة ” وترجعهم لمرابض ثورتهم وعنفوانها والتي سالت في ساحاتها الدماء مدرارا فامتلك ناصية الحماس والالق الشيبة والصبايا اطفال الشوارع وستات الشاي … المعلم ..والامهات العجزة .. سكان الملاجىء ومن التحفوا الجوع والعطش .. ومن تدثروا بالسديري والطاقية .. وهناك في الحيشان وتحت التبلدية وضل الضحى تحت نخلة ودومة ود حامد وحسن ومحمد حسن وعايشة وفطومة كل هؤلاء الغبش هم ملح الارض والذين تتجاهلهم الخطب المصنوعة خلف المكاتب شديدة البرودة .. ومن ايادي لابسي الكرفتات الحريرية ساكني القصر.

يا تري من يحل مشكلة الشرق … ومن يسقي عطشي وجوعي ضعاف القوم … من يمدد للمرضي محاليل الدواء وحبوب الانسلين … من يعبي جرعات الحليب لاطفال ولدوا ليلة الامس ومن يهدهد بكاء من ذهبت امهاتهن لظلال الاشجار ومواقد بيع الشاي … من يحرك آلة المصانع ومن يغرس البذور في بلد تقول كل صفحات تاريخه انها غنية باراضيها الخصبة ومياهها المتدفقة وشمسها الساطعة وذهبها ومعادنها المدفونة.

المواطن السوداني الاغبش ابن الارض وملحها يريد من يحقق له الامن والسلام … ويوفر له الدواء ولقمة العيش .. يريد الكتاب المدرسي وانبوب الدواء .. بربكم من يحدث الزول الاغبش ويسمع انينه .. من يخفف دموع الموجوعين .. ومن يحقق ” العدالة والحرية والسلام ” شعارات ثورة ديسمبر المجيدة المختطفة من بعض ساكني القصر واللذين باتوا يحجبون حتى حبيبنا حمدوك ليحدث اهله وناسه بخطابات مسجلة بها نقطة وشولة خطاب حمدوك ليلة الجمعة الاكتوبرية برؤيته العشرة وضع النقاط فوق الحروف نعم … هو خطاب سياسي معتق نعم … لكن التحدي الاكبر كيف تكون المعالجات كيف نحول تلك الافكار الي افعال لتسكن باطن الارض….لصناعة المعالجات لاوجاع الناس والامهم حقيقه الناس شبعوا منً الكلام والخطب الرنانة .. الغبش محتاجين تطبيقات وافعال علي الارض .. محتاجين تحريك لالة الانتاج وفتح افاق العمل للشباب وتفعيل طاقاته للعلم والمعرفة والعطاء .. وليس التسكع تحت الاشجار والاستماع لاحاديث معلبة انزلوا للشارع وتلاحموا مع الغبش .. واصنعوا المبادرات العملية.  
Awatifderar1@gmail.com

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.