آخر الأخبار
The news is by your side.

قوى نداء البرنامج الوطني تحتاج لإجماع وطني أو إنتظار الإنقلاب الناعم

قوى نداء البرنامج الوطني تحتاج لإجماع وطني أو إنتظار الإنقلاب الناعم

تقرير: حسن إسحق

أقامت أحزاب قوى نداء البرنامج الوطني ، مؤتمرا صحفيا ، إستضافت فيه عدد من قيادات الأحزاب السياسية ، وذلك نهار الثامن والعشرين من سبتمبر الماضي بالعاصمة الخرطوم ، بإعتباره مشروع يضم قوي متعددة وأجسام فى شكل تكتلات تهدف إلى تحقيق برنامج وطني فى الفترة الإنتقالية وتحاول أن تجد مخرج لأزمات البلاد.

السودان فى هذا الظرف يواجه كوارث وأزمات فى كل أطراف البلاد داخلية أو خارجية، وهذه المواقف تتطلب التكاتف والتضامن فى كيفية مواجهة مثل هذا الوضع والتحديات ونزع فتيل الأزمات، لذلك تسعي قوي البرنامج الوطني والسودان الآن فى محك ، وهناك عبثية فى التعامل مع القضايا، وهذا يقود إلى التفتت والتشرذم وإنقسام البلاد إلى دويلات.

تفكيك عصابة الأربعة :

تحدث عضو أقوى برنامج النداء الوطني , والقيادي فى حزب المؤتمر الشعبي ، دكتور بشير آدم رحمة ، والتي تمثل قوى سياسية معتبرة، وإنتقد إقصاء قوى الحرية والتغيير ، الأحزاب السياسية الموجودة فى الساحة بحجج مختلفة، أطلقوا عليهم الفلول، وبحجة مشاركة النظام السابق فى السلطة، ويقول آدم أن هذه الصفة تنطبق عليهم جميعا، موضحا أن كلمة الفلول لن تخيفهم، يرى أن المشكلة الحالية هي بين مكونات قوى الحرية والتغيير، ليست لها علاقة بالمكون العسكري، وسياسة الإقصاء التي إتبعتها هذه القوى بدأت تطبيقها على نفسها، ونتجت عنها أربعة مكونات، أطلق عليها عصابة الأربعة.

وقال بشير: السودان لا يمكن أن يتقدم أو يستقر إلا بعد تفكيك قوي الأربعة، وناشد بشير تلك القوي بالجلوس مع الآخرين، وتحقيق توافق وطني، بإعتباره المخرج الأساسي، وهم الآن يستقوون بالخارج، ويؤكد أن المغطي بالخارج أو بالولايات المتحدة الأمريكية عريان، وأوضح أمثلة على الإعتماد على الخارج، كأفغانستان، العراق، الصومال و ليبيا ثم سوريا، واي مكان تدخلت فيه القوى الدولية خربت فيه البلاد، هذه القوى الخارجية إنهزمت.

ويوضح بشير ، أن الولايات المتحدة الأمريكية مشكلتها مع السودان ليست مع نظام البشير، بل بدأت منذ 1987م فى عهد رئيس الوزراء السابق الصادق المهدي، والتي كانت تعد حكومة ديمقراطية منتخبة.

مؤتمر قبلي جامع :

يؤكد آدم, فى آخر أيام حكم الرئيس الأسبق جعفر نميري، الولايات المتحدة الأمريكية ، لها مشاكل مع السودان، تتمثل فى تمسك السودانيين بأخلاقهم وجهادهم ودينهم

وذكر بشير ، أن السودانيين قاموا بثورة فى القرن التاسع عشر ، هزموا فيها البريطانيون متمثلة فى ثورة الإمام المهدي، لذا الولايات المتحدة تتعامل مع أولادها فى الفترة الإنتقالية، وأن العملاء لا يقدمون شئ للسودان، يرى أن المشاكل الإجتماعية بسبب الإقصاء الذي يمارس من هذه القوي، وفى شرق السودان بجا حديد، ثم الجنينة مشاكل بين المساليت والعرب.

