آخر الأخبار
The news is by your side.

هذا أوان الحديث!

هذا أوان الحديث!

قصة … د. سيد شعبان

في الليلة التي سبقت؛ وكثيرا ما تمضى الليالي دون أن تمسك يد بعقارب الساعة؛ طرق الباب رجل يتخفى؛ نظرت إليه من ثقب الباب؛ ربما كان لصا؛ أمسكت بالعصا؛ لا أمتلك غيرها؛ غير أن صوته يشي بأن أمرا ما دفعه ليأتي؛ يحمل على كتفه صرة كبيرة؛ أسمع صخبا ودويا؛ هل تاه عن طريقه؟

نادى علي:

يعرف اسمي!

بل يناديني بأمي!

يخبرني بأمارات في بيتي؛ طعامي وموضع أشيائي؛ أعتقدت أنه يسكن معي؛ منذ ارتحل أبواي لم يأت إلي غير القط؛ يظل بجواري ثم يغيب فترة؛ بدأ الخوف يتسرب إلي؛ ثمة وساوس تداخلني!

في لحظة أحكمت غلق الباب جيدا؛ وضعت العصا في معاكسته؛ لكنه نصحني بأن أفتح؛ لا داعي لكل هذا؛ أسمع صوته خلفي؛ ياللهول إنه معي في داخل البيت؛ يجلس خلفي؛ فتح صرته؛ يتناول طعامه؛ تجري القطط وتتصايح الفراخ؛ أي مشهد يثير الرعب!

تداعت كل الأشكال المخيفة؛ رحم الله الجدات كن يكثرن من تلك الحكايات؛ نندس في فرشنا مخافة أن تمثل كل تلك الكائنات في ليالي الشتاء الطويلة!

أتلفت فإذا به يشبه امرأة تضع أصباغا زاعقة؛ يتماوج طيفها؛ تكبر القطط ومن ثم تموء بصوت يشبه أم كلثوم:

هذه ليلتي!

ياله من خيال متلبس بالأوهام!

ثمة كلمات على الحائط؛ تحذر من امرأة تسرق الذين فقدوا أمهاتهم في ظلام يمتد؛ خشية من أن أتحول إلى ذلك القط بدأت أتقاصر حتى وجدتني أنفذ من ثقب البيت الحجري؛ أجد أمي تحوطني بذراعيها ومن ثم تربت على كتفي؛ ساعتها يطلع الفجر!

بدأت القطط تتجمع جوار البيت؛ امراة الحلم تمسك بمقشة من سعف النخلة العجوز!

تتراكم النفايات حتى تشبه تلة المدينة؛ حين كنت في الجامعة شاهدت جامعي القمامة يراكمونها؛ تسرح فيها الخنازير والفئران!

حتى الفتيات كن متناثرات الشعر؛ لاتشعر بأنك أمام فتنة؛ ترى هل تغير الحال بعد ربع قرن؟

كانت الخنازير تمشي مثقلة باللحم تكتنزه؛ ربما جاء هؤلاء الصينيون وافترسوها!

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.