آخر الأخبار
The news is by your side.

مناظير .. بقلم: زهير السراج

عفوا (سارة عبدالباقى) .. كلنا (سارة رحمة) !!

* مرت بنا الذكرى الخامسة لشهداء ثورة سبتمبر المجيدة، فوجدتنا إزددنا سوءا على سوء، وفرقة على فرقة، وشتاتا على شتات، بدلا من التوحد والتركيز لمعالجة همومنا وقضايا الأساسية، والعمل على إسقاط النظام الفاسد الذى خرب نفوسنا، وأفسد حياتنا ودمر بلادنا .. !!

* مرت بنا ذكرى سبتمبر، ونحن مشغولون بالقضايا الإنصرافية والعبثيات التى لا تخدم سوى النظام وبقائه جاثما على صدورنا وإلهائنا عن مناهضته، وتشتينا بأقصى ما يستطيع .. وقد حقق نجاحا كبيرا فى ذلك، يشهد به فشل المعارضة وخيبتها، وصراعها الخائب ومناوراتها وحواراتها السرية مع نظام الفساد، وتشهد به هيافة وسطحية وسذاجة المستخدمين لبرامج التواصل الاجتماعى، وعلى رأسها (الفيس بوك) الذى نحشده بأطنان الهيافة والبؤس، يقودنا ويحفزنا الهائفات والهائفون من النساء والرجال، نتحلق حول سطحيتهم وما ينشرونه من تفاهة وقاذروات، ونهرب بها من القضايا الأساسية الى الهظار البايخ والقضايا الانصرافية، ننفق عليها ملايين الدقائق، ومليارات الجنيهات .. يا له من سخف، ويا لها من خيبة هذه التى نعيش فيها، ورغم ذلك نمنى النفس بالانتصار على النظام الفاسد .. (وما نيل المطالب بالتمنى ** ولكن تؤخذ الدنيا غلابا) .. ولا ادرى لمن أستشهد بهذا الشعر حتى يتعظ ويفهم ويراجع النفس، فمن يقرأ ومن يفهم ؟!

* مرت بنا ذكرى الشهداء الذين قدموا أرواحهم فداءً لنا، ونحن ما بين هائم ومؤيد لـ(وئام شوقى)، وما بين ساخط عليها، أو على الطريقة التى عبَّرت بها عن رأيها فى ما يحدث للنساء فى شوارع بلدنا من تحرش وتربص من الرجال وأشباه الرجال .. وأدعياء حماية النظام العام، ولو اعطينا ربع ما أعطيناه لها من وقت واهتمام لها والتعليق على حديثها، لكنا الآن فى الشوارع نطالب بإسقاط النظام، والانتقام لشهدائنا الكرام .. ولكن يا لفرحة النظام، ويا لخيبتنا الثقيلة، فلقد نجح أيما نجاح فى إستثمار (الموضوع) وإجتذاب المزيد من الهيافات حتى يواصل سعيه الخبيث فى تخريب النفوس وتدمير الوطن، بينما نحن هائمون لاهون منشغلون وغارقون فى وحل الهيافة التى نصنعها بسذاجتنا وسطحيتنا وغبائنا وهيافتنا .. فيا له من غباء، ويا لنا من اغبياء، ويا لهم من مساكين أولئك الذين إسترخصوا دماءهم من أجلنا، فأرقناها على منصات الوهم !!

* مرت بنا ذكرى سبتمبر التى جاءت تتطلع لرؤيتنا على .. المنصات .. على الفيس بوك .. على الواتساب .. على الشوارع .. نطلب الثأر لـ (سارة عبدالباقى) ورفاقها الميامين، ننشد الحرية لأنفسنا، نعلى راية الوطن .. ولكنها وجدتنا لاهين بزيف (سارة رحمة) .. مشغولين بألاعيب (علاء سنهورى)، غارقين فى عيون (لوشى)، مناضلين فى عدسات (إسراء عبدالقادر) .. فآثرت الإنسحاب وفى القلب حسرة وفى العين دمعة .. وفى النفس حزن دفين من البؤس الذى نستلذ بمضاجعته !!

* مرت ذكرى سبتمبر، ولم نكلف انفسنا حتى قراءة الفاتحة، أو الترحم ولو بكلمة واحدة على الشهداء الابرار .. ولكن من اين يأتينا الكلام، ولقد سكبنا كل المداد على موائد العبث وصفحات الهيافة .. والغثاثة .. والابتذال !!

* لنترك الحزن يكابده (سبتمبر) وحده مع المحرومين المطحونين الموجوعين .. المكلومين المعجونين فى الدموع بفراق الأحباب .. ولنواصل نحن مسيرتنا الظافرة لانقاذ الشعب وتحرير الوطن بـ(امبارح نمت وين، فى بيت أبوك ولا بيت حبيبك) .. و (بتحبينى ولا بتحبى سامر) .. (وساعة المطرة نزلت كنت وين) .. وألاعيب (علاء) وعيون (لوشى ) .. وعدسات (اسراء)، ويا لبؤس وطن ينتظر أن ينقذه أمثالنا .. ويا لبؤس شعب لم يلد إلا الرماد !!

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.