آخر الأخبار
The news is by your side.

هل هي كيانات مستقلة أم لها أدوار تكتيكية 2-2 التحالفات السياسية…. الحقيقة الغائبة والخطوات المنتظرة

سودان بوست: الخرطوم

حزب البعث : المعارضة خشم بيوت وتحالف غازي صنيعة النظام

عمر الدقير: كل التحالفات المعارضة للإنقاذ تعاني من قصور ينتهي بتصدعها
محمد المهدي: التحالف الأخير سلطوي ويهدف لمنح الانتخابات نوعاً من النزاهة
قوى الإجماع: تحالفات تدعي المعارضة وتطلع على أكتافها للسلطة
تحالفات تعمل على بقاء النظام وأخرى تتساقط بمجرَّد دخولها السلطة

تحقيق: سهام صالح – معاوية عبد الرازق

تحالفات عديدة وانقسامات شهدتها الساحة السياسية بالبلاد خلال التاريخ الحديث حيث ظهرت خلال الثلاثة عقود الماضية، أسماء لتجمعات بعضاً منها عسكري وآخر سياسي، تلك التحالفات تباينت وارتفعت وتيرة حراكها قبل وبعد الانتخابات فاتجه بعضها لتشكيل تكتل معارض مثل قوى الإجماع الوطني ونداء السودان وأخرى مضت باتجاه اليمين حاملة الصبغة الإسلامية منها (قوى المستقبل)، واللافت في الأمر اتجاه رئيس تحالف قوى المستقبل ومؤسس حركة الإصلاح الآن الدكتورغازي صلاح الدين العتباني لتأسيس تحالف جديد برئاسته تحت مُسمى 2020 الأمر الذي أنتج عدداً من التساؤلات عن جدوى التحالف الرابع المنسلخ من الحزب الحاكم والتنسيق مع أحزاب معارضة وحركات مسلحة وهو مادفع مناصري النظام لاتهامه بقيادة مخطط من خلال جمع المعارضة بغرض تشتيت الأصوات ومضى البعض لأكثر من ذلك قائلاً: إن هناك أدوار تم إسنادها للرجل ليقوم بها في توقيت معين لمصلحة بعض الكيانات، فهل يبدد تحالف 2020 تلك الاتهامات في الانتخابات المقبل أم يرسخها؟
تسلق ونفاق
التحالفات تقوم نتيجة لتطورات الأوضاع السياسية بالبلاد وتكون ضد الأنظمة الدكتاتورية كما أنها تتبع برامجاً محددة هكذا بدأ الناطق الرسمي بحزب البعث العربي الاشتراكي ورئيس لجنة الإعلام بتحالف قوى الإجماع الوطني محمد ضياء الدين، مواصلاً: بعض الأحزاب انفضت عقب اتفاق القاهرة 2005م ومشاركتها في السلطة التنفيذية والتشريعية مثل التجمع الوطني الديمقراطي، وعقبها قوى الإجماع وتحالف نداء السودان وتساقطت بعض الأطراف داخل النظام باعتبارها إصلاحية، وما يفرز التحالفات عن بعضها هو الموقف السياسي الذي تتخذه فهناك تجمعات تعمل على بقاء النظام وأخرى ترتكز على موقف وطني ثابت، والمعارضة نفسها خشم بيوت وكل تحالف لديه وسائل وغايات تلتقي في النهايات وتختلف في الرؤية، ومن المهم بناء تحالفات تقوم على أساس الإجماع بهدف لايمكن إنجازه أو تجازوه دون شراكة والمعلوم أنها ظاهرة عالمية وانتقالها للسودان له تأثير، فهناك ما هو مرتبط بالمصالح العليا للوطن وهي ضرورة فرضها الواقع، وهناك كيانات تنتهي بمجرَّد مشاركتها للسلطة وعند سؤال (الأخبار) هل تنتهي المعارضة عقب المشاركة والمحاصصة؟ أجاب ضياء الدين: ليست معارضة، بل تحالف يطلع على أكتاف المعارضة للسلطة، وهناك مدعين وتحالفات غضبانين يهدفون للدخول والرجوع إلى السلطة، فتحالف 2020 قائم على الوزنة الانتخابات ومنح شرعية للسلطة وهي صنيعة النظام، إذ أن مشاركتها تجئ في ظل مقاطعة متوقعة، وعن الشخصيات التي تفكر في التغيير من الخارج اعتبر أنهم جزء لا يتجزأ من النظام وإدعائهم لا يعني وجودهم على خانة المعارضة، فهذا مجرَّد اختلاف على الثروة والسلطة كما أنهم يلعبون أدواراً فهم من أسسوا الفشل وأسقطوا السلطة المنتخبة في 30 يوليو، وأي إدعاء منهم بهدف المشاركة في انتخابات 2020م مقابل توفير حفنة من المقاعد في السلطة ولا استبعد تلاشي التحالف عقب انقضاء الانتخابات، فالحزب الحاكم حريص على إيجاد معارضة تدعمه خلال المشاركة، وعما قدمه قوى الإجماع يقول ضياء الدين: على الأقل اتخذ موقفاً وطنياً صحيحاً وناضل وقدم شهداء، ومفصولين يكفينا فخراً أننا متمسكين بالمبادئ حتى لو لم تكن النتائج في مصلحتنا، وإسقاط الحكومة غير معنيين به وحدنا وهي مهمة وطنية ونعمل على كشف وتعرية النظام، وأي معارضة تعترف بالحوار وتشارك الوطني في سلطته تحالفات لن تصمد أمام الموقف الوطني الذي سيجتاح البلاد.
قصور وفشل
عمر الدقير رئيس حزب المؤتمر السوداني قال: أما العمل الجبهوي أو التحالفي هو سبيل الشعوب الوحيد للخلاص عندما تتسلط عليها أنظمة حكم شمولية تصادر حقها المقدس في الحرية والعيش الكريم، وفقاً للأحداث السابقة فإن أي نظام حكم شمولي مصيره الزوال عندما يواجهه الشعب عبر جبهة معارضة موحدة مثل إسقاط نظامي نوفمبر ومايو، العسكريين عندما توحدت ضدها الإرادة العامة، وقد ظلت كل تحالفات المعارضة ضد نظام الإنقاذ تعاني قصوراً بائناً انتهى بتصدعها وفشلها في إنجاز التغيير لسببين رئيسين ضمن عدة أسباب الأول يتعلق بغرقها في خلافات هامشية وتغليب ما هو فرعي وثانوي على الأشياء الجوهرية والرئيسة، والسبب الثاني يتعلق بالمشكلات البنيوية التي تعانيها معظم القوى الحزبية ومنظمات المجتمع المدني بجانب الضمور الملازم لحراكها وفعاليتها جراء عسف النظام الذي واجه المعارضة بمستوى غير مسبوق من القمع والبطش وتحريم الحراك السياسي وتقييد حرية التعبير والتواصل مع الجماهير والتضييق على الكوادر القيادية للأحزاب والنقابات حتى دفع أعداداً كبيرة منهم للهجرة خارج الوطن، بالإضافة لاختراق قوى المعارضة بالغواصات والوشاية لتسميم حياتها الداخلية وإشعال الخلافات الجانبية داخل الحزب الواحد وزرع الفتن بين الأحزاب داخل التحالفات.. ولا ننسى أن السياسات التي تتبعها الإنقاذ أفلحت في إضعاف الطبقة الوسطى التي تعتبر مستودع التغيير في أي مجتمع، ويضيف رئيس حزب المؤتمر السوداني: رغم كل الظروف التي تواجهها قوى المعارضة في الوقت الراهن، فإن الأزمة الشاملة التي يعيشها السودان تفرض عليها أن تتسامى فوق الشجون الذاتية والخلافات الجانبية وأن تتجاوز إشكاليات العمل المشترك حتى تتمكن من توحيد جهودها بأية صيغةٍ كانت باعتبار أن ذلك هو الشرط الأساسي لتحقيق النصر في معركة التغيير.
