آخر الأخبار
The news is by your side.

في حضرة مولد النبي … تتزيّن القلوب بالضوء

في حضرة مولد النبي … تتزيّن القلوب بالضوء

 بقلم: د. هشام الأمين

في هذه الأيام، لا تحتاج الأمة إلى منبّه كي تستفيق على وهج الذكرى، يكفي أن تمر نسمة على الروح، أو أن يتسرّب صوت مؤذن في الفجر البعيد، فتعرف أن القلوب قد بدأت تنصت لحكاية النور…

حكاية مولده صلى الله عليه وسلم.

ليست هذه ذكرى عابرة في روزنامة التقوى، بل نقطة تحوّل كونية، انتقل فيها التاريخ من العتمة إلى الفجر، ومن الجاهلية إلى الإنسانية.

ولد الحبيب … فتنفّست الأرض

كان العالم قبل مولده ﷺ يتنفّس اختناقًا:

قبائل تقتات على الدم، نساء تُدفن على هامش الحياة، ضعفاء يُسحقون على أرصفة الجهل.

حتى إذا جاء الحبيب، وُلدت العدالة من رحم الرحمة، ونطقت المساواة بلغة السماء:

“لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى”

لقد تكسّرت أصنام القهر، واستقام ميزان الأخلاق،

وأصبح الإنسان هو القيمة، لا القبيلة.

رسولٌ لا كالشمس، بل هو ضوؤها

في مجتمعٍ كان يرى في المرأة عارًا،

أتى ليقول:

“استوصوا بالنساء خيرًا.”

وفي عالم يقدّس العصبية،

قالها بثبات:

“دعوها فإنها منتنة.”

ثم كتب في المدينة أول وثيقة مواطنة، ضمّت المسلم واليهودي والمشرك، وجعل من التعايش قانونًا، لا استثناء.

ليس ميلادًا … بل بعثٌ للحياة

ما حدث يوم الثاني عشر من ربيع الأول، لم يكن ولادة رجل فحسب، بل كان بعثًا لكرامة الإنسان.

في كل زاوية من حياته ﷺ درس:

في تواضعه، في عدله، في دمعته حين يرى يتيمًا، في فرحه لطفل،

وفي جلال صمته حين يغضب.

إنه ليس نبيًا فقط، بل منهج حياة، ومثال إنساني لا يتكرّر.

*هل نحتفل؟ أم نُحيي؟^

في ذكرى مولده، لا نكتفي بمدح خصاله وصفاته الطاهر والمطهرة والكريمة فحسب.

بل نحتفل حقًا حين نعيد قراءة سيرةٍ لا تزال تصلح لأن تُكتب على أرواحنا، لا على الورق.

نُحيي ذكراه حين نكون مثله:

رحمةً، وصدقًا، ونورًا في عتمة هذا العالم السريع.

وأخيرًا …

يا مولاي يا رسول الله، ما زال اليتيم يجد في دمعتك مأوى، والمظلوم يجد في عدالتك نجاة، والأمة، رغم ما بها، ما زالت حين تشتاق إلى النور … تهمس باسمك.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.