آخر الأخبار
The news is by your side.

وماذا بعد اللائحة السوداء؟ بقلم: شمائل النور

دعوة من واشنطن للجيش السوداني للمشاركة في مؤتمر مكافحة التطرف العنيف، الدعوة موجهة لرئيس الأركان المشتركة، كمال عبد المعروف، عطفاً على الدعوة للمشاركة في مؤتمر اتحاد الجيش الأمريكي، ومنتظر أن يلبي السودان الدعوة للمشاركة في المؤتمر المحدد له أكتوبر المقبل.

هذا النشاط العسكري بين البلدين، في الإطار العام يأتي مع التوجه الإقليمي والدولي لمكافحة الإرهاب وللخرطوم ثقلها في هذا الصدد. وفي الإطار الخاص يأتي المؤتمر أو المشاركة فيه قبيل أو تزامناً مع بداية المرحلة الثانية من الحوار بين الخرطوم وواشنطن، والمخصصة بشكل محدد لبحث إزالة اسم السودان من لائحة الإرهاب الأمريكية.


في المرحلة الأولى قادت جهود الخرطوم إلى انتزاع قرار برفع العقوبات وتأجيل ملف الحريات وحقوق الإنسان للمرحلة الثانية، وهي المعركة الأهم وذات النتائج الملموسة، إذا ما حدث تحوّل حقيقي في الداخل يمهد لاغتنام الفرصة التاريخية، لأن إزالة السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب هي الخطوة الحقيقية نحو فعل شيء ملموس ومؤثر.


لا تبدو الولايات المتحدة متشددة في ملف الحريات وحقوق الإنسان مقابل شطب اسم السودان من اللائحة السوداء، وهذا بدأ مبكراً منذ المرحلة الأولى والتي قادت إلى رفع العقوبات الاقتصادية وطرحت السؤال المهم “ما الثمن الذي دفعته الخرطوم”..سوف تظل ملفات الحريات، الديمقراطية وحقوق الإنسان أوراق ضغط مرفوعة على الدوام متى ما تطلبت الحاجة ذلك.
مشاركة رئيس الأركان المشتركة في مؤتمر مكافحة التطرف العنيف في أكتوبر المقبل، سوف تكون بمثابة تحديد اتجاهات الصفقة القادمة. هذا المؤتمر الذي يرتبط موضوعه بشكل وثيق مع اللائحة التي يتطلع السودان للخروج منها، سوف يضع المؤشرات النهائية لما سيكون عليه الحوار بين الخرطوم وواشنطن في مرحلته القادمة.


كل المؤشرات السابقة تشير إلى قرب إزالة اسم السودان من لائحة الدولة الراعية للإرهاب، ووفقاً لمعلومات من بعض المنظمات شديدة المعارضة لحكومة الخرطوم فإن الولايات المتحدة الأمريكية سوف تتجه نحو إزالة اسم السودان من اللائحة السوداء، ما لم يستجد جديد.


لكن إذا ما سارت الأمور باتجاه إزالة السودان من اللائحة فما المكاسب التي سوف تُجنى من ذلك، إذا لم يتم الإصلاح الحقيقي من الداخل، سوف يصدم الناس كما صدموا بقرار رفع العقوبات الاقتصادية والذي اتضح خلال فترة وجيزة أنه لا يساوي الحبر الذي وُقع به، فلم يحوّل السودان إلى جنة الله في الأرض كما كانت تروّج مؤسسات الدولة على الدوام.


الخلاصة أنَّ المعركة التي ستخوضها الحكومة في واشنطن خلال الأسابيع القادمة أشبه بالحرث في البحر، فلم يعد مؤثراً رفع عقوبات أو فرض المزيد من العقوبات، لأنَّ الوضع في الداخل بات مستقراً في أدنى مراتب السوء.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.