آخر الأخبار
The news is by your side.

عفاف حسن أمين .. اعلاميةُ معتقة

عفاف حسن أمين .. اعلاميةُ معتقة

بقلم: عواطف عبداللطيف

ما أن يحل صباح الجمعة نحرص علي أن يكون جزء من الوقت أمام شاشة قناة النيل الازرق كاستجمامة ماتعة وغنية بالمفردة الانيقة خاصة بعد رهق الاسبوع وضجيج بات سمة غالبية التلفزيونات.

تطل عفاف بوجه صبوح وتجذب المشاهدين بعدم التكلف في السرد و جزالة الحديث وعفويته .. هي فعلا كرائحة البن المحوق وبخور اللبان المعتق فتتسلل بأريحيتها بتوزيع وقت البرامج ككبسولات بين تيم الفنيين داخل الاستديو لخارجه بانتقاء حصيف ولولوجها لمفاصل التراث السوداني وحكي الحبوبات فتلامس التقاليد و العادات والارث في عمقه … وتناسق الجوهر بالمظهر فتعتمل اثواب انيقة دون بهرجة واكسسورات بعضها من الفضة والذهب وكثير منها من فصوص الخرز والسوميت والتيلة والحريرة .. كرمزية للتراث فتزين مايك ميكرفونها بمشغولات يدوية من جريد النخيل كالقفة او البرش او التبروقة .. عفاف بت حسن امين توزع وقت اطلالتها بذكاء الاعلامي بالفطرة فتسوح بالمشاهدين لجولات باغنيات مختارة بعناية وأخر باستضافتها لصانعات العطورات السودانية او مكونات ” شيلة الزواج ” او من يقدمن وصفات علاجية او جمالية او من يحكون هموما ومؤاجع.

هي بذات عفويتها ومفرداتها الغنية بالكلم الطيب تلاقي علي الاثير ضيوف من ربوع البلاد شرقه وغربه شماله وجنوبه .. وتدفق وصايا الحبوبات حكماء العائلة ببهارات كلماتها البسيطة لتلملم الثوب السوداني لتسند العمه بتناولها للمشاكل الاسرية والمجتمعية بالتداعي للتوافق ولملمت الاطراف بالموعظة وفي نفس الان تدفق الوصايا والنصائح للتصالح مع النفس والاخرين حتى ولوً كانوا علي مقاعد المسوؤلية ودفة الحكم او علي كراسي الدرس لانها تريد الأمن والامان ورغد العيش للزول اينما كان في ربوع البلاد الحدادي مدادي.

متابعتنا لهذه ” العفاف ” تذكرنا بلمة الاسر تحت شجرة النيم وتعريشة الضحوية والصحبة الحميمة وسط اهلنا واصدقاؤنا بامدرمان العاصمة الوطنية ” ام در ” كاملة ألدسم والتي انجبت عفاف كما انجبت كوكبة من الاعلاميين والاعلاميات وكثير الشوامخ في فنون المعرفة والعلم والطرب والشعر والمسرح والدلوكة والريشة والقلم .. كوني دائما انت يا عفاف مدرسة سودانية حد النخاع .
 
Awatifderar1@gmail.com

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.