آخر الأخبار
The news is by your side.

كلام بفلوس: المواطن .. والدولة !!

كلام بفلوس: المواطن .. والدولة !!

بقلم: تاج السر محمد حامد

فى كل يوم أو مكان نستطيع أن نجد هذه الصورة .. صورة الإنسان الإتكالى والمنتظر أن تعطية الدولة كل شئ .. بينما هو لا يقدم شيئا .. ونحن فى ذلك لا نبرئ الجهات المعنية من التقصير أو الخطأ فى العمل أو ذاك .. لكننا فى المقابل لا نستطيع تبرئة أنفسنا كمواطنين.. وإذا كان الخطأ من طبيعة العمل فإن الأخطاء التى نتحدث عنها تصبح طبيعية .. فمن لا يخطئ لا وجود له على الأرض.

لكن مشكلتنا فى أخطاء ترتكبها الجهات المعنية أحيانا وإنما هى فى هذه الروح الغريبة التى تسود معظم سلوكنا وهى لا تقوم بأى عمل إيجابى يتعدى المصالح الأنانية والشخصية المباشرة فيما نطلب من الدولة ان تعطينا وان توفر لنا كل شئ والكثيرون منا يستحلون ان يأخذوا لأنفسهم مال الدولة كله ويضعوه فى جيوبهم وارصدتهم وفى المقاولات والشركات ويأكلوا ما طاب ولذ .. لكن من دون أن يقوموا بأى عمل فى الجهد الجماعى المفروض أن يلتقى مع جهد الدولة لتقوم النهضة العامة ويتحقق النمو العام كما يتحقق الأمن والرفاه .. فالدولة ليست جمعية خيرية.. وإذا كان صحيحا انها مسؤولة .. فالصحيح أيضا أن المواطن بدوره مسؤول وعليه أن يساهم ويتحمل ويعمل محررا الدولة فى كثير من الأعباء التى تلقيها على كاهلها .. لكننا نتصرف وكأننا قوم مؤقتون فى بلادهم لا نهتم بالمصير العام ولا نهتم بغيرنا .. أى أن الواحد منا يعتقد أنه وحده والدولة موجودة لخدمته فقط وتقف على بابه تنتظر إشارة منه لكى تتحرك ملبية ما يريد وما يشتهى .

لكن هذه العقلية ليست عقلية مواطن .. إنها للأسف عقلية مريضة يطغى عليها الجشع والفردية والأنانية وهذه عقلية لا تعمر بلدانا ولا تساعد فى نهضة ولا تقيم أسسا لمستقبل شعب بأجياله المتعاقبة .

إن الدولة تقدم الكثير وأكثر من الكثير ونحن لا ندعوها إلى التوقف عن القيام بواجباتها .. إلا أننا ندعو المواطن أن يتهيأ ويكون مواطنا عليه واجبات مقابل ماله من حقوق .. والمعادلة كما نرى لا تستقيم ابدا إذا قامت على طرف واحد .. أى أن الحقوق للمواطن ترتبط بالواجبات المنوطه به .. وفى هذا الميزان يصبح حق المواطن كاملا .. وعليه أن يصرخ بأعلى صوته إذا ما كان هناك تقصير فى هذا المجال أو غيره .

لكن ماذا نقول عندما لا تقوم بأى عمل ولا تشارك فى أى جهد ثم تبادر إلى الإنتقاد والتهويل .. – عجبى – ليس من حقنا أبدا فى هذا الحال كما أنه ليس من الأخلاق فى شئ .. فنحن فى مسيرتنا لقيام بلد متقدم فعلا .. لا بد أن نضم كل الجهود إلى جهود الدولة فنحقق الأهداف المرجوه ونضمن بلدا امنا وسعيدا وقويا بإذن الله .. وكفى .

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.