يطالب آدم ، بقيام مؤتمر للمصالحة الوطنية القبلية عامة، بدونه لن تحل هذه المشاكل.

مهام الفترة الإنتقالية العمل على تحقيق السلام، وإلغاء القوانين المقيدة للحريات، ولا يوجد إلتزام فى هذا الجانب، والعمل على معالجة الأزمة الإقتصادية، والعمل على تعزيز دور الشباب فى العمل العام.

ونجاح الفترة الإنتقالية يتحقق بالوفاق الوطني، وإنتقد بشير ، سلوك الحكومة فى إختطاف الصحفيين، وأضاف أنه ليس ضد محاربة الفساد، لكن يجب أن يكون بالآليات القانونية المعروفة، ينصح قيادات القبائل ألا يستغلوا من قبل القوى السياسية.

دعم الجيش السوداني :

يكرر آدم، الفترة الإنتقالية يجب أن يكون هناك مؤتمر جامع خلالها ، ليس به إقصاء لأي مكون بما فيه قوي الحرية والتغيير.

الوثيقة الدستورية أشارت إلى عدم مشاركة المؤتمر الوطني فى الفترة الإنتقالية، يتفق معهم فى هذه النقطة، وحتى الإنتخابات.

يشير بشير ، إلى أن الجيش السوداني جيش وطني يجب دعمه ومساندته، ويرفض الإنقلاب العسكري بأي حال من الأحوال، والحل يتمثل فى قيام مؤتمر قومي وتشكيل حكومة كفاءات وحل مجلس السيادة وتشكيل مجلس سيادة يكون رئيسه الدكتور عبدالله حمدوك، والعساكر البقية يذهبون إلى مجلس الأمن والدفاع، يقوموا بالترتيبات العسكرية وتنظيم للقوات الأمنية، وان لا يكون لهم أي علاقة بالحكم، ويطالب بالضغط على هذه الحكومة حتى تنفذ إلتزاماتها، وأنهم ليسوا ضد السلام وتنفيذه، بل هم ضد المحاصصة والإقصاء، وهناك نقطة أساسية عاملة للعسكر مشكلة تتمثل فى قضية فض إعتصام القيادة العامة، وهناك وثائق تشير إلى أن بعض المدنيين وقعوا على قرار فض الإعتصام، وينصح هذه القوي بعدم تهديد العسكر بهذه الفرية.

يدعو آدم ، عصابة الأربعة ألا تفسد الثورة، ويعيب على حزب الأمة القومي أن يمشي فى مسلك مع عصابة الأربعة ، ثم يختطف، وترحم على رئيس حزب الأمة السابق الراحل الصادق المهدي.

مشروع وطني يقود الفترة الإنتقالية :

بينما يضيف المهندس عبدالله مسار , رئيس حزب الأمة الوطني “جناح مسار” ، “مشروع البرنامج الوطني” ، أن الأزمة فى السودان قديمة، تتمثل فى عدم التراضي على مشروع وطني منذ إستقلال السودان، وكان محور التفكير من يحكم السودان، وكيف يحكم السودان؟، لذلك حصلت كل هذه الأزمات، وفى حال الإتفاق على مشروع وطني منذ تلك الفترة، وحددت آليات كيف يحكم السودان، كانت المشكلة الأساسية قد وجدت الحل، وأوضح الصراعات التي تحدث بسبب الشعور بالظلم، والكل يشعر بالظلم، لفقدان التراضي على مشروع وطني، هذه المجموعة فكرت فى قيام برنامج وطني، بعد الفترة الإنتقالية يقود السودان إلى المستقبل، هذا يتطلب من الجميع التراضي ويفهم أن القضية الأساسية حول كيفية حكم البلاد، ولذا يجب الوفاق على الفترة الإنتقالية، لأن مهامها محدودة، متمثلة فى تجهيز والإعداد إلى قيام الإنتخابات ، وتعالج قضايا المعاش العادية، ثم تخلق علاقات خارجية متوازنة، والعمل على إستقرار البلاد.

