آخر الأخبار
The news is by your side.

لعناية حكومتنا الدرويشة… خُموا وصُروا

لعناية حكومتنا الدرويشة… خُموا وصُروا

بقلم: أمجد هاشم

حملت الصحف الأمريكية بالأمس أخبارا غير سارة فيما يتعلق بملف إزاحة السودان من قائمة العقوبات حيث أعلنت الوول ستريت جورنال عن إعاقة نائبين مهمين في مجلس الشيوخ الأمريكي هما السيناتور بوب مينينديز (زعيم الديمقراطيين في لجنة العلاقات الخارجية) و السيناتور تشاك تشومر (زعيم الاقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ) لصفقة السفارتين إعتراضا على عدم إلحاق ضحايا 11 سبتمبر بالصفقة و إحتجاجا على التمييز في التعويضات بين الأمريكيين وغير الأمريكيين (إنتهى الخبر).

إن هذا الخبر إن دل على شيئ فهو يدل على خطل منهج التفاوض السوداني الذي وضع البيض كله في سلة الإدارة الأمريكية دون الإعتبار لتعقيدات الوضع السياسي الأمريكي في عهد ترامب وحالة الإستقطاب الحاد التي أفرزتها الحملات الأنتخابية المستعرة بين الحزبين الكبيرين.

بالنتيجة حتى إذا تم تمرير الصفقة فإن الإنشقاق الحالي في الكونجرس حول السودان بين الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي (صاحب الأغلبية) مؤشر على صعوبة تمرير تشريع ملحق يحصن حكومة السودان ضد المساءلة القضائية مستقبلا أمام المحاكم الأمريكية في قضايا أخرى ذات صلة بالإرهاب مما يعرضنا لإبتزاز صائدي التعويضات من المحامين الأمريكيين خصوصا وأن السودان (القابل للإبتزاز بسبب أوضاعه الإقتصادية) هو الدولة الوحيدة في العالم التي أقرت ضمنيا مبدأ مقاضاة الدول على جرائم مواطنيها أمام المحاكم الأمريكية وهو المبدأ الذي رفضته السعودية من قبل عندما اعترضت على قانون (جاستا) وهددت بسحب إستثماراتها في أمريكا إذا تم تطبيقه عليها.

إن التطورات الجارية الآن تؤكد ما توقعته وكتبته في (سودان بوست) قبل ثلاثة أسابيع في مقالي (السودان والفرص الضائعة) حول أن السودان بصدد أن يتحول إلى جند إنتخابي في معركة بين الحزبين المتضرر الأكبر منها هو السودان نفسه والفضل في هذا يعود لمزايدات اليمين الرجعي وغباء اليسار الطفولي الذي جرنا لهذا المأزق وضيع على السودان فرصة إحداث إختراق سريع ومؤثر إبان زيارة بومبيو للخرطوم.

ما زلت مقتنعا أن الطريق الوحيد لازالة اسم السودان من قائمة الإرهاب (مرة واحدة وللأبد) يمر عبر تل أبيب وذلك بما يمتلكه (الأيباك) من تأثير ونفوذ على كلا الحزبين (الجمهوري والديمقراطي)، ولكن للأسف فإن حكومتنا الدرويشة لا تجيد لعب البوليتيكا ، مع ذلك أتمنى أن يخيبوا ظني فيهم هذه المرة ويفاجئونا بصفقة تطبيع ثلاثية مشروطة برفع العقوبات وتقديم حزمة دعم وإنعاش إقتصادي عاجل للسودان WHO KNOWS.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.