ما له وما عليه … بقلم: د.خالد أحمد الحاج

ما له وما عليه … بقلم: د.خالد أحمد الحاج

 
1
بما أن فضاء الإعلام اليوم قد احتشدت لها العديد من وسائط ومنصات الاتصال، وبات التنافس بينها محموما نتيجة لمحاولة بعضها الانفراد بالسبق الإخباري وسط دوامة من الصراعات والأزمات جعلت الاهتمام بما تبث متعاظما بخاصة في المناطق المتأثرة بالحروب والصراعات، وتلك المناطق التي تشهد جملة من الكوارث والنكبات أكثر من غيرها.

وبتفرد هذه الوسائط في عرض الأخبار وتحليلها خاصة ما يهم قطاعات واسعة من الجماهير فإن اتجاهات الإعلام الدولي باتت هي التي توجه الآلة الإعلامية وتحشد للأحداث استقطابا دوليا عمق قيمة المعطى، وإن بدا أنها محكومة بمعايير ذات دقة عالية وتقديرات يتحكم فيها اتجاه الوسيلة، ونزعة المتحكم بالقرار الاتصالي. وفي بعض الأحيان يتبين من خلال تعاطي هذه الوسائط مع الأحداث أنها ترمي إلى تثبيت مبادئ بعينها.

2
ربما يكون التوصيف أعلاه غير دقيق بحسب تصور البعض، بيد أن الوسيلة حال كانت تحت سيطرة نظام سياسي معين، أو كونها محكومة بأيديولوجيا معينة فإن اتجاهاتها تعبر عن ما تود ترجمته للجماهير، وإن كان الإعلام الدولي معني بجماهير لا تحكمها حدود جغرافية ضيقة، ولا لهجة محددة لها، ولا ميول أو اعتقادات معينة تعمل على تثبيتها.

3
وتعد السيطرة واحدة من ملامح الإعلام الدولي بجانب سعيه لتقريب المسافة بين قوميات لا تحكمها آصرة معينة، إن لم يكن الغرض من ذلك تذويب ثقافات وقيم وأعرافر بين شعوب وقوميات لا رابط بينها بينها سوى الجغرافيا والتضاريس وحاكمية المصالح المشتركة.
كل ذلك نجده في قالب جازت عليه تسمية “العولمة”. ومع هيمنة الدول العظمى على الاتصال الدولي تضاءلت مساحة الدول النامية إعلامياً لدرجة أنه لا يكاد يسمع لها من الأصوات إلا همسا.

4
الإعلام الدولي تعبر عنه الوسيلة باتجاهاتها وما تكرس له وتسعى لتأكيده، وهذا المؤشر مهم في تقييم المضمون ومعرفة الاتجاه، وإن كانت منصة الانطلاق لوسيلة الاتصال الدولي من داخل دولة ما إلا أن مضمونها لا يعبر عن سياسات هذه الدولة فهذه واحدة من مقومات الإعلام الدولي.
بعد الثورة الصناعية ظهرت الحاجة إلى الاتصال الدولي نتيجة لتنامي الوعي، وزيادة الطلب على المعلومات، وتغير مظهر الهيمنة الاستعماري عن شكله ما قبل التحرر إلى استلاب ثقافي فكري يمسك بمفاصل الشعوب ويسيطر على مشاعرها ويؤثر على قناعاتها بأيامنا هذه نتيجة لكثرة الطرق على قضايا وموضوعات بعينها.

5
الإعلام الدولي أحد أدوات التعبير في زمان تغيرت فيه العديد من المفاهيم، من واقع الارتباط الوثيق للمواطن بمنصات التواصل والحاجة للتزود بالجديد لحظة وقوع الحدث. فوق هذا وذاك فإن تسارع الإيقاع قد ولد روح التنافس لدرجة أن صحافة المواطن صارت آلية حتمت أن يتسع صدر وسائل الإعلام لاستعيابها كمظهر جديد على علاته التي قال بها المختصون لذا ستكون لي معها وقفة إن أمد الله في الآجال.