آخر الأخبار
The news is by your side.

مِسْبَار السُّكون … عمـر الصـايم

مِسْبَار السُّكون

عمـر الصـايم

لا يضيرك شيءٌ
منذ أن كنتَ،
وإلى برهةِ التَّكوين،
أيَّما وخزة نالتك؛ تزهر على شفتيك..
أَيَا بعيدًا في الآحاد،
يا متجليًا في الآماد..
لا يضيرُكَ الوهنُ القديم،
ونزيفُ النَّدى على الشّوكِ!
الفرادةُ مدعاةٌ للمنافي،
سُرَادق المنسيين..
أنتَ لستَ قرادةً؛
لتلتصقَ بفراء المُدلسِين،
وتسقطُ عندما تتحدث.
أنتَ لستَ شجرةً؛ لتُحْتَطَب..
رغم أنَّك تصافحُ الرَّيحَ بجذورٍ ضاربة في السَّماء.
لا شيء يُضيرُكَ
عندما لا تجدُ سوى صباحك،
نتفٌ من الليلِ العجوز،
في دروبٍ حفّتْها المكاره.
ستكونُ مرهَقًا بالمشي يومياً من الأنا إلى الأخرى،
متوجسًا مِن وسوسةِ حذائك بالعودة،
وما تحمله بقلبك مِن تفاصيل الحنين..
سيكونُ منتصفُ الحياةِ حارًا،
والذكرياتُ شجية..
لكنه المنتصف على أيّ حضور..
لن يُضيرُكَ شعرٌ، تبخّر قبل أن يُعاش،
لن تحزنك حبيبة غادرتك جائعاً
في ليلك القارس..
لن يُضيرُكَ شيبٌ؛
أنتَ له منذ الأزل،
حين كنت مضغة تتأمل الأزقة..
أو طيفًا يشاغبُ العاشقين..
ما كان لك أن تتوقف،
وكيف تهجر الغناء وحيدًا أيُّها الوتر؟!
ثاوٍ أنت في صار
منذ أن كان..
راحلٌ أنت إلى كينونتك..
إلى خضرة الميدان الفسيح،
حيثُ الحضور في النفي
والنشيد في الصمت!
ليس ثمة ما يقلقك دومًا..
هذه المرايا لا تهمك..
أنتَ لستَ بناكرٍ
حدود ما يُسمَّى أشياء،
لا تفجرُ في الترجل عن صهواتك..
كما لا تمتَطي من طرفٍ خفي.
لا شيء يُضيرُكَ يا بهاءَ الروح؛
أيّ ثلمةٍ ستكونُ وشمةً صغيرة،
أو هكذا تبدو الجسوم..
لا شيء مطلقًا..
ارفلْ كما يشتهي الفضاء؛
فبعضُ القيدِ لا يُدمِي،
وكثير من الجسد افتئات،
ومسبارٌ للرحيل..

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.