هدف محدَّد
قطع رئيس المكتب السياسي لحزب الأمة القومي الدكتور محمد المهدي بأن أي تحالف جديد خلال هذه الأيام يكون الهدف منه خوض الانتخابات لا غير، فضلاً عن عدم وجود برنامج واضح له، عدا التحالفات التي حددت رؤاها من قبل ولديها ميثاق من أهم أهدافه تحقيق الديمقراطية والسلام في ظل الوضع الراهن، وبالنسبة لتحالف 2020 يرى المهدي أنه تحالف سلطوي هدفه الانتخابات وإعطاء نوع من النزاهة للانتخابات مشوَّهة ومشبوهة، ولا ننكر أن التحالفات في تاريخ السودان من أهم مكونات العمل السياسي للتعامل مع الشأن الوطني خاصة مع وجود استحقاق وطني مثل التحالف الذي أدى إلى الاستقلال أو التحالفات التي أنجزت أكتوبر وأبريل، وردد أن الوضع الآن يدعو لتكوين تحالفات مجدية من أجل حل الإشكالات التي تواجه الوطن في ظل هيمنة الحزاب الواحد وضعف الآخرين.
دعم للمسيرة
اعتبر القيادي بالمؤتمر الوطني الفاضل حاج سليمان تحالف الكيانات السياسية دعماً للمسيرة الوطنية، سواءً ضد أو مع الحكومة، وقسَّم التجمعات إلى عدة أقسام فهناك تحالفات داعمة للحكومة وأخرى معارضة، كما أن هناك معارضة داخلية لكنها لا تشارك بصورة مبدئية بحجة أنها لا تتفق مع الحكومة ولا تريد مشاركتها في أي من البرامج، بجانب معارضة خارجية وأخرى مسلحة، ومن المهم التعامل بمنهجية متعقلة بعدم ضرورة معارضة كلما تقوم به الحكومة فهناك ثوابت وقضايا وطنية، فتجمعها أفضل من التشرذم والتفكك فهي لا تشكِّل خطراً على الحزب الحاكم ووجود كتل يسهل من التعامل معها والجلوس للتشاور والتحاور وبحث كيفية التداول السلمي للسلطة، وقطعاً تجمعهم ليس من مصلحة الحزب فقط، بل الوطن بأكمله، وعن ضعف الأحزاب المجتمعة وتكاتفها لإحداث وزنة في الانتخابات أجاب الفاضل من حق أي حزب العمل على رؤية ومنهج وطرحها بكل شجاعة ولا أرى غضاضة في وجود مصلحة تجمع الأحزاب سيما وأن المرحلة القادمة مرحلة انتخابات، ولا شك أن الحرية لا تمنح، بل هي حق وليس من حق جهة مصادرته سواءً حزباً أو حكومة، وطرح تلك الكيانات تقف معه الحكومة إذا كان صائباً ومفيداً، أما المعارضة التي تنتظر كسب حرية من الحكومة فهي غير مدركة للعمل السياسي وغير جادة.
حق مشروع
من حق غازي الترشح لانتخابات وقيادة تحالف، هذا ما بدأ به عضو اللجنة المركزية بالحزب الشيوعي صديق يوسف، مواصلاً: اعتبره تحالف من قوى تريد خوص الانتخابات لعدم اقتناعها بطريقة تنفيذ مخرجات الحوار، أما قوى الإجماع الوطني وضعت لبنة في العمل السياسي وليس همنا الوصول الآن أو بعد ساعات، بل العمل متواصل حتى نصل إلى ما نصبوا إليه، وهو إطاحة المؤتمر الوطني وإزاحته عن الحكم وإسقاطه فلا نريد أن ندخل في أي شراكة هو طرف فيها.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.