آخر الأخبار
The news is by your side.

كنت أدرك انك فوق مايلد الزمان وماتهب الحقول

كنت أدرك انك فوق مايلد الزمان وماتهب الحقول .. الي صديقتي فيض الإنسانية
سامية نهار بقلم: سامية عبدالله البربري

you deserve it Samia
شكرا حمدوك

التهاني القلبية الحارة نسوقها الي صديقة العمر ،رفيقة الدرب دكتورة سامية نهار التي حازت على ثقة قيادة الحكومة السودانية وتم اختيارها ضمن اعضاء اللجنة الوطنية للتعامل مع بعثة الامم المتحدة بالسودان (يوناميتسا )ضمن كوكبة من خيرة أهل الفكر والرأي وهذا الاصطفاء للدكتورة سامية بمثابة تكريم لكل نساء بلادي .

ولا أود ان اقصم ظهرها بثنائي او اهلكها باطرائي بقدر ما ارغب في إسداء قليل من الوفاء لهذه المرأة الشامخة شموخ بلادي فهي من ضمن قلة من النساء اللاتي كتبن فصول حياتهن بمداد من المثابرة والاجتهاد والصبر والثبات علي المبدأ.

جمعتني بها أقدار الحياة وتقلباتها وانا كنت حديثة عهد بالعمل العام فقد احتوتني بدفء مشاعرها وفيض انسانيتها صقلتني بتجربتها واخذتني بخبرتها من نجاح الي نجاح آخر فكانت نعم القدوة المثال .

تعلمت علي يدها الكثير من فنون الأدارة والبحث وادارة المشروعات حيث وضعت علمها وتجربتها وقفا لكل طالب علم وقد تشرفت بالعمل معها اول عهدي في وظيفة مساعد منسق برامج ضمن فريق وحدة النوع والتنمية بمركز البحوث والدراسات الانمائية جامعة الخرطوم on part time badse في الفترة من ١٩٩٨-٢٠٠١.

لمن لا يعرفون سامية فهي من السمو والاباء والنبل قد استمدت اسمها، فهذه المرأة الأكاديمية المخضرمة قدمت نموزجا في الاحترافية في الوفاء لعملها وعلمها باخلاقها وخلقها وتسامحها مع ذاتها وتطابق اقوالها بافعالها ويعلم ذلك كل من نهل من علمها الغذير ابناء وبنات السودان الذين يريدون تطبيق مبدأ الانسانية والديمقراطية، وحقوق الانسان قولا وفعلا فقد سبقتهم سامية الي ذلك بسنين عددا.

في تجربتها الثرة تعاملت سامية مع كل طيف واسع من المجتمع السوداني علي درجة من التعدد والتنوع البيئة والثقافة والاثنيات والأعراق مع اختلاف في الامزجة والميول وطرق التفكير ولكن كان القاسم المشترك بينها وبينهم هو حب السودان.

ظلت الفكرة المركزية المسيطرة عليها هي احتواء واستيعاب كل الطيف السوداني في مشروع وطني يجمع الشعب السوداني دون تمييز فكانت عصارة ذلك فكرا متزنا و متوازنا ضد الطائفية والتطرف والتعصب والاستعلاء الفكري والثقافي.

في مسيرتها المهنية الحافلة بالتجارب والخبرات عملت سامية نهار في اقسي الظروف وعاصرت اصعب مراحل التحول في ظل الانظمة الشمولية نموزجا نظام الانقاذ فلم تتخاذل ولم تستسلم ولكن دافعت عن رسالتها بهدوء العلماء ورصانة المثقفين، نحتت الصخر فبلورت فكرا وفهما ومدرسة جندرية على درجة من النضج والمواكبة .فكانت المدرسة الانثوية المتفردة التي جعلت الذكورية خادما متطوعا لتلبية رغبات سيده دون عناء .

فقدمت مع اخريات نظرية انثوية سودانية خالصة فانبثقت من ارض السمر يجب علينا تاصيلها وتوثيقها لتذكير الانوثيات وعالمهن الاول باننا نحن في دول العالم الثالث وفي السودان قلب افريقيا اكثر واقعية وممارسة وفهما وفكرا .

