آخر الأخبار
The news is by your side.

وئام كمال الدين تهدي الشارع “ثورة وحيد القرن”

وئام كمال الدين تهدي الشارع “ثورة وحيد القرن” …

بقلم: رشا عوض

مساء السبت، في مقهى رتينة الأنيق، احتفلت الشاعرة وئام كمال الدين وسط أسرتها واصدقائها وصديقاتها بصدور ديوانها الأول “ثورة وحيد القرن .. سلمية ضد الحرامية” عن دار الأجنحة للطباعة والنشر والتوزيع، وسوف يكون تدشين الديوان في أبريل المقبل.

قصائد وئام التي قرأتها بين دفتي ديوانها الفخيم هي موجات من العذوبة تدخل القلوب بهدوء وتفتح في النفوس نوافذ على الوطن برحابته وجماله المعشوق:

“سألتك بالذي سواك لوحة تمثل الأجمل

سألتك بالذي نحتك

تصاوير في جدار الروح

أيا أعظم جدارية”

، ومن نافذة الوطن ترنو القصائد بحب ورجاء الى شارع الثورة بكل ما فيه من احلام وآمال، من جراح وآلام، من تساؤل وتفاؤل، تحلق الكلمات رشيقة شفيفة في تجوال لطيف في الشارع الرئيس والشوارع الفرعية!

قصائد الديوان حدَّقت في شارع الثورة قبل ان يخرج الثوار ، حدقت فيه راجية : “الثورة انتظار(برجاكِ):

نشفتي ريق الغيم

خليتي ارضي تبور

لا لاح نسيمو هواك

لا برقو ولد نور

…………………

رغم البعاد الطال

رغم العطش والجوع

والباطل اللازال

والمافي والممنوع

كذبت يوما قال

حبل العشم مقطوع

وفعلا لم ولن ينقطع حبل العشم !

أهدت وئام ديوانها للشارع قائلة:

الى الشارع وهو يثور ويهدأ

يُخطئ ويتعلم

يكبر وينمو ويتطور ويتنفس

ويغني ويهتف بسلمية

الى الشارع الحي .. وحيد القرن

ان استدعاء رمزية وحيد القرن في الحديث عن ثورة الشعب السوداني يحمل دلالات ومعاني عميقة وملهمة من عدة زوايا، فلو نظرنا من زواية أهداف الثورة التأسيسية فإن رمزية وحيد القرن تعيدنا الى فجر الاستقلال عندما كانت صورة هذا الحيوان مطبوعة على العملة الوطنية(وكان يفترض ان يرسم على علم الاستقلال) باعتبار وجوده في جنوب السودان ميزة تفرد بها التنوع الاحيائي في بيئتنا قبل ان تدمرها الحروب! وقبل ان نتنكر للرموز الوطنية الأفريقية ونندفع تجاه رموز القومية العربية فنغير علم الاستقلال المحبب الى نفوسنا! ولو نظرنا من زواية التحديات الكبيرة امام الثورة فإن وحيد القرن يواجه تحديا وجوديا كبيرا ، في 2018 عام الثورة، لفظ آخر ذكر متبقي من وحيد القرن الأبيض أنفاسه الأخيرة في محمية طبيعية بكينيا يوجد فيها اثنان من إناث هذا النوع! والأمل الوحيد المتبقي للعلماء هو بويضات مجمدة يخططون لتلقيحها صناعيا وزرعها في ارحام الاناث عسى ان يعود هذا النوع الى الطبيعة!

ولو نظرنا من زاوية رعونة الأعداء المتربصين نجد ان الطمع في القرن الثمين لوحيد القرن هو سبب تكالب الصيادين الجائرين الذي اوصله الى حافة الانقراض!! كما يتكالب على الثورة السودانية من هو أكثر غلظة وقسوة من الطامعين الذين يرغبون في احتكار ثروات البلاد وان ادى ذلك الى قتل شعبها وتدميرها!

وربما احتمل الأمر معنى مجازيا يستلف الاسم لوصف هذا الجيل الثائر المتفرد الوحيد في قرنه الحادي والعشرين!

أتمنى ان تثابر الشاعرة ذات الوعي الثوري الرفيع وئام كمال الدين في تدوين كل قصائدها بالعامية السودانية وبالعربية الفصحى، فشعرها يفيض جمالا ووطنية وثورية.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.