آخر الأخبار
The news is by your side.

“نناشد النازحين بالعودة الطوعية.. وعلينا الانتقال من مرحلة الطوارئ إلى التنمية”

د. سلوى آدم بنية في حوار خاص لـ”سوداني بوست”:

“نناشد النازحين بالعودة الطوعية.. وعلينا الانتقال من مرحلة الطوارئ إلى التنمية”

حوار: روضة محمد توم

أكدت د. سلوى آدم بنية، مفوض مفوضية العون الإنساني الاتحادية، أن السودان دخل فعليًا مرحلة التعافي وإعادة البناء بعد أن تجاوز أزمة الطوارئ، مشيرة إلى أن الوقت قد حان لتحول تدخلات المنظمات من الدعم الإغاثي إلى مشروعات التنمية والخدمات المستدامة، خاصة في ظل الاستقرار النسبي في عدد من المناطق.

وقالت د. سلوى في حوار خاص مع موقع “سوداني بوست” خلال زيارتها لولاية القضارف، إن ولايات كثيرة أصبحت تعاني من الاكتظاظ والنزوح، ما يشكل ضغطًا على الموارد والبنى التحتية، مطالبة المنظمات الدولية والمحلية بتوجيه جهودها نحو تلبية الاحتياجات الخدمية الأساسية للمواطنين والنازحين.

■ ما تقييمكم للوضع الإنساني الراهن في ولاية القضارف؟

زيارتنا للقضارف كانت بغرض الوقوف ميدانيًا على الاحتياجات الفعلية للنازحين والمجتمعات المستضيفة. وجدنا أن هناك بالفعل تدخلات من المنظمات في مجالات المياه، التعليم، الصحة، وغيرها، لكن العمل ما زال بحاجة إلى مزيد من التنسيق والدعم.

القضارف تعاني من اكتظاظ سكاني كبير بسبب تدفقات النزوح، وهذا يؤثر على المواطنين والخدمات العامة، لذلك من الضروري التركيز على المشروعات الخدمية والتنموية.

■ هل ترون أن مرحلة الطوارئ قد انتهت؟

نعم، بكل وضوح. نحن الآن في مرحلة التعافي، وهذه المرحلة لها متطلبات مختلفة تمامًا عن الإغاثة الطارئة. أصبح لزامًا علينا أن نعمل على تمكين المجتمعات، ودعم سبل العيش، وتحقيق الاستقرار الاجتماعي، عبر مشروعات مستدامة في الصحة، التعليم، المياه، وغيرها من القطاعات الحيوية.

■ كيف تنظرون إلى مستقبل العودة الطوعية للنازحين؟

نحن نُشجع العودة الطوعية، خصوصًا أن عددًا من المناطق أصبحت آمنة وتحت سيطرة الحكومة السودانية. وجود المخيمات كان ضرورة مؤقتة، لكنها الآن فقدت مبرراتها، ويجب أن يعود الناس إلى ديارهم للحفاظ على أسرهم، وأبنائهم، وحياتهم الكريمة.

نحن نقدم المساعدات اللازمة للعائدين، ونقوم بزيارات ميدانية لمتابعة أوضاعهم، وسنواصل دعمهم في كل المراحل.

■ ما هي أبرز الملاحظات التي خرجتم بها من زياراتكم لولايات أخرى مثل نهر النيل والشمالية؟

في نهر النيل، لاحظنا أن هناك أضرارًا كبيرة جراء السيول، والكثير من الناس يسكنون في مجاري السيول، وهي أماكن غير آمنة. وجهنا حكومة الولاية بضرورة تخطيط السكن في مناطق مرتفعة.

وفي الشمالية، وجدنا أن حوالي ثلاثة أرباع النازحين قد عادوا طوعًا، وهذا تطور إيجابي، لكنه يقابله استمرار النزوح في مناطق أخرى مثل حلفا والدبة، حيث استقبلنا نازحين من دارفور وكردفان، وبعض العائدين من مصر.

■ هل هناك خطط لتأهيل معسكرات الاستقبال لهؤلاء النازحين؟

بالفعل، وجدنا أن مواقع الاستقبال غير مناسبة من حيث الكرامة الإنسانية، لذلك قمنا بتوجيه السلطات بنقلهم إلى معسكرات أفضل تم تحديدها مسبقًا. وبدورنا وفرنا لهم الدعم الغذائي والإيوائي، ونسقنا مع وزارة الصحة لتوفير الأدوية، وكذلك مع وزارة التربية والتعليم لضمان استمرار تعليم الأطفال.

■ وماذا عن الوضع في شمال كردفان؟

شمال كردفان تعاني من اكتظاظ غير مسبوق، حيث تستضيف أكثر من 175,000 نازح من ولايات شمال، غرب، وجنوب كردفان.

هذا الرقم يشمل نازحين في المعسكرات وآخرين داخل منازل أسر مضيفة، وهذه الأسر بدورها تحتاج إلى دعم كبير، لأن العبء المعيشي تضاعف عليها. التعليم أيضًا يمثل تحديًا كبيرًا، ونحن نعمل على التنسيق لإيجاد حلول واقعية ومستدامة.

■ هناك حديث عن سوء استخدام الدعم من قبل بعض النازحين، كيف تردون على ذلك؟

للأسف، ظهرت ظاهرة غير إيجابية، وهي أن بعض النازحين يتنقلون بين الولايات للحصول على الدعم من أكثر من جهة. هذه ممارسة غير مقبولة ولا تليق بقيمنا السودانية.

نحن نقدم الدعم حيث الحاجة الحقيقية، ومن غير المقبول أن يستغل البعض هذا النظام على حساب المحتاجين الفعليين. لا بد من تنظيم توزيع المساعدات وضمان العدالة.

■ ما الرسالة التي توجهونها للمنظمات الإنسانية، وللنازحين على حد سواء؟

رسالتي للمنظمات: لقد انتهت مرحلة الطوارئ، وبدأت مرحلة التنمية، فليكن التركيز الآن على برامج إعادة الإعمار، تمكين المجتمعات، ودعم البنية التحتية.

وللنازحين: عودتكم لمنازلكم الأصلية هي الخطوة الصحيحة، سواء لحماية ممتلكاتكم أو لبناء مستقبل أفضل لكم ولأبنائكم. نحن سنكون معكم في هذه الخطوة، وسنوفر لكم كل أشكال الدعم الممكنة.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.