آخر الأخبار
The news is by your side.

لماذا نصر على الكتابة

لماذا نصر علي الكتابة ؟-

بقلم: الدكتور أحمد فهمي عيسى

فى زمن الغربة والاغتراب عندما يشيّد الكاتب نصا فهو في الحقيقة يشيّد وطنا يسكنه ، أو شواطئ آمنة يرحل إليها ،وهنا تصبح الكتابة رمزا لعالم خفي غير مرئي ولكنه يؤثر فينا وينقلنا إلي عوالم أخري أكثر أمانا وسكينة واطمئنانا لأنها من صنع أيدينا تشكلت في داخلنا.ومن أرواحنا.

الكتابة فيها معاناة الولادة وآلام المخاض عندما تتشكل ،ولكنها عندما تنتهي تتحول إلي بكاء طفل خرج لتوه للحياة فيمنح أمه السعادة والأمان والهدوء، ويطبع علي وجهها البسمة ، أو تكون الكتابة هزة جذع لأيد مرتعشة متعبة تأخذ جهدا ولكن عندما تسّاقط تأكل وتشرب وتقرّ عينا .

الكتابة تظل صرخة في داخلنا أو بحة صوت أو حيرة عقل أو خفقان قلب ، أو دمعة ساخنة ، أو قهقهة مجنون ، أو صدر عاشق أو لدغة زمن، تقلقنا وترهبنا ولكن عندما تخرج وتتسطّر في خطوط مستقيمة تسكنها أحلامنا وتسبح بين شطآنها فنعيش وننام ونحلم .

أنا عندما أكتب تذوب ندوب جلدي وشحوب جسدي في ثنايا كلماتي، فأعود شابا مرة أخري، معي صك حياة جديدة ،فالكتابة تمنحني التجدد والاستمرار.

والكاتب عندما يكتب لا يكون غرضه الأول أن يرشد ويوجه وإلا يغني عنه أي خطيب مفوه ولكنه يكتب ليعيش، يكتب لتكتمل دورة حياة أفكاره المتغلغلة في كيانه ومشاعره ، يكتب ليرتاح وليتخلص من مثيرات ضاغطة وحالة شعورية طارئة ، فإذا ما تشكّل النص واختار لغته وجنسه وقواه التاثيرية ،وبدأنا نلمحه بحواسنا البصرية أو السمعية قامت أفراحنا كعقيم أنجب أو أعمي ارتد إليه بصره.

الكتابة تصنع نوعا من التوازن النفسي للكاتب وتجعله يعيد إنتاج واكتشاف نفسه باستمرار.
الكتابة تمنحنا الفرحة والبسمة والسعادة ، الكتابة تجعلني إنسانا إيجابيا يقبل علي الحياة بوجه مشرق يمنح الإرادة ويطبع الأمل.

أنا أكتب لأن الكتابة صورة حضارية ،و لأن كلماتي هي سكني وموطني ومزاجي ، هي حياتي ، ولهذا أصر دائما علي الكتابة .

جرّب أن تكتب وتعبّر فالكتابة فعل إيجابي رائع.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.