وأوضح مسار ، أن قوى الحرية والتغيير ، تمارس مهام الحكومة المنتخبة وبدون تفويض شعبي، يوضح أن التفويض الرسمي هو تفويض الإنتخابات، الان السودان فى حكم الهرجلة، وبعدها يذهب حكم ’’ أم كواك‘‘ كل شخص يأكل أخاه بحسب معناه، ويطالب بإعلان برنامج وطني يقود الفترة الإنتقالية، بعدها الذهاب إلى مشروع وطني.

توسيع قاعدة المشاركة:

يضيف عبدالله مسار ، يجب الوصول إلى دستور يؤسس للمشروع الوطني، والإحتكام إلى وثيقة هي أصبحت مبعثرة، الوثيقة التي وقعت فى قاعة الصداقة ، ألغيت وغيرت وشراكات من أحزاب معينة، هذه الوثيقة أخترقت، ويطالب بإجماع وطني ، بأن تكون هناك وثيقة كي تحكم هذه الفترة، وأصحاب الثورة الحقيقيين هم الذين لم يشاركوا فى الفترة الإنتقالية، أن الخلاف بين العسكريين والمدنيين ينعكس على الأمن الداخلي والمهددات الإقليمية وقضايا معاش المواطنين، وبدون توسيع قاعدة المشاركة الشعبية التغيير لن يتحقق .

الإجماع الوطني، الحاضنة الحالية ضعيفة تريد طرد الآخرين من وظائفهم، وهؤلاء لا يريدون توسيع القاعدة الجماهيرية كي تكون الحلول الناجحة للمشاكل

يؤكد مسار ، أن النزاع بين المكونين المدني والعسكري فى توسيع قاعدة المشاركة كي يضمن فترة إنتقال مستقرة، وأمن وسلامة البلاد، وإنتقد قرارات لجنة إزالة التمكين فى مصادرة أملاك الآخرين من قرار صادر من حكم قضائي، وأصبحت تقوم بكل الأدوار، ويطالب بتكوين مفوضية الفساد تقوم بالإجراءات القانونية الطبيعية، الآن كل آليات التقاضي غير موجودة، ويكرر يجب توسيع قاعدة الحاضنة السياسية تشمل قوي الحرية والتغيير والذين وقعوا على الوثيقة وتم إستبعادهم، وقيام إنتخابات، فى حال فشل إنجاز ذلك، يمكن أن يحدث شئ، يمكن أن يحدث إنقلاب عسكري.

العمل على مواجهة التحديات :

يرى رئيس حركة التحرير والعدالة ، وحاكم إقليم دارفور الأسبق ، دكتور التجاني سيسي ، غن مشروع البرنامج الوطني لم يبدأ اليوم، بل بدأ منذ أكثر من عامين، إلتقت القوي السياسية وحاولت إستقراء تأريخ السودان وتفحص التحديات التي واجهت البلاد منذ عقود، ثم الخروج بمشروع يمكن أن يضع حدا لحالة الإستقطاب الحاد الذي تشهده الساحة السياسية على مر الفترات، وبعد 65 سنة من الإستقلال يجب أن تتوحد الرؤى لمواجهة هذه التحديات والعمل على تجاوزها، وكشف عن لقاء مع نائب رئيس مجلس السيادة قبل عامين، وعبروا له عن قلقهم على الوضع بسبب الإستقطابات السياسية والجهوية والقبلية الحادة.

يعتقد سيسي ، أن هذا البرنامج هو المخرج للسودان، وضع بعد لقاءات عديدة مع جميع القوى السياسية بما فيها تجمع المهنيين قبل تشكيل الحكومة، وعرضت لهم نفس الأفكار انذاك ، غن الوطن لا يتحمل، وكذلك قوى سياسية أخرى، بما فيها قوي الحرية والتغيير، ثم دشن المشروع فى قاعة الصداقة، ثم بدأ بعدها عقد اللقاءات والمؤتمرات الصحفية، وحذروا الشعب السوداني من مآلات الأمور فى البلد، وطريقة الحكومة الإنتقالية التي تدير بها البلاد، ستنتهي بمشهد مؤسف، ملامحه بدأت تتكشف فى الراهن الآن.