فقدمت سامية نهار نموزجا لحركة نسويه سودانية امتداد للحركة التي قادت نضال المراة السودانية التي مازال بعص مؤسسيها في قمة عطاءهم .وحتي حين انتابنا الخوف بان هنالك ثمة فجوة برزت سامية لتذكرنا بان هنالك الكثير من الساميات لم يفسح لهن الطريق لمواصلة طريق النضال.

اتحفت المحافل الاكاديمية داخل وخارج السودان حيث استطاعت لفت انتباه العلماء من خلال طرحها الفكري الراقي وحضورها الانيق الجمل الذي أحال الصعب ساهلا فانسابت كلماتها الى أيقونات وتحول الي افق معرفي رحيب، مثل خيوط اشعة الشمس الذهبية وهي تختلط باحمرار السحب هنا تتجلي قدرة الخالق.

فسامية عندما تحاورها تنصت اليك بامعان واندهاش وتحسسك بانك سيد العارفين وهي تنهل منك، كانت نموزجا للمراة التي تعرف من اين تؤكل الكتف طوعت ذلك لخدمة بلدها، لم تتسلل الي نفسها نزعات للعنصرية او الجهوية بل حملت أعباء و هموم كل نساء الهامش شرقا وغربا وسطا قبل بناتهم ولم تحصر نفسها لم تفكر يوما بان الخرطوم هي السودان والسودان الخرطوم ولم تاسرها اهتمامات الصفوة .

كانت مدرسة من التواضع لم تتعالي بل ترفعت احيانا كثيرا ولم يعرف قاموسها معني للاساءة او التجريح فاستحقت السموء بجدارة،اتذكر موقف جعل سامية امام نظرنا مخلوق ملائكي
لا يمت لطينة البشر بصلة، كان ذلك في العام ٢٠١٠ وكانت الاجواء خريفية ممطرة ذهبنا في رحلة عمل الي ريف القضارف وشاءت الاقدار ان تعطلت بنا العربة فترجلنا لمسافة ٢ كيلو وبعدها ركبنا عربة كاور وكان ذلك في اطار القرار (١٣٢٥) المراة الامن والسلام وعلي امتداد الطريق وعلي بعد المسافة، كانت سامية تسال النساء اللائي يزرعن علي جانبي الطر يق عن اوضاعهن وتطايب وتمرح وتلقي بالنكات وفي ذات الوقت كان عقلها الجمعي في فكر متواصل، فكرت في بعض المشروعات المدرة للدخل واصلاح القوانين التي اجحفت كثيرا في حق النساء وكان سؤالها لنا لماذا لا توجد اتحادات مزارعيين خاصة بالنساء ولماذا هي حكرا علي الرجال.تلك هي المراة السامية التي كان يحركها الم ومعاناة وبؤس وفقر المراة في بلادي بعد ان عاصرت وعايشت نساء الهامش .

وهذا المنصب في تقديرى اقل قامة من قدرات سامية نهار التي تتجمل بها المناصب وتتزين المحافل ولأنها من من زمرة العلماء الذين من شيمهم التواضع والطبخ علي نارا هادئة حتي لا تفقد الاشياء مذاقها وتكون مستساغة للذين تريد اطعامهم. ويكون وعمقها ومداها ابعد
تلك هي السامية.

 سامية ليست علي مستوي جامعة الخرطوم فقط بل كانت تعمل اينما كانت عضوا لها ايادي بيضاء في تاسيس كلية تنمية المجتمع بجامعة القصارف، وايضا في لجنة تقويم وتقييم كليات تنمية المجتمع بالتعليم العالي، ولم تتوقف مساهماتها عند ذلك بل نفذت الكثير من المشىوعات واجرت العديد من البحوث للكثير من الجامعات السودانية، وتحديدا جامعة القصارف اكبرها اثرا مشروع   القرار ١٣٢٥ وتفعيل دور النساء في المجالس التشربعية و دورالسجينات .الهجرة والجندر وغيرهتلك هي السامية حفظها الله.
فعلا انجبت حاجة مريم فلترقد بسلام
وتلك هي شعارات الثورة قد تحققت بحق وحقيقة
حرية -سلام -وعدالة.
الف مبروك لك وسيري.حفظك…

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.