آخر الأخبار
The news is by your side.

وداعًا… علاء الدين سعيد.

وداعًا… علاء الدين سعيد.

انقطع اليوم حبل متين من الذكريات، كان عم علاء رفيقًا لأبي لسنوات طويلة، من أبو جارة إلى جبيت إلى كرري إلى الكلاكلة صنقعت، إلى سنوات الاغتراب.
عاشا معًا في نفس الأماكن ونفس الظروف، جمعهما حُب مشترك وشغف مشترك ومصير مُشابه، كيف ارتبطت علاقتهما لهذا الحد؟ وكيف مضت بهما رحلة الحياة؟.
كان عم علاء حكاء لا يُمل، (وأنا المُولْع بالحكايات)، في حديثه لذّة لا تنتهي، وعلى ضفافه يفيض نهر الحنان.
كُلّما جلست على شاطئ ذكرياته اجد متعة لا حد لها، استلقي سعيدًا على رمل اللهفة وانصت له، يحكي لي عن ذكرياته مع أبي، يحني رأسه احيانًا؛ ثُمّ يزهو فاردًا جناح السرد، يحكي بلوعة، ويُحلّق بعيدًا كنورس حزين، كان يقرأ في عيوني رغبتي في البحث عن أبي بين ملامحه، كان يحكي وكنت استجديه للمزيد، يُعرّج احيانًا لحكايات عديدة، واطلب منه أن يحكي لي عن ذكرياته مع أبي دون توقف، عن حياتهما وعن عنفوان الشباب، كنت أرى فيه وجه أبي محفورًا على تجاعيده، شيء ما بين خطوط التجاعيد يشدّني إليه ولا ينقطع، ربما شغفي الهائل بحكاياته، بروح الدعابة ونكهة المِزاح، أو تلك الإلفة العجيبة التي تسري بيننا، أو ذاك الرواء الذي ينسكب منه ويتدفق دون انقطاع.
كان عم علاء شديد الاعتزاز بتاريخه، لطيف كنسمات الصباح، طيب القلب، رائق المِزاج، كان قصة تمشي بين الناس، حكاية جميلة كحكايات ألف ليلة وليلة، كان فارسًا مُدجّجًا بالعبق؛ خرج من رحم التاريخ، ليروي لنا حكايات لا تُمل ولا تنتهي.
رحل عم علاء، فقدنا اليوم رجلًا حنونًا؛ ساحر الإلفة، نبيل الصفات، وداعًا عم علاء، وداعًا يا أبي، وداعًا يا جميل.

المعز عبدالمتعال سر الختم
19 سبتمبر، 2022
نيوبريتن، كونيتيكت
الولايات المُتّحدة الأمريكية

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.