وأشار تجاني ، إلى أنهم لم يستفيدوا من دروس التأريخ لعدم التوافق على مشروع وطني، والتركيز على قضية أساسية واحدة من يحكم السودان.

الإشكالات مدخل للإنقلابات :

يضيف سيسي , أن الإشكالات التي تحدث حول من يحكم السودان هي المدخل لوقوع الإنقلابات، والمدخل لأي إنقلاب فى المستقبل، ويستشهد أن الديمقراطية الأولى وأدت بإنقلاب بعد خلافات كبيرة جدا بين الحزبين، وكذلك إنقلاب الرئيس الأسبق جعفر نميري، جاء على خلفية خلافات كبيرة جدا، و إنقلاب الإنقاذ رغم التضحيات التي قدمت فى مارس- أبريل، لم يتوقع أحد أن يحدث إنقلاب، ولكن جرى.

ويوضح الآن الوضع يسير فى نفس مسار القطار القديم، وانه ضد الإنقلابات العسكرية، وأن الذي يحدث الآن من إنقسامات ثم إستقطابات يمكن أن يؤدي فى نهاية الأمر إلى إنقلاب، والذي سيحدث لن يكون كسابقاتها، فى الوقت الراهن هناك إستقطابات كثيرة، ولا توجد أيديولوجيا تجمع المكونات المسلحة القبلية والإثنية، ويجب الإجابة على سؤال كيف يحكم السودان؟ ولو تم الإتفاق، لما لا تحكمه قوى الحرية والتغيير، ويجب الإجابة على قضايا وتحديات أساسية، مثل نظام الحكم وشكله والهوية والدستور والعلاقات الخارجية وقضايا الدين والدولة، هذه القضايا حدثت فيها إستقطابات كثيرة فى السابق وحتى الآن، بالضرورة الإجابة على هذه الأسئلة، وما هي قضية الحرية والتغيير؟، ويوضح لا تستطيع مجموعة وحدها أن تقرر كيف يحكم السودان، نظام مايو فشل فى ذلك، وكذلك الإنقاذ مارست نفس المسلك وفشلت فيه، وينصح أن يجتمع الجميع فى آلية واحدة للحكم مع ضرورة الوفاق فى الفترة الإنتقالية.

رفض مواجهة قضية الشرق بالحسم :

يوضح سيسي , أن من إشكالية الحكومة الإنتقالية ليس لها برنامج، يقومون بمهام تنفيذية ليست مفوضة لهم، والإشكالات التي تواجهها الحكومة أنها تعول على الزمن وهذا وحده ليس كافيا، الحكومة مهمتها إتخاذ الإجراءات، يجب الإعتراف أن للشرق قضية، هي ليست وليدة اليوم منذ ستينيات القرن الماضي، ثلاثة تنظيمات عملت أجسام مطلبية، مؤتمر البجا وجبهة نهضة دارفور، إتحاد عام جبال النوبة، والمركز تجاهل تلك المطالب، وفى قضية الشرق، فى طرف يعتقد أنه يمكن حسم القضية عسكريا، وهذا لم يستفد من قضية دارفور، ونصحت الحكومة المركزية بالإستجابة لمطالب الحركات، لكن المركز رفض، ودخل الإقليم فى دوامة الحرب التي حرقت كل السودان، وأضاف من ينادي بالتدخل عسكريا فى الشرق، عليه إلقاء نظرة على دارفور، الشرق يمثل الموقع الإستراتيجي، يصفها برئة السودان، فى حال حدوث أي شئ، فى دولة إقليمية لديها مصلحة، ويرفض مواجهة الشرق بالحسم، والخطأ الآخر، تأليب المجتمعات فى شرق السودان، كما كان فى دارفور، وهي أخطر من الأولى، والنتيجة واحدة، يعطي فرصة لأصحاب الأجندات الفاسدة إقليميا ودوليا بالتدخل فى شرق البلاد،

وجه سيسي ، رسالة لكل المكونات الإجتماعية فى الشرق أن يتجنبوا الإصطدام مع بعض، وهم من يقررون السلم الإجتماعي، على جميع السودان الدعوة إلى مؤتمر عام لمناقشة قضية السودان قبل فوات الأوان.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.