آخر الأخبار
The news is by your side.

لا مجال ولا مبرر للإحباط

لا مجال ولا مبرر للإحباط

بقلم: جعفر عباس

يحسب المتضررون من ثورة ديسمبر ان انقلاب جنرالات الغفلة الأخير سينجح في البقاء في الحكم، وذلك قياسا على نجاح انقلاب 30 يونيو 1989 الذي نفذته الجبهة الإسلامية (الكيزان)، في الانفراد بالسلطة ل30 سنة، ولابد من الإقرار أيضا بأن قسما من انصار الثورة والتغيير أصيب بالإحباط ويخشى ان يستمر الانقلابيون في الحكم طويلا، ويفوت على هؤلاء جميعا ان انقلاب 1989 لم يقابل في بداياته بأي معارضة شعبية محسوسة، رغم انه انقلب على حكومة منتخبة.

بينما انقلاب البراهنة والأرادلة والدقالوة حدث والثورة الشعبية لا تزال مستعرة الأوار، وفرسانها هم الأقوى حضورا في الميدان، ومنذ يومه الأول والانقلاب يجد معارضة انتظم فيها الملايين التي ظلت مرابطة في خندق الدفاع عن الثورة طوال 30 شهرا، رغم كل ما تتعرض له مسيرات رفض الانقلاب من بطش دموي واعتقالات بالجملة، ويشي كل ذلك بان الانقلابيون لا يملكون الا السلاح العسكري ويدركون انهم بلا سند جماهيري، ولجأوا من ثم الى قطع التواصل بين الناس ولا يعنيهم ان الاقتصاد الوطني يخسر عشرات الملايين من الدولارات يوميا بسبب قطع الانترنت، ولا يفعل ذلك إلا من يعيش في حالة هلع ويدرك أنه المعني “نغني ونحن في أسرك/ وترجف وانت في قصرك”.

وهناك من انصار الثورة من أصيب بالإحباط بعد ان قبل ثلاثة من شركاء الدم (عقار وحجر والهادي) الانضمام الى مجلس السيادة المراد منه إعطاء طابع مدني للانقلاب، مع ان الأمر الإيجابي في كل ذلك هو ان الانقلاب أسهم في “فرز الكيمان”، بعد ان انكشف الانتهازيون والمتسلقون، (هل هناك سقوط اكثر من يقبل مالك عقار الجلوس تحت بوت من يحتجزون نائبه ياسر عرمان؟)، وثبت ان مسمى “شركاء الدم” للحركات المسلحة التي وصلت الى السلطة عبر اتفاق سلام جوبا المسموم كان صائبا؛ ومن المهم جدا ان نتذكر ان تلك الحركات بلا سهم او نصيب في ثورة ديسمبر، بل كانت قد خرجت حتى من المشهد العسكري قبل ست سنوات من اندلاع الثورة، ومن عناصرها من يحارب اليوم في ليبيا ومنهم من حارب الى جانب قوات سلفا كير ضد قوات ريك مشار في جنوب السودان، وطالما ان الثورة حققت اسقاط حكم البشير بدونهم فهي قادرة على الإطاحة بانقلابيي 25 أكتوبر بدونهم.

الثورة عائدة وراجحة ومنتصرة بإذن الله وبإرادة شعبية لا تعرف الخنوع، وعند النصر سيتولى الثوار تمزيق الوثيقة الدستورية التي حاول الانقلابيون ستر سوءتهم بها، فلا مجال لأي تقنين لوجود العسكر في مراقي السلطة بأي شكل من الأشكال، فالأمر الآن: نقطة سطر جديد.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.