نشر ثقافة الوقاية على كل المستويات مفتاح الحد من أضرارها البشرية

قال الدكتور بدوي رُهبان الخبير في الكوارث الطبيعية ومدير وحدة الكوارث في منظمة اليونسكو سابقا إن الوقت لم يحن بعد لتقويم الطريقة التي تم من خلالها تشغيل نظام الإنذار المبكر الإندونيسي بشأن موجات التسونامي الذي ضرب يوم 26 سبتمبر 2018 جزيرة سولاويسي الإندونيسية.

رأى في حديث مطول خص به ” مونت كارلو الدولية” أن هناك مبالغة من قِبل وسائل الإعلام الغربية في توجيه انتقادات حادة للسلطات الإندونيسية في ما يتعلق بطريقة تشغيل نظام الإنذار هذا. ولكنه أكد في الوقت ذاته أن التساؤلات مشروعة في ما يخص إدارة الكوارث الطبيعية قبل حصولها وخلال وقوعها وبعد حدوثها. بيد أنه أضاف يقول إنه لا يمكن لأحد اليوم التنبؤ بوقت حصول الزلازل بالرغم من أن هناك علاقة عضوية بين التسوناميات التي تقع تحت مياه البحار والمحيطات وأمواج التسوناميات التي تُحدثها.

إدارة تسونامي جزيرة سولاويسي الإندونيسية: مالها وما عليها

وألح الدكتور بدوي رُهبان على أهمية الدروس التي ينبغي أخذها من التسونامي الذي ضرب عدة بلدان من أهمها إندونيسيا في السادس والعشرين من شهر ديسمبر عام 2004. وثمن في هذا الصدد الدور الذي قامت به منظمة اليونسكو للمساعدة على إطلاق أنظمة إنذار مبكر بشأن موجات التسوناميات في مختلف مناطق العالم منها المنطقة المتوسطية. وقال إن كل نظام من هذه الأنظمة لديه ثلاثة أجزاء هي الجزء المتعلق برصد الزلازل والجزء الخاص برصد أثر الزلازل في مستوى مياه سطح مياه البحار والمحيطات وتحركها والجزء الذي يُعنى بجمع كل المعطيات التي يوفرها الجزآن الأول والثاني وتحويلها إلى معلومات من شأنها مساعدة السلطات الوطنية والمحلية على اتخاذ الإجراءات اللازمة قبيل حصول التسوناميات وخلالها وبعد حدوثها.

وفي ما يتصل بسبل الحد من أضرار التسوناميات، شدد الدكتور بدوي رُهبان على أهمية إدراج ” ثقافة نشر الوقاية ” في البرامج التعليمية.وأشاد بالمثل الياباني في هذا الصدد. وقال إن الاستفادة منه أمر مهم جدا بالنسبة إلى البلدان النامية التي ترغب في الاستثمار في المعرفة للحد من أضرار الكوارث الطبيعية المادية والبشرية.

وإذا كان الدكتور بدوي رُهبان يرى أن هناك علاقة وطيدة بين ظاهرة الاحترار من جهة وتفاقم الظواهر المناخية القصوى مثل الجفاف والأعاصير وفترات القيض والفيضانات من جهة أخرى ، فإنه يقول إن هذه العلاقة غير موجودة بين هذه الظاهرة من ناحية والتسوناميات من ناحية أخرى لأن الزلازل التي تتسبب في تَشكُّل أمواج التسوناميات العاتية تَحدث بسبب فوالق جيولوجية من خلال تصادم الصفائح التكتونية.
مونت كارلو